رحيل هنا و رحيل هناك…بقلم صقر قريش

#رحيل هنا و رحيل هناك…بقلم صقر قريش
الساعة الان 7:35 مساءا، مضت ثلاثون دقيقة على لحظة توديعي قرة عيني و غاليتَي، امي و اختي، و ما وداعي لهم بمثل من #وداع #الاحباب الى مثوى اخير في #مراكش.

تحديدا انا في المقصورة رقم 1، الكرسي 13F في القطار المتوجه الى مطار محمد الخامس، الناس من حولي مقلون في الكلام على غير عادتهم، الاطفال صامتون، و الوجوه يرتسم عليها شيء من الذهول و كثير من #الحزن،ربما السبب رائحة الموت التي تسللت للمغرب كله من ناحية الجنوب حيث وقع #الزلزال.

الجُلُّ هنا مشغول بمتابعة الجديد على محموله، مشاهد و صور من الدمار لا تصدق، قرىً باكملها سويت بالارض، عائلات باكملها ارتقت الى بارئها، و بعض خلفت وراءها من يروي جنون تلك الليلة.

السي محمد آيت مصطفى ابٌ لاربعة من الاطفال من اقليم شيشاوة يبكي بحرقة جوار بيته المسوى بالارض على فقده ثلاثا من فلذات الكبد و يمني نفسه ببصيص من الامل ان تخرج زوجته و طفله الرضيع من تحت الركام …. يقول … ارجوكم ارسلوا من ينتشلهم من تحت انقاض هذا البيت اللعين لقد ضاقت نفسي جزعا هل سيخرجون ام لا، ها هم اطفالي الثلاث في الاكفان هناك اعرف اني سادفنهم اليوم او غدا، لكن بالله عليكم اخبروني هل انا دافن امهم و اخاهم معهم ام لا، يصمت برهة ثم ينظر الى السماء ثم الى من حوله ثم البيت و يتم و الدموع تجري مجرى السيل … هذا البيت ، اااه، هذا البيت، اقمته من كدي و عرقي، ثلاثون سنة و انا الريال على الريال، انظروا اليه، ذهب و ادراج الرياح و اخذ معه اهلي ….

مقالات ذات صلة

هذا مشهد من عشاء اخير، و مشاهد اخرى لا قدرة لي على تصويرها، اذ في القلب غصة، فالمغرب قطعة من فؤادي و اهله عترتي و خؤولتي، لا اطيق وداعها و لا فراقها و هي ثكلى …. اللهم اني استودعتك المغرب و اهله اللهم استجب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى