متى ستشتعل شرارة ثورة الحرية في فلسطين؟

متى ستشتعل شرارة ثورة الحرية في فلسطين؟
ومن سيشعلها… ؟
نايف المصاروه.

مع استمرار مخطط تنفيذ صفقة القرن المشؤومة ،والتي تهدف إلى تسوية قضية فلسطين،وإعلانها ملكا يخضع لسيادة بني صهيون المحتلين اﻷنجاس،والتي طبخت بعض قراراتها،على نيران العدوان والخيانة،في كثير من عواصم اﻹستعمار واﻹستحمار غربا وشرقا، وما تبعها من مخططات التطبيع والاستسلام المذل والمخزي ، التي جرت وتجري وتسري بهمة وحمى، دون خجل أو وجل، وما يرافق ذلك من  زيادة في اﻹجرام واﻹرهاب الصهيوني ،والمتمثل بعمليات بناء المزيد من المستوطنات الصهيونية، يرافق ذلك أيضا المزيد من عمليات الهدم وتدمير المنازل في القدس وغيرها ،وتشريد ساكنيها ،وهو ما يتعارض مع كل المواثيق الدولية،وهو ما ينطبق تماما مع المادة 8 (2) (أ) ‘4’من قانون المحكمة الجنائية الدولية ،وإعتبار ذلك جريمة حرب مكتملة اﻷركان، والمتمثلة في تدمير الممتلكات والاستيلاء عليها بالقوة، ولكن لمن تشتكي إذا كان خصمك هو ذات القاضي الظالم!
وفي ظل غياب أو تغييب العدل، وسامحوني إن قلت وغياب صاحب الحق ،وسيطرة اللوبي الصهيوني على الكثير من المفاصل ،وفي كل المنظمات والهيئات الدولية،التي تطالب بالعدل والحرية ،واحترام حقوق الإنسان،كذبا وزورا،وإلا فأين عدلها ،وأين صوت هيئة اﻻمم المتحدة،ومجلس أمنها..وكل هيئاتها!
وفي ظل اﻹنحياز السياسي الدولي ،لكل ما يفعله الصهاينة ،يرافق ذلك تخاذل وخنوع عربي وإسلامي مقيت ومذموم ، ثبت ذلك علانية قبل وبعد حملات التطبيع مع الصهاينة مؤخرا، أو ما يوهج سنا برقه في قادم الأيام، كقرابين للرضى والرضوان للإدارة الأمريكية الجديدة.
وفي ظل تتابع السكوت العربي والإسلامي بشكل خاص، والدولي بشكل عام، عن وعلى جرائم الاحتلال الصهيوني المتكررة، وﻷن الحقوق تنتزع إنتزاعا من مختلسيها وسارقيها ،وتسترد بكل انواع القوة.. والتي منها قوة الذات والذراع ،ولا تستجدى،ولا يفاوض عليها،ولأن نتائج التفاوض ومنذ عشرات السنين واضحة للعيان، ذل وانحطاط وتخاذل وتضييع لكل الحقوق، وطمس لكل معالمها.
ومع استمرار مسلسل التفاوض والتنازل،الذي  أوصل  اﻻمر إلى تسوية قضية فلسطين عبر صفقات اهل القرون، وما تبعها من تنازلات واتفاقيات للتطبيع ، ولا يدرى أو يعلم ماذا ستكون النتائج في قادم.

هنا اقول لأهل فلسطين..كل فلسطين عامة، ولأحرار وحرائر فلسطين.. بشكل خاااااص… إن المخرج لكم ومما انتم فيه من المعاناة اليومية، والظلم والتجبر الصهيوني، الذي امتد لعشرات السنين ،لا.. ولن يكون إلا من خلال التوحد على المقاومة والكفاح ،كفاح بكل ما يعني،يتجلى ذلك من خلال إشعال ثورة عارمة، ثورة حقيقية في الداخل الفلسطيني بالذات، وثورات في كل فلسطين ،ثورة لا تبقي ولا تذر ،عنوانها نحن هنا ،وسنبقى نقاتل ونجاهد ونقاوم المحتل الصهيوني ،وندافع عن كرامتنا وأرضنا ومقدساتنا ،وكل حقوقنا، حتى يرث الله الأرض ومن عليها ،شعارنا.. “نموت او ننتصر” ،ولا سبيل لكم غير ذلك.
ثورة حقيقية… يا أهل فلسطين.. ثورة لا تخبو ولا تنطفئ نارها.. شعارها…الموت ولا المذلة.
فدولة الظلم ساعة… ودولة العدل إلى قيام الساعة..
يا أهل فلسطين..يا أحرار فلسطين.. إلا يكفي ما انتم فيه من ذل الاحتلال، وتخاذل ذوي القربى من الإعراب…!
ألا تكفي عشرات السنين تحت حراب الاحتلال؟
فماذا تنتظرون.. !
يا أهل فلسطين…. احذروا من التقاعس.. وحب الدنيا.. احذروا من تبعات الانبطاح.. فإنها لا تورث إلا الذل والهوان.
يا اهل فلسطين.. إقرأوا في كتاب ربكم.. سبحانه وبحمده القائل “” {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} سورة التوبة: 24.

واقراوا.. .{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ}
{إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} سورة التوبة 39،38.

واقرأوا وتمعنوا وتدبروا جيدا… {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} سورة البقرة: 216.

يا أهل فلسطين..إنكم على مفترق طرق، وامامكم فرص سانحة سائغة،..فما جرى في الكونجرس مؤخرا، ونتائج الانتخابات، والعهد الجديد في أمريكا… واتفاقيات الذل والتطبيع العربي مع الصهاينة والمرفوضة شعبيا، وحالة التعاطف الشعبي العربي والإسلامي.. قد لا تعود.. فاقتنصوها.. ولا تضيعوها…؛

يا أهل فلسطين.. أما سمعتم.. ما حك جلدك مثل ظفرك… ؟
يا أهل فلسطين.. اما سمعتم.. أو قراتم للشاعر الفلسطينى الشهيد عبدالرحيم محمود، رحمه الله عندما انشد..

سأحمل روحي على راحتي …وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياة تسر الصديق …و اما ممات يغيظ العدى
وما العيشُ – لا عِشْتُ – إن لم أكن ..مخوف الجناب حرام الحِمَى
إذا قُلْتُ أصغى لي العالَمُون ..ودَوَّى مقاليَ بين الورى
لَعَمْرُكَ إني أرى مصرعي .. ولكن أغذ إليه الخطى
أرى مقتلي دون حقي السليب .. ودون بلادي هو المبتغى
يلذ لأذني سماع الصليل .. يُهَيّ ِج نفسي مسيل الدما
وجسم تَجَدَّل فوق الهضاب ..تناوشه جارحات الفَلا
فمنه نصيب لأسد السماء …ومنه نصيب لأسد الثرى
كسا دمه الأرض بالأرجوان.. .وأثقل بالعطر ريح الصبا
وعفَّر منه بَهِيَّ الجبين ..ولكن عُفارًا يزيد البَها
وبان على شفتيه ابتسام ..معانيه هُزْءٌ بهذي الدُّنا
ونام ليحلم حلم الخلود … ويهنأ فيه بأحلى الرؤى
لعمرك هذا ممات الرجال ..ومن رام موتًا شريفًا فذا
فكيف اصْطِبارِي لِكَيْد الحقود .. وكيف احتمالِي لِسَوْمِ الأَذَى
أخوفًا وعندي تهون الحياة … وذُلاًّ وإنِّي لرب الإبا
بقلبي سأرمي وجوه العداء … وقلبي حديد وناري لظى
وأحمي حياضي بِحَدِّ الحُسَام ..فَيَعْلَمُ قومي بأنِّي الفَتَى.

يا أهل فلسطين.. الصهاينة متوحشون لا يعرفون إلا لغة المال والجرائم والاحتلال وهظم الحقوق، ولا يخيفهم ولا يقض مضاجعهم إلا لغة حي على الجهاد ،وصوت الرصاص،وتكبيرات الأبطال.
أما التفاوض والتحسيس،وكثرة الشجب واﻹدانة،فإنها تقوي شوكتهم ،وتزيد من شهيتهم على التوسع في احتلال المزيد والمزيد ، لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى، ونحن نرى بواكير ذلك من خلال اتفاقيات التطبيع العربي مع الصهاينة،، غربا وشرقا وسابقا ولاحقا.

يا أهل فلسطين..يا أحرار وحرائر فلسطين… لأنكم أصحاب الحق اولا.. انتم وحدكم.. لا غيركم من يغير المعادلة، ويخلط كل الأوراق، ويغير كل الواقع، ويعيد الأمر إلى نصابه ومساره الصحيح.

يا أهل فلسطين لا ابالغ أن قلت انكم وحدكم من سيوقظ الأمة من غفوتها وغفلتها، وبثورتكم ستعيدون الجماهير إلى الميادين، لتقول… يكفي ذلا واستسلاما وخنوعا..
يا أهل فلسطين.. بثورتكم.. أنتم وحدكم من سيعيد للأمة كرامتها المسلوبة، ووحدتها المطلوبة، اما قراتم قول سيدنا ونبينا وعلمنا ومعلمنا ومرشدنا، محمد صلى الله عليه وسلم القائل : “لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك”، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: “ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس” .

وﻷن في اﻻمة أحرار يرفضون الذل والردى ،وعلى ثرى فلسطين بالذات ،حرائر ماجدات وﻻدات للأحرار ،وعلى وقع زغاريد حرائر فلسطين… يا ترى متى ستشعل تلك الثورة..!
ومن سيكون  ذلك البطل الذي سيدون التاريخ اسمه بمداد الذهب،ليشعل شرارة  ثورة التحرير،وثورة الرد بالمثل على الظلم واﻹحتلال الصهيوني؟
فمن هو…أو ربما من هي..ارجوا الله أن يكون ذلك قريبا..

كاتب وباحث عربي الهوى أردني الهوية، مسلم القلم والقلب والوجدان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى