أبو حجر والنحيّح / رائد عبدالرحمن حجازي

أبو حجر والنحيّح
أبو حجر هو شخص صوته جَهوري أسمر البشرة طويل القامة شاربه أسود كثيف الشعر وموشح بالبياض ويُدخن الهيشي وبنية جسمه قوية كما أنه مفتول العضلات وبالإضافة لما سبق لقمته عبارة عن ربع رغيف مشروح مع زر لبنة مدحبرة و نمرة حذاءه ( 54) فقد كان المسكين يُعاني كلما أراد شراء مداس له , طبعاً لم يكن يجد ضالته إلا عند أحد أصحاب محلات الأحذية المستعملة (البالة) وبِشق الأنفُس .

أبو حجر كان يعمل في تكسير الحجارة الكبيرة كون الفترة التي كان يعيش فيها لم تكن قد انتشرت فيها الكسارات الألية للصخور. وفي أحد الأيام جاءه زبون يُريد ان يُكسر بعض الحجارة الكبيرة وبعد السلام والكلام دار الحوار الأتي بينه وبين أبو حجر:-
الزبون : هظول هنة خيو الحجارة اللي حتشيتلك عنهم
أبو حجر : الله يسامحك هظول قلاع مش حجارة
الزبون : يا زلمة وشو بتفرق معك مهو كله تطبيش بتطبيش
أبو حجر : لا خيوه بتفرق هظول بوخظن معي نهار مسكر (من الشروق وحتى الغروب)
الزبون : طيب قديش بدك أجارك ؟
أبو حجر : بدي عليهن خمسطعشر نيرة
الزبون : بل .. بل .. بل .. لويش هالقد انت بدك تسحنهن (تطحنهن)
أبو حجر : هاظا اللي اجاك حبلك أهلاً وسهلاً ما حبلك خليني أروح أسترزق
الزبون : طيب ابصيرش بعشر نيرات ؟
أبو حجر : يا زلمة انت ما بتفهمش مهو أنا بدي أُخظ أُجرتي عشر نيرات
الزبون : طيب لويش الخمسة الثانيات
أبو حجر : هظول أُجرة النحيّح اللي بشتغل معي . أني بطبش بالحجار وهو بقعد قبالي بريحني وبكل ظربة بظربها على الصخر هو بنح عني , فهمت خيو لويش خمسطعشر نيرة بدي.

قد يكون أبو حجر أحسن استخدام العضل ولكنه لم يُحسن استخدام العقل , فالنحيّح لا داعي له في مثل هذه الحالة فأبو حجر تلقائياً ينح وهو يضرب ضرباته ولكن تفكيره المحدود جره ليستعين بشخص أخر مُعتقداً أنه بذلك يريح نفسه وبالتالي تكون النتيجة زيادة في المصاريف .ويابيييييييي ما أكثرهم من هم على شاكلة أبو حجر والنحيّح من حوالينا .
رائد عبد الرحمن حجازي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى