هل يعيد التاريخ نفسه ؟
من الواضح أن التاريخ يعيد نفسه هذه الأيام ، مكررا ما جرى في عقدي الثلاثينات والأربعينات الماضيين ولكن بصورة أسوأ. في ذلك الوقت كان شاعر الأردن عرار أصدق معبر عن حالة الوطن أمام رأس الدولة بكل جرأة وصراحة. أما اليوم فليس هناك من يعبر عن حالة الدولة أمام رأس الدولة بنفس الجرأة والصراحة، إذ لُجمت الألسن وأغلقت الأفواه.
ولتوضيح ذلك دعونا نستعرض بأدناه جزءا من قصيدة عرار، التي وجهها إلى الملك عبد الله الأول طيب الله ثراه، وهو معروف بعلمه وأدبه ويفهم كلمات القصيدة :
إليكها عن أبي وصفي مجلجلة * * أبا طلال وما قولي ببهتان
وقلت : هذا هو الباشا وذاك لقد * * عليه أنعمت إنعاما بنيشان
رفعت كل وضيع لا يُقام له * * إلا بسوق الخنا وزن بميزان
وقلت : أولاء قومي ينهضون بكم * * وحسبكم أنهم من خير أعواني
هلا رعيت رعاك الله حرمتنا * * هلا جزيت تفانينا بإحسان ؟
مولاي شعبك مكلوم الحشا وبه * * من غض طرفك والإهمال داءان
وليس ترياقه يا سيدي وأخي * * في ناب صل ولا في سن ثعبان
مولاي إن المطايا لا تسير إلى * * غاياتها إن علاها غير فرسان
* * *
* رحم الله عرار شاعر الأردن القومي مصطفى وهبي التل ( 1899 – 1949 ) المعروف بلقب ( عرار )، وهو من ساهم في غرس الروح الوطنية بين الأردنيين، ودعم الحركة الوطنية المناهضة للاستعمار البريطاني، ملتقيا مع فارس البلقاء الشيخ ماجد العدوان رحمه الله، في رفع شعار ( الأردن للأردنيين ).
