حملة لمكافحة بعوضة «النمر الأسود»

سواليف
بعوضة النمر الاسود الزائرة الجديدة للمملكة حجمها لا يتجاوز 6 ميلمتر، الا انها بعوضة خطيرة ينتظر المعنيون فصل الشتاء حتى ينتهي خطرها ويستعدون لاستقبالها الصيف المقبل حيث تنشط في الدفء والشمس، وستطلق وزارة الصحة حملة لمكافحتها مع بداية العام المقبل نظرا لتوقف تلك الحشرات عن الانتشار أثناء فصل الشتاء الا أن الحملات الجزئية في بعض المناطق ستبقى مستمرة لا سيما في مناطق الشمال الأكثر شكوى من انتشارها.
وزارة الصحة لم تنفِ وجود البعوضة والمواطنون اشتكوا وراجعوا العديد من المستشفيات بسببها، وبحسب الكثيرين فان الجهات المعنية تأخرت من مقاومتها بالرش.
وزارة الصحة رصدت انتشار البعوضة في المناطق الشمالية والجنوبية والوسط، ودعت المواطنين ومربي الثروة الحيوانية في مناطق انتشار الحشرة لوضع شبك «منخل» على الأبواب والنوافذ منعاً لدخولها إلى المنازل، والحفاظ على خزانات المياه محكمة الاغلاق، والتحقق من تنظيف مشارب الماشية بشكل مستمر، واستخدام مبيدات البعوض الآمنة للاستعمال المنزلي قبل النوم ببضع ساعات.
واشار عدد من الباحثين الى ان انتشارها الاعلى كانت في مناطق الشمال بنسبة 50 % وفي الوسط 20 % أما في الجنوب فكانت النسبة 30 %.
الى ذلك، قال مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية الدكتور نزار حداد، انه تم رصد الحشرة في المناطق الزراعية بكثرة وهو العام الثاني لوجودها حيث لم تكن موجودة من قبل.
وحذر حداد من تخزين المياه في برك أو «جراكن» أو براميل مكشوفة، لأن ذلك من شأنه تربية يرقات «البعوض الاسود»، داعياً المواطنين ومربي الثروة الحيوانية في المناطق التي تنتشر بها الحشرة إلى ضرورة وضع شبك منخل على الأبواب والنوافذ منعاً لدخولها إلى المنازل وضرورة المحافظة على خزانات المياه محكمة الإغلاق والتأكد من تنظيف مشارب الماشية بشكل مستمر بالاضافة الى استخدام مبيدات البعوض الآمنه للاستعمال المنزلي قبل النوم ببضع ساعات.
من جهته، قال رئيس قسم الامراض الطفيلية المشتركة في وزارة الصحة الدكتور بسام الشدفان، ان البعوضة ظهرت في الاردن حديثا ولم تكن موجودة قبل 3 سنوات، مشيرا الى ان لدغتها اقوى من لدغة البعوضة العادية وتسبب تحسس في الجسم وانها لا تسبب الجرب وخطورتها تكمن في انها تنقل امراض غير موجودة في الاردن وبين ان هذا النوع من البعوض يختلف في اللون والسلوك عن البعوض العادي من ناحية اللدغ الذي يسبب الحساسية والطفح الجلدي والا لتهاب .
وقال ان دور المستشفيات علاجي من خلال استقبال اي حالة وتشخيصها وتقديم العلاج لها، وان المسؤولية الوقائية هي من واجبات البلديات والزراعة من خلال مكافحة الحشرات عبر الرش بالمبيدات والسيطرة على المسببات التي تؤدي لتكاثر هذه الحشرات.
اما مدير دائرة الأمراض السارية في وزارة الصحة، الدكتور غازي شركس، فقال أن الوزارة تتحضر لاطلاق حملة مشتركة مع الوزارات والجهات المعنية بمكافحة الأمراض والحشرات لمواجهة انتشار بعوضة «النمر الأسود».
وقال شركس إن الوزارة معنية بمكافحة هذه البعوضة لمنع انتشارها على نطاق واسع في المملكة، مشيرا إلى أن هناك نقاطا ساخنة في المناطق الشمالية يتم التعامل معها بسرعة فائقة.
وأكد على أن التنسيق مع وزارات الزراعة والبلديات والأوقاف والتربية والتعليم وأمانة عمان الكبرى أثناء الحملة له دور رئيس بانجاحها ومنع انتشار أمراض لم تكن موجودة سابقا في المملكة، إلى جانب الدور الرئيس لوسائل الاعلام.
مدراء المستشفيات في المناطق الشمالية اكدوا لـ»الدستور» ان عدد الحالات التي ظهرت عليها اعراض الحكة والاحمرار لا يتجاوز 80 حالة شكت من اعراض اللدغات وارجعوا سبب انتشار وتكاثف هذه الحشرة مرده استخدام زبل الدجاج الحيواني كسماد عضوي للمزروعات في المناطق الزراعية لا سيما في شرق اربد حيث ان البيئة مناسبة لتكاثرها في ظل وجود برك مائية ايضا وهذا الزبل غير معالج وياتي من مناطق نائية وحارة ويستخدم بطريقة مخالفة ويتم تخميره؛ اذا ان بيوض الحشرات تتواجد بالزبل وبالتالي تتكاثر انوع حشرات مختلفة منها، وان الحل يكمن بمنع استخدام هذا الزبل نهائيا باعتباره مخالفا.
يشار الى أن البعوضة سوداء اللون لديها خطوط بيضاء تسبب لدغات مؤلمة تؤدي الة التهابات شديدة والبعوض ينقل العديد من الامراض قد تكون جديدة على البلد المضيف لها مثل حمى الضنك غير الموجود أساسا في الاردن وحمى النيل سجلت رسميا في المملكة في شهر حزيران من عام 2017 من قبل باحثين في الجامعة الاردنية وهناك اكثر من 3000 نوع من البعوض ويصنف علماء الاحياء انواع البعوض في 35 جنسا.
وتتغذى البعوضة على الدم من اجل اكتمال نمو البيضة والتي تفقس في اماكن متصلة بالمياه وتضع البعوضة من 100 الى 200 بويضة في المرة الواحدة في الفترة الممتدة من 7 الى 10 أيام وفقس البويضات ونمو جيل جديد ياتي من 7 أيام الى اشهر يساعد على ذلك دفء الطقس والشمس.
وبعكس اعتقاد المواطنين، فإن البعوضة لا تلدغ لانها لا تستطيع فتح فكيها ولكنها تغرز في جلد فريستها ستة اجزاء تشبه الابر وتتسبب في اعراض بسيطة تتمثل بالحكة والاحمرار واعراض اكثر شدة تتمثل في السخونة والصداع الحاد والم بالجسد وغثيان وقيء وتورم بالغدد وطفح خمول وارتباك حساسية من الضوء والاصفرار، وهنا لا بد من تدخل طبي.
الدستور

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى