سقوط الرموز

سقوط الرموز
نور الجابري

في حياتنا العامة و في المدارس و كما هي العادة كثيرا ما يُسأل الاطفال سوأل تقليدي ماذا تحب ان تصبح عندما تكبر ،و حقيقة الآمر أن الطفل لا بد أن يكون قد تأثر بشخص أو حدث في كل مرحلة عمرية، و عادة يبحث الاطفال و المراهقين بشكل عفوي عن ذوي الشهرة ،و اذا ما راجعنا ما تلقيه علينا الشاشات هذه الأيام و ما تسلط الضوء عليه لوجدنا أنها تبرز للمجتمع صورة فضيعة و تجعل من الطبالين و المجرمين و تجار السلاح أبطال و قامات ، و تُبيح الكثير مما كان مرفوضا لدى المجتمع ،لا بل أصبحت المشاعر تتأجج و تُنثر الدموع من أجل لقب موسيقي و ربما من أجل بطولة أوربية كروية تقام العديد من الترتيبات ،و اذا عدنا الى المناهج الدراسة سَتُفاجئك المناهج بخلوها من الرموز لا بل أصبحت حتى الدروس فيها دون هدف محدد و تخلو من المبادي و القيم ، حقيقة أرقب ما حولي و اخاف ان اسأل الاطفال بعد اليوم ،فنحن الملامين ،اخاف من سماع الإجابات و قد بحثت عن قامات وطنية و رموز لأعلق اسمائهم كالنياشين فلم أجد ،و اذا ما عدنا للتاريخ لوجدنا دور الرموز و القامات الوطنية في تحديد المسار القومي و السياسي ،و اثرها على الشارع بمكوناته من عامة الشعب ،فكانت الرموز تعيش مع العمال و النقابات و الكتاب و العشائر و طلاب الجامعات، و تشكل سُلطة جديدة ،فاذا شئت ان تنفرد باتخاذ القرارات فعليك باسقاط الرموز ، و هكذا أسقطت جميع الرموز ،عذرا أيها الاطفال .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى