#سقوط #الشاه وصعود #دولة_الملالي و #الوهم_المزعوم لتحرير #فلسطين
بقلم : المهندس محمود “محمد خير” عبيد
لا يخفى على احد انه لم يكن هناك حاكم على وجه الأرض يدين بالولاء للصهيونية و الولايات المتحدة الأمريكية كما كان شاه ايران الإمبراطور محمد رضا بهلوي و الذي استلم الحكم عام 1941 بانقلاب على والده بدعم من الحلفاء في الحرب العالمية الثانية و بخاصة من خلال اجبار والده من قبل الغزو البريطاني السوفييتي على التنحي لصالح ابنه بسبب علاقته الشخصية مع هتلر وخوفا” من ان يقوم الشاه رضا بهلوي بتزويد الجيوش النازية بالبترول الإيراني, لذا قام الحلفاء بتتويج محمد رضا بهلوي ابن رضا بهلوي شاه على إيران و الذي كان على مدى سنين حكمه و التي قاربت من 40 عاما” الحليف الرئيسي للغرب في الشرق الأوسط اخذين بعين الاعتبار بان من أوائل من اعترفوا بالكيان الصهيوني عند احتلاله لأرض فلسطين هو شاه ايران, خلال فترة حكم الشاه لم تكن ايران دولة دينية بل على العكس كانت دولة حضارية, مدنية. علمانية, استمر حكم الشاه 38 عاما الى حين مغادرته ايران مجبرا” إلى المنفى يوم 16 يناير عام 1979 بقرار امريكي صهيوني مغلف بطابع وطني إيراني و نزولا” عند رغبة الشعب الإيراني الذي تظاهر ضد حكم الشاه و مطالبته بدولة دينية كما تم تسويقه للعالم و هو الشعب الذي كان ينعم برغد العيش, لتبدا مرحلة جديدة من مراحل الدولة الفارسية الإيرانية المغلف بطابع ديني عقائدي من خلال تسليم دفة الحكم في ايران لأحد صبية النظام الأمريكي الصهيوني الذي تتلمذ على يد المنظومة الصهيونية الأمريكية لأكثر من عقدين من الزمن و هو من يطلق عليه اية الله الخميني و الذي ظهر لأول مرة للعلن أكتوبر 1978 أي قبل توجهه لأيران بأربعة شهور و هو من كان يعمل بالخفاء و على تواصل مع الاستخبارات الأمريكية منذ عام 1964 وكشفت (سي آي إيه) عن وثائق تشير إلى محادثات جرت بين الخميني و الرئيس جون كيندي منذ الستينات من القرن الماضي و استمرت هذه المحادثات حتى قبل أيام من وصوله إلى طهران قادماً من باريس وإعلانه الثورة على شاه غادر البلاد قبل ان تبدا الثورة المزعومة عام 1979 فالثورة اندلعت مع قدوم حليف أمريكا و الصهيونية اية الله الخميني الى ايران تأييدا” لقدومه, كما كشفت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية عن “وثائق سرية” تشير إلى وجود محادثات سرية جرت بين مؤسس ما يطلق عليها الجمهورية الإيرانية الأسلامية روح الله الخميني والإدارة الأميركية، قبيل تسلمه إدارة البلاد في العام 1979 بعد إطاحة حكم الشاه محمد رضا بهلوي. بحيث اشارت تلك الوثائق إلى تعهد حليف أمريكا والصهيونية الخميني بالمحافظة على مصالح واشنطن واستقرار المنطقة مقابل فسح الطريق له باعتلاء سدة الحكم في إيران وتولي مسؤولية البلاد على ان يكون ولاءه لأمريكا و الصهيونية. وكان قد عبر الخميني في أكثر من مناسبة بانه لم يكن في يوم من الأيام يعادي واشنطن، وأنه ليس ضد المصالح الأميركية في إيران، ويعتبر الوجود الأميركي ضروري لمعادلة التوازن في المنطقة. وهو ما جعل الخميني يعمل على مفاوضة إدارة الرئيس جيمي كارتر من اجل ان يعود سالما” الى إيران ويستلم زمام الحكم مقابل أن يقوم بحماية المصالح الأمريكية في البلاد. فقد تم رصد العديد من الاتصالات التي قام بها الخميني مع الأدارة الأمريكية و بخاصة مع إدارة الرئيس كارتر على مدى الأسبوعين اللذين سبقا عودته إلى طهران، اضف الى ذلك اجتماعات بين مسؤولين أمريكيين و اشخاص موالين للخميني, فالأمريكيين قاموا بتمرير معلومات في غاية الخطورة إلى الخميني منها دعمهم اللامحدود من اجل تسليمه دفة الحكم في ايران و هو من اكد دائما” للأمريكيين أنه سيعمل على حماية مصالحهم و عمل على الأغداق عليهم بالتطمينات التي يودون ان ينصتوا اليها من حليفهم الجديد القديم, و الذي عمل على اقناع الأمريكيين بوجوب استمرار نفوذهم في إيران من اجل حفظ إيران بعيداً عن متناول النفوذ السوفيتي أو حتى النفوذ البريطاني المحتمل. من هذا المنطلق عملت الولايات المتحدة الأمريكية على عدم التدخل في اختيار شكل النظام السياسي في إيران طالما أن النظام القادم سيرعى المصالح الأمريكية، فالاتصالات الأمريكية-الخمينية التي حدثت أثناء وجود الخميني في منفاه الفرنسي كانت تجري على قدم و ساق الهدف منها إيجاد توتر في المنطقة و خلق زعزعة في الكيان الإقليمي من خلال الخلاف العقائدي بين الشيعة و السنة في المنطقة و بث الرعب في قلوب حكام الجزيرة العربية بحيث تستفيد من هذا الخلاف أمريكا و الحركة الصهيونية، فها هي نتائج الانقلاب السياسي في ايران ظهرت اثاره بعد عام و نصف من استلام الملالي لدفة الحكم في ايران حتى اندلعت الحرب العراقية – الإيرانية و التي ما كان لها ان تندلع لو استمر حكم الشاه الذي كانت تربطه اتفاقيات موقعة تضمن حقوق الجانبين العراقي و الأيراني الحدودية و التي اخل بها نظام الملالي بتوجيهات من المنظومة الأمريكية – الصهيونية و التي كانت الشرارة لحرب استمرت 8 سنوات استنفذت من خلالها الموارد الاقتصادية و البنية العسكرية العراقية من اجل دعم لوبي الأسلحة في امريكا التي كانت تعمل على تزويد ألعراق و ايران بالأسلحة و هو ما أدى الى فضيحة ايران جيت خلال حكم الرئيس ريغان, اضف الى ذلك كان هناك جسر جوي بين الكيان الصهيوني و ايران قام من خلاله الكيان الصهيوني بتزويد نظام الملالي بالأسلحة المتطورة لمواجهة العراق الذي كان يعتبر سدا” منيعا في وجه التمدد الفارسي و الصهيوني في المنطقة, لم يقف دور الملالي عند هذا الحد بل قامت أمريكا و الصهيونية العالمية بمكافئة نظام الملالي بان اغدقت عليهم بالعطايا فقامت بمنحتهم السلطة المبطنة و المطلقة على العراق بعد الغزو الأمريكي للعراق و اسقاط نظام الرئيس صدام حسين عام 2003 و من ثم منحتهم حق التوسع من خلال غض البصر عن توسع النفوذ الأيراني ليشمل سوريا, كيف لا و نظام الملالي يقدم للمنظومة الأمريكية و الصهيونية و يجود عليهم بأسقاط الأنظمة الواحد تلو الأخر في المنطقة من خلال بث الفتنة العقائدية و العمل على تفتيت منظومة الدول في المنطقة الواحدة تلو الأخرى, فها هي العراق قد تفتت و ترزح تحت وطأة الاستعمار الفارسي منذ 20 عاما” من خلال المندوب السامي الذي ينصبه الملالي في طهران تحت مسمى رئيس الوزراء العراقي, و كذلك سوريا أصبحت مقدراتها مستباحة لنظام الملالي و أصبحت ت سوريا الحضارة و الفكر و الثقافة تحكم من خلال المندوب السامي السفير الأيراني في سوريا و الذي يقوم بتوجيه النظام و الجيش بما يتناسب مع المصالح الأمريكية و الصهيونية و ها هي الحدود مع فلسطين أصبحت اكثر امنا” و استقرارا” مع وجود ميليشيات فارسية مختلفة متمثلة بالحرس الثوري الأيراني إضافة الى العديد من الميليشيات الموالية و التي عملت ايران على تقليص عددهم بعد 7 أكتوبر حيث عمل النظام الفارسي على اخلاء قواته من مقرّاته في دمشق وجنوب البلاد، وصولاً إلى الحدود مع الجولان من اجل التخفيف من القلق على الحدود الفلسطينية.
من هنا واهم من يعتقد ان لإيران أدوار إقليمية داعمة لمصالح شعوب المنطقة بشكل عام و تحرير فلسطين بشكل خاص, فنظام الملالي ما هو الا جزء من المنظومة الأمريكية – الصهيونية و يعمل بالتعاون و التنسيق مع النظام الأمريكي و الصهيوني, فها هو نظام الملالي و من خلال التسويق الإعلامي يدعم المقاومة الفلسطينية بشكل عام و المقاومة في غزة بشكل خاص و لكن علينا ان نعلم بان كل رصاصة يقوم نظام الملالي بتزويدها للمقاومة الفلسطينية يكون لدى أمريكا و الكيان الصهيوني علم بما يتم تزويد المقاومة به و يكون بمباركة أمريكية و صهيونية, كذلك ما يقوم به نظام الملالي من استعراض مواجهة للكيان الصهيوني و ضرب اهداف في عمق فلسطين المحتلة ما هو الا تمثيلية من اجل اقناع السذج من الجماهير العربية المغيبة و الواهمة بان الملالي الفرس هم حلفاء للشعوب العربية و ان القضية الفلسطينية على سلم اولوياتهم, نحن لا نشكك من دور الأخوة اليمنيين و الأخوة اللبنانيين الشيعة فانتمائهم القومي ليس مكانا” للشك, و لكن للأسف قد يكونوا مغيبين كما هي اغلب شعوب هذه المنطقة, فالمنطقة قادمة على معاهدة جديدة كمعاهدة سايكس بيكو التي تم إقرارها قبل قرن من الزمن و هي معاهدة صهيوفارسية يتم تقسيم المنطقة بين الفرس و الصهاينة, فها هم الفرس بسطوا نفوذهم على العراق و سوريا و لبنان بمباركة صهيونية و أمريكية, و ها هم يقوموا باستباحة دماء شعوب المنطقة تنفيذا” للتوجيهات الأمريكية – الصهيونية, فاغتيال الشهيد المناضل إسماعيل هنية تم بمباركة فارسية و بعلم نظام الملالي لأن وجوده اصبح شوكة في حلق الصهاينة و حلفائهم الملالي و ما يقوم به نظام الملالي من حق رد لمسلسل الاغتيالات الذي يقوم به الصهاينة ما هو الا كذبة أصبحت أركانها واضحة للجميع فمن يعارض نظام الملالي يقومون بتوجيه الصهاينة لتصفيته, فجميع ما قامت به ايران من رد كان لمقرات خالية من الجنود والمعدات و هو ما اعلنه الرئيس ترامب بعد تغتيال قاسم سليماني و ان الرد الأيراني كان بالتنسيق مع إدارة ترامب فها نحن نشاهد مسرحية للملالي مخرجها امريكي و كاتب السيناريو صهيوني و المشاهدين شعوب مغيبة لكسب الراي العام الإقليمي الذي يلهث خلف انتصار حتى كان هذا الانتصار من خلال عدو مخادع, منافق يرتدي قناع الدعم و هو في الواقع حليف لعدوهم الحقيقي و هو الصهيونية.
علينا ان نكون على يقين بان النظام الأمريكي – الصهيوني و الفارسي وجهان لعملة واحدة و واهم من يراهن على النظام الفارسي, نحن لسنا ضد الشيعة و لسنا ضد السنة و لكن نحن ضد كل من يريد بنا و بحضارة مشرقنا و شعوبها شرا” و يتامر علينا تحت غطاء انه حليفنا و هو يمسك خنجر الغدر خلف ظهره, أهلنا في غزة يسجلوا الانتصار تلو الانتصار على الصهاينة كل يوم ليس بسبب دعم نظام الملالي الخائن لهم و لكن بسبب ايمانهم بربهم أولا” و بقضيتهم و بحقهم بتحرير ارضهم, فلو قدر لنظام الملالي ان يزيلوا القناع الذي وجوههم لكانوا اول من غدروا باهلنا بغزة.
ان الأوان لنا ان نستيقظ من غفلتنا فمن اوجد نظام الملالي في ايران هي أمريكا و الصهيونية من اجل تفتيت المنطقة و زرع الفتنة العقائدية و تسويق للأسلحة للأعراب الذين يخافون على عروشهم الهشة فوجود نظام الملالي يرعبهم اكثر مما ترعبهم الصهيونية، كم استفادت مصانع الأسلحة منذ عام 1980 و حتى اليوم خوفا” من المارد الفارسي.