[review]
كلما بَهُت الحلم، تذكرت الثورة المصرية التي جعلت الأمل يحلّق بألف جناح!.
من أجل روحي أل ..تحتضر، أستسقي بهذا النص الذي كتب في تلك المناسبة ولم أنشره في سواليف.
****
ثمَّة نُورٌ يُداهِمُ فيكَ العَتمَةَ، يَأتيكَ مُتسربِلاً بِ (فوتُوناته) التي لَمْ تَستَطِع القَبضَ عَليها رُغمَ أنَّها تختبئُ بِقلبِكْ.
يأتيكَ كَ أنتَ في طفولتِك، يُذيبُ حياديِّتكَ تِجاهَ البَلَلِ، يَخلعُ عَنكَ مِعطَفكَ الثقيلَ ويعلِّقهُ بإناقةٍ فَوقَ (شمّاعةِ) رُوتينِكَ اليوميِّةِ، يَسحَبُ طَرفَ الخيطِ الصُوفيّ لكنزتِكَ الرمَاديّةِ القَديمةِ فيفكّها قُطبةً قُطبةً، يَكسِرُ نظارتِكَ الطِبيَّةَ، يُلوِّنُ خُصلاتِ شَعرِكَ الفضيّةَ بالأحمرِ والأصفرِ والأزرقِ والأخضرِ، يَضعُ سَبعَ ملاعِقَ سُكَّرٍ في فنجانِ قهوتِكَ الصَباحيةِ، يَستخدِمُ أوراقَ الصَحيفةِ ال يُطالعُهَا ضَجرُك في صُنعِ سُفنٍ تُبحِرُ مِن شَواطِئكَ المُوحِشةِ، إلى شواطِئَ أخرى لَمْ تَطأها أقدامُ أحلامِكْ.
ثمّة فَرحٌ يُداهِمُكَ في الحُزنِ كَثيفاً، وأبيَضَ أبيضَ، كَغيمةٍ تِشرينيّةٍ، وكَوجْهِ أمِّكَ، فَتعرِفُ أنَّ وَقتَ العودةِ للروحِ قَد حَانَ – إن كانَ بوسْعكَ العودَة!-…
ماذا تَفعَل؟
تُسارِعُ مِثلي لِشِراءِ بِطاقةِ سَفَرٍ [ صَوتية ] مِنْ مِيدانِ التَحريرِ، تُعيدُكَ إلى تُرابِ رُوحِكَ بَعدَ أنْ تَسرِقَ صَوْتكَ مِنْك!.
***
إنْ كُنتَ عائِداً إلى روحِكَ مِثلي، تَعَلَّم كيفَ تُبحِرُ في شَساعةِ الصَوت وَحدَكَ، وجَدِّفْ بِشَطريِّ القَصيدةِ ( بِلادي بِلادي بِلادي – لَكِ حُبِّي وَفؤادي ) ; إذْ تَسيلُ طَازِجةً وحَارَّةً كَدَمعةٍ عَلى خَدِّ سَاحةِ الشُهداءْ.
إنْ كُنْتَ عائِداً إلى رُوحِكَ مِثلي، إقبضْ على صَوتِ ذاكَ الشابِ – المُفتَرِش أرضَ التَحريرِ في لَيلةٍ قارِسَةِ الظُّلمِ- كَموجةٍ بَحريةٍ هاربةٍ، والقِ بِها في جَيبِكَ أو في حَقيبَتِكَ الوَحيدةِ، ثمَّ ترنَّمْ على مُوسيقى أحلامِهِ، إذْ يُلوِّحُ بِها كالفرَاشاتِ المُلونةِ التي تَملأ كَفيهْ.
إنْ كُنتَ عائِداً إلى رُوحِكَ مِثلي، صَيِّرْ نَحيبَ فَتى (ثورة بهيّة) جِفنكَ المُنفتِح عَلى عينِ القلبِ، وجِفنكَ المُغمِضَ عَلى قلبِ القلبِ!، وابكِ ، إبكِ كيتيمٍ باغتهُ العيدُ دونَ ملابِسهِ، كأرملةٍ َلَم تَنشَفْ حِنّاءُ كفيّها، كَامرأةٍ أتَّمَت شُهورَ حملها واكتشفت أنّه الحملُ الكاذبُ، كشيخٍ ضريرٍ أضاعَ عُكَّازهُ في وَسطِ الطريقِ السريعِ، كَرَجلٍ يحملُ فوق كَتفِهِ نعشَ أخيهِ الوحِيدْ.
إنْ كُنتَ عائداً إلى رُوحِكَ مِثلي، قِسْ عُمقَ جُرحِكَ حَتى تَنكَأهُ، ولا تَتَقشَفْ في أحلامِكَ الثوريّةِ، وارفعْ السقفَ، إرفَعهُ حتّى عَنانِ الصَوْتِ، وَ.. ( علِّ صوتَك بالغُنى – لِسَّة الأغاني مُمكِنه – ولِسّة يامَا يامَا في عُمرِنا- …- ولا انهِزامْ ولا انكِسارْ )، غَنِّ بِأصواتِهمْ حَتَّى تَفقِدَ صوتكَ البَشعَ القَديمَ ويَغدُو جَسدُكَ لَحناً للخُلودِ.. فَيستقبلكَ الخلخالُ – أل يَمشي الهُوينَى في سَماواتِ زُغرودةِ ( نوّارة) – عَلى أبوابِ رُوحِكَ وَيُكلِّلكَ بالغارِ ويُعطِّركَ بالريْحانْ. عندها فقط، تَكونَ قَد ..عُدتْ!.