ذاكرة التين / ” نبيل عماري “

ذاكرة التين
في حارتنا القديمة وفي جو أب الحار كنا ننتظر أن يحل المساء وتدخل الفية في كيان الحارة حينها تأتي الفاكهة اللذيذة القادمة من جرش ، وجبل عجلون ، اربد . ننتظر أن
نتنشق رائحة التين الخضاري بتلك البوكسات القديمة بشكلها المستطيل وخشبها القوي والذي كان يحضرها مصطفى ابو الرب إلى بقالته يحضر معها شولات الفقوس والجعابير وبوكسات العنب البلدي الخشبية تلتم الحارة يخرجون حبات التين المشقشة من داخل تلك البوكس بعد أزالة أوراق التين التي تغطي حبات التين الناضجة . تفوح الرائحة تمتلك القلب والوجدان تغازل نسيم طري يمر في هذا الصيف الحار ويبارك تعب فلاح ذاك الذي يصحو باكراً يقطف حبات التين المترنخة بالندى لا كيف وهو ابن التين والزيتون رفيق السنابل عاشق الحصاد زارع الورد والزيزفون بيده تبدأ المواسم وبيده تنتهي فهو عندما يزرع بذرة تضحك له الحياة وتعطية حبات التين أمل بان الشجرة التي زرعها صار غصنها أخضر تضحك للدنيا بعد بدأت مسيرتها بتجذرها بالأرض لتصبح شجرة تعلو وتعلو شامخة في جو السماء بخضار النضارة لا تملك كبرياء بل تواضع فعندما تحمل تنحني وتعطي تين خضاري رائع يصل لحارتنا وشعار فلاحها من صبر ظفر .
13884588_1650665391915879_1279393193_n

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى