كلمة الصفدي.. معقولة ومقبولة / عمر عياصرة

كلمة الصفدي.. معقولة ومقبولة
الكلمة التي ألقاها وزير خارجيتنا ايمن الصفدي في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، كانت جيدة، فقد كان حريصا على عدم اغضاب السعودية وهي صاحبة الدعوة للاجتماع، لكنه في المقابل حاول فرملة بعض الاندفاعات من خلال لغة فضفاضة معبرة.
لن يختلف اثنان ان الاردن غير مرتاح لتمدد ايران في المنطقة، وانه متضرر ومضغوط عليه لتواجدها على حدوده في العراق وسوريا.
كما اننا في عمان ننظر لأمن الخليج العربي كجزء من أمننا الحيوي، وهذا ما عبر عنه صراحة وزير خارجيتنا، رافضا الاعتداء على السعودية والبحرين من قبل اي طرف كان.
لكننا في مقابل ذلك، يجب ان لا تختلط علينا الاولويات، وهنا كان اداء الصفدي معقولا حين قال: (هذا هو درس التاريخ، تبدى باكرا واضحا، منذ انتهك امن الشعب الفلسطيني الشقيق، فغرقت المنطقة في دوامة من اللااستقرار ما تزال تحرمنا حق العيش بسلام).
نعم هناك قلق اردني مبرر من ايران، لكن هناك قلق اكبر ومتعاظم من تجاوز الخطر الاسرائيلي عربيا، او من التحالف مع تل ابيب لغايات الاصطفاف ضد طهران.
الاردن صاحب تجربة في الحرب والسلم مع تل ابيب، يعرف تماما ان هذه الدولة لا تصادق احدا الا في اطار من التوظيف لخدمة الصهيونية، وهنا جاء كلام وزير خارجيتنا معبرا عن ضرورة قراءة الاندفاعات بهدوء، وطالب ان يعاد تعريف التحديات التي تواجه أمتنا، ربما رغبة منه بعدم تجاوز تحدي القضية الفلسطينية.
اعجبني الصفدي حين اشار بوضوح الى ان منطقتنا لا تحتمل المزيد من الازمات، واننا يجب ان نسعى لعلاقات اقليمية قائمة على التعاون واحترام الآخر وعدم التدخل في شؤونه، وهنا اشار الى انها رسالة لإيران وغير ايران.
مؤسف اننا لم نذكر اسرائيل بصريح العبارة في كلمتنا، واكتفينا بالتلميح عن التصريح، وتلك بظني قيود سعودية أرادت من ورائها ان تكون المواجهة فقط مع ايران دون غيرها.
ادعو الاردن ان يتبنى أنه إذا كان هناك حديث الآن عن تسوية فلسطينية، فالأمر نفسه يمكن أن يكون أيضا بالدعوة لتسوية إيرانية – عربية، واظن بأننا نستطيع مشاركة القاهرة في ذلك، فهي مؤهلة تاريخيا وأخلاقيا لرأب الصدع في المنطقة، فلنحاول بحذر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى