
أحلام اليقظة!!!
يقول الكثير من علماء النفس أنّ ما يعجز الإنسان عن تحقيقه أو نيله على أرض الواقع المُعاش نتيجة استحالته أو تغليب صعوبته يتمّ تحقيقه حتماً في عالم الأحلام و النعاس و الناس نيام بأبعاده الثلاثية ال 3D 🙂 و هذه هي خلاصة تجربة الشاعر جميل بثينة الذي حُرِم من رؤية معشوقته فقال:
و إنّي لأهوى النوم في غير حينه…
لعلّ لقاءً في المنام يكون…
تُحدّثني الأحلام أنّي أراكم…
فيا ليت أحلام المنام يقين
لذلك فمعظم أحلام العرب شيباً و شُبّاناً تنحصر في رؤية أكوام المال و حسناوات النساء و موائد الطعام… 🙁 و المصيبة أنّ هؤلاء الحالمين يقومون بعد استيقاظهم بالبحث عن أشخاص يُعبّرون و يُفسّرون تلك الأحلام مع أنّ معظم تلك الأحلام ما هي إلاّ تجسيد عقولهم الباطنة لِما هُم محرومون منه… 🙁
يعني يا معلّم إذا رأيتَ بقرة في المنام فلا تحاول إقناع نفسك برمزية البقر أصفراً أو أسوداً، صغيراً أو كبيرا، بلدياً أو هولندياً و ما يُمثّله من غزارة في الرزق و فيض في العطاء ينتظرك في القريب العاجل … 🙁 فهذا الحلم ما هو إلاّ تجسيد لشهوتك و رغبتك المكبوتة بأكل اللحم الطازج الذي حُرِمتَ منه لعقود و لم تعُد تراه سوى من وراء زجاج “الملحمة” 🙂
“اشِلكوا” بطول السالفة، ففي مشهدٍ هستيري استوقف العشرات من المواطنين في عمّان سائق تكسي بالكاد يُشبه الراحل صدّام حسين و راحوا يهتفون بحرارة “صدّام حسين” ارفع ايدك يا صدّام…!!!
و بغض النظر عن تقييمنا الشخصي لصدّام المجيد كبطل أو كطاغية، فهذاّ المشهد يُبرهن كيف بات المواطن العربي يتعلّق بأيّ خيال و سراب للهروب من واقع اليأس و الفقر و الذل الذي وصل إليه… 🙁 يُريدون وجود أو صُنع المخلّص سواء كان هذا المخلّص هو شبح صدّام أو خرافة سوبرمان أو حتّى غموض زورو 🙁 يجب أن تعلموا أنّه لن يعود صدّام من القبر ببدلته العسكرية و سيجاره؛ و لن يظهر سوبرمان ببدلته الزرقاء من بين ناطحات السحاب و لا زورو بقناعه الأنيق من النفق المظلم على صهوة جواده الأسود… 🙁
يا قوم مَن أراد التغيير فليبدأ بنفسه و بعائلته و بمحيطه و لسوف تتغيّر الأحوال بإذن الله و لسوف “يستجيب القدر”…!!! لا تحلموا و لكن اعملوا و اعلموا و أعملوا عقولكم…. فشتّان ما بين حالِمِ هامل و عالِمٍ عامل 🙂
صباحكم بركة، و صلاح، و إصلاح، و علم و عمل… صباح الوطن الرائع ….