سجون قطاع خاص

سجون قطاع خاص
يوسف غيشان

كان هذا قبل الربيع العربي –أو ما سمّي كذلك-وبجدية مطلقة وانهماك عالي الوطيس، ناقش مؤتمر تحضيري نظمته الأمانة لمجلس وزراء الداخلية العرب بتونس مشروع خصخصة السجون في الــعالم العربي.
وقد شارك في المؤتمر عدد كبير من مديري السجون والقضاة وكبار ضباط الأمن في الدول العربية، ناقشوا إمكانية مشاركة القطاع الخاص كليا أو جزئيا في تسيير السجون العربية من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر.
اللهم لا شماتة، لكن يبدو أنهم باعوا كل شيء مفروشا، وها هم يعودون إلى السجون لخصخصتها.
تخيلوا الصحف العربية تنشر إعلانات ترويجية للشركات العاملة في مجال إدارة السجون العربية المتنافسة …. تخيلوا ماذا يقولون:
=” اشتري 10سندات من شركة تمويل السجون واشترك مجانا بالسحب الدوري على مقصلة مذهبة وحلال.
= “عملاءنا الكرام…. نسعى لخدمتكم …. نعفيكم من الفلقة والفروج خلال زيارة الصليب الأحمر”
= نقوم بعملية الإعدام براحة مطلقة… لن تشعروا بالموت. والتابوت مجانا”
= عزيزي المجرم …قم بعملك ونحن نكافئك…دجاجة مجانية كل أسبوع.
-اقتل اختك وتمتع بحلاقة مجانية طوال فترة العذر المخفف.
= عزيزي المعارض…. سلّم نفسك والباقي علينا…. تعذيب بلا حدود… نتكتم على اعترافاتك:

حاليا، لا اعتقد ان العرب جادون في أي شيء، وتحديدا في خصخصة سجونهم كما خصخص الأميركان معظم جيوشهم. وإذا خصخصوها-اقصد العرب-ذات يوم، فاعلموا أن الشركات التي رسا عليها العطاء ستكون مملوكة لوزراء الداخلية العرب وأبنائهم وأقاربهم ومن لف لفهم، في هذا الوطن الممتد كساحة سجن عملاقة تحيطها سجون متلاصقة …. سجان يمسك بيد سجان.
وتلولحي يا دالية

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى