[review]
الاحد 5-6-2011
صبيحة الجمعة اقترب يوسف الدرعاوي من فراش ابيه العجوز وقال: يا ابتِ إني رأيت احد عشر تابوتاً لي شاغرين.. ورأيت دمي يضرّج قميصي ورأيت الذئب يلهث فوق رأسي ..كما رأيت إخوتي لي حاملين..صمت قليلاً ثم قال : سمعت يا أبت أحد «الشبّيحة» يقول: اقتلوا يوسف واطرحوه أرضاَ تخلوا لكم وجه «مصالحكم»…وقال آخر: القوه في غيابة «التحقيق» عقداً من الزمان ان كنتم فاعلين…لكنهم قتلوني يا أبت..
حارّة تلك الرصاصة ، وحارة قبلتك الأولى على الجبين ، أمعمّد بالدم يوم ولدت ، ومعمّد بالدم يوم أموت؟ وألف ألف «تهليلة» دندنتها أمي على سريري ، وألف ألف وردة تلقى على التابوت ..انا لم اقصص رؤياي عليك يا أبت لتطمئنني أو تخبئني ..ولكن لأذكّرك بما قلته لي ذات يوم ان الموتَ في الحلم حياة ..ثم توضأ بماء روحه وأدى الصلاة…
بكى الأب رؤيا يوسف حتى ابيضّت عيناه، يوسف المولود بعد 7 سنين عجاف ، اليافع كقوّارة ورد ، الشامخ كشجرة صفصاف ، كان يملأ عليه الدار ، كان طفلاً يغفو بين يديه كتسبيحة أذكار،يعشّب أحزانه من حوض روحه، كان يغضبه ويرضيه بين غلطة واعتذار ، ولما بلغ اشدّه .. راودته «الأجهزة» عن نفسه بعد أن غلّقت الأفواه وقالت هيت لك.. فقال معاذ الله…
كان صوت الرصاص قريباً ، ومتعهد الموت كريما، و يوسف الهارب من غواية الصمت يهتف للحرية وللحياة…اختاره احد القنّاصة ليرميه بثمن بخس..فقدّت روحه من دبر..وعانق الحياة…
عند الغروب اهتزّت الف ياسمينة حزناً على يوسف بدمع طيوب ، قال الأب الكليم ، وهو يشتم قميص يوسف للمرة الأخيرة …يوسف النبي القوا بقميصه على وجه أبيه فارتدّ بصيرا…أما أنا فأجعل يا ربي صبر أيوب لي ذخيرة…
• اهداء الى الشهيد الشاب يوسف / درعا.
احمد حسن الزعبي