رئيس جامعة البلقاء الذي نريد!

رئيس جامعة البلقاء الذي نريد!
د. مفضي المومني

من الذاكرة وقبل اربع سنوات، وفي خضم البحث والتنافس واللجان لإختيار رئيس لجامعة البلقاء التي نحب، كتبت هذا المقال، ولم يكن موجها لأحد معين، بل كان موجها لجهة الإختيار في وزارة التعليم العالي ومجلسه، وللرئيس القادم أيا كان، واليوم شدني المقال عندما ظهر لي من ذاكرة قوقل، وارتأيت أن ذات المقال يمكن أن نقرأه مرة أخرى ونحن على أبواب رباعية جديدة من السنوات، ونوجهه لمن سيكون رئيسا لجامعتنا، حدث التغيير أم لم يحدث. وقد نُشر هذا المقال بتاريخ 15-05-2016، وجميع مكوناته تنتمي لتلك المرحلة.
وأخيرا اقتربت لحظة الحقيقة، واقترب إعلان الرئيس القادم لجامعة البلقاء، حيث أصبح السؤال اليومي لمعظم العاملين في الجامعة مَن رئيسنا القادم؟ كنت قد كتبت عن حسبة برما في اختيار الرئيس وهي خيارات وممارسات حقيقية مستوحاة من واقع اختيار من سبق من رؤساء الجامعات، لكن يسود مزاج عام شئنا أم ابينا يتداوله الناس في جلساتهم الخاصة، هل سيتم الإختيار بموضوعية أم سيفرض من جهة ما!، ومعروف أن الإبتعاد عن الشفافية والموضوعية في الإختيار هو السبب الرئيس الذي جعلنا وسيجعلنا نسير بخطوات ثابتة للوراء، فالتعليم والتعليم العالي يا سادة، هو روح الأمة التي تبث فيها الحياة كلما ترنحت، أو اصابها النكوص والتراجع، التعليم فقط هو رافعة الأمم اقتصاديا واجتماعيا، ومن هنا يجب أن لا يخضع لأي هوى أو مزاج لأي كان مثله مثل القضاء، إذ يجب فقط تتبع مصلحة الوطن في الإختيار
لأن الوطن اكبر من الجميع وأكبر من أي فرد أو مصلحة خاصة لمن يدرك ماهية الأوطان.
اما رئيس جامعة البلقاء الذي نريد كعاملين في هذه الجامعة، ونحب لها ولوطننا أن تسير على الطريق الصحيح، وتزدهر وتتقدم هو ليس مجرد اسم، أو انتماء أو ولاء لشخص أو مجموعة أو محسوب على س أو ص، الرئيس الذي نريد هو ذاك الرئيس المحسوب على الوطن فقط، بجهده وانتمائه وتميزه ولا اغمز أو المز جهة أي شخص بعينه، فكل الأسماء المطروحة(في حينه) هي من رحم نظامنا التعليمي واعتقد أنهم يحملون حب الوطن، كغيرهم من الأردنيين دون منة أو تكلف، بل هي فطرةالأردنيين الشرفاء، لكن الناس يتميزون بعضهم على بعض بما انعم الله عليهم، من قدرات وكفاءات، ولهذا تُشكل اللجان لتختار الأفضل من الفضلاء، أما لسان العاملين في جامعة البلقاء التطبيقية الأكبر بين جامعاتنا والمتميزة بانتشارها على مدى مساحة الوطن، والتي تتميز ببرامجها والدرجات العلمية التي تمنحها، ومن خلال التجربة واستعراض تجربة جميع من تسنم رئاستها، فنذكير بصفات بعينها يجب أن يحملها ويتحلى بها أي رئيس للجامعة سلوكا وفعلا، وإلا فسيدخل الجامعة في سبات عميق، فإدارة جامعة البلقاء يجب أن لا تكون إدارة تقليدية كلاسيكية بأي حال، لان واقع الجامعة يفرض ذلك، أما الصفات التي نعتقد أن الرئيس القادم يجب أن يتمثلها فمنها ما يلي:
1- نريد رئيسا للجامعة بكلياتها جميعا من الشمال إلى الجنوب وعلى مسافة واحدة من الكليات وأن لا يحابي أو يميز بين كلية وأخرى، وان لا تتوزع مقدرات الجامعة بشكل مشوه في مركز الجامعة دون الكليات.
2- نريد رئيسا ديناميكيا يضع برنامجا دوريا معقولاً لزيارة كليات الجامعة كلها من الشمال إلى الجنوب وان لا يأخذه مكتب الرئاسة من أبناء الكليات، وان لا تكون الزيارات بروتوكولية احتفالية تقتصر على مقابلة العمداء دون أعضاء الهيئات التدريسية والإدارية، بل زيارات فعالة يلتقي فيها الرئيس مع أعضاء الهيئات التدريسية والإدارية ويتحسس مشاكلهم ويكون قريبا منهم، وان لا يعتمد فقط على شخص العميد أي كان، فالتجربة أن غالبية العمداء(وأُذَكِر فالحديث عن مرحلة ما قبل اربع سنوات) إلا من رحم ربي قد لا ينقلون الصورة الواقعية،وينقلون صورا مشوهة عن زملائهم ويجملون القبيح ويقبحون الجميل خوفا على كرسيهم، ولأن الرئيس هو من اختارهم وهو من سيبقيهم، نريد رئيسا للجميع غير قابل للاستقطاب من أيٍ كان.
3- نريد رئيسا من رحم جامعة البلقاء ما أمكن ذلك، يفهم من فيها ويعرف قوانينها وأنظمتها ومواقعها وواكب مسيرتها، لان عكس ذلك رئيس سيأتي ويخرج دون معرفة مواقع بعض الكليات، رئيس يضيع غالب وقته في فهم ما يدور حوله، مما يضعف الأداء ويؤدي به للرتابة والبيروقراطية والإستمرار في مستوى الروتين المتدني من الأداء.
4- نريد رئيسا خلاقا قادرا على تطوير الجامعة بكل معطياتها، والسير بها نحو التقدم والريادة، فالجامعة تزخر بطاقات خلاقة متميزة كبيرة لدى العاملين فيها من أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية، ولا ننسى تميز طلبتها، ولذلك نريد من يدعمها ويشجعها ويبث فيها روح العطاء للوصول إلى التميز، رئيس يكون قريبا من الجميع مبادرا مشجعا محفزا رافعا للهمم،
5- نريد رئيسا صاحب قرار، لديه الشجاعة الكافية لاتخاذ القرار المناسب والقدرة على التغيير، لان طبيعة الجامعة وتطورها وتنوعها وتوزع كلياتها على مدى رقعة الوطن تتطلب قرارات صحيحة في وقتها.
6- نريد رئيسا لا يخضع للواسطة (طبعا من المستحيلات ان يحصل ذلك في بلدنا هي أمنيه لكن، شي ومنه على رأي المثل)، فالتجربة تقول أن الواسطة والضغوطات وتبادل المصالح والتنفيعات موجوده في مؤسساتنا، ولا يدعي احدهم انه لا يقبل الواسطة، فلو سالت أي من أبناء الجامعة سيسرد لك قائمة من الواسطات لأشخاص بعينهم وبشكل فاضح حصلوا على مراكزهم واستمروا فيها عابرين للرؤساء محملين الجامعة أعباء مادية ومعنوية تنعكس بشكل سلبي على الجامعة والعاملين فيها، (وأُذَكِر قبل اربع سنوات).
7- نريد رئيسا قادرا على رفع مستوى البنية التحتية في كليات الجامعة خارج المركز، فمع كل الجهود لمن سبق من الرؤساء فالوضع في الكثير من الكليات بحاجة لتطوير البنى التحتية.
8- نريد رئيسا نشعر انه منا، غير متعال على زملائه، لا يحملنا جميله انه أصبح رئيسا لنا، فمن قبل وجاهد لكي يصبح رئيسا عليه ان يعمل ويعمل، فمنصب رئيس الجامعة ليس (شيخة) بكل الأحوال وخاصة في جامعة البلقاء.
9- نريد رئيسا نتمنى بعد أربع سنوات أن يمدد له وان يبقى رئيسا لنا، لا رئيسا نعد الوقت والساعات والدقائق منتظرين رحيله، نريد رئيسا يعمل بهذه العقلية، يشعر الجميع بأنه موجود لخدمتهم، ضمن القوانين والأنظمة ومصلحة الجامعة، لديه شخصية مؤثرة يعمل والجامعة جل اهتمامه وليس آخره، لا يأخذ الرئاسة منصب سيضيفه إلى سيرته الذاتية لاحقا، نريد رئيسا يستطيع أن يخلق الفرق في التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع والانتاج.
هذا بعض مما نتمناه في الرئيس القادم، معالي وزير التعليم العالي ومجلس التعليم العالي واللجنة المعينة لاختيار الرئيس، فهل تكونوا بقدر المسؤولية؟ التي أعلنتموها، ونرى رئيسا ينتخب بشفافية!(الطلب قبل اربع سنوات)، لسنا عدميين، ولن اذكر الإخفاقات السابقة، بل ننتظر منكم ومن تاريخكم الأكاديمي أن يُحترم من قبل صانع القرار وأن يتم الإختيار بوحي الكفاء والقدرة والتميز، وانتم من يفرض هذا الاحترام، فلا تراهنوا على مناصبكم التي تتغير بين يوم وليلة، راهنوا دائما على الوطن فالوطن لا يخذل أبناءه المخلصين…..حمى الله الأردن.
نعم كتبت هذا المقال قبل أربع سنوات، وربما هو بحاجة لإعادة صياغة أو إضافة وهذا ما ساكتبه لاحقا، لأننا نأمل من رئيس جامعتنا أياً كان، أن يكون لنا جميعا، وأن يساهم في رفعة جامعتنا جامعة البلقاء التي نحب والتي نتمنى أن تكون دائما متألقة، متطورة نباهي بها الجميع… حمى الله الأردن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى