سقوط العولمة؟!

سقوط العولمة؟!
ابراهيم عجوة

إذا كان سقوط العولمة بنسختها الأمريكية التي اعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي، فهذه النسخة قد اعلنت امريكا وفاتها منذ وثيقة بيكر – هاملتون.
وإذا كان المقصود بها نهايات فوكوياما وصراعات هنتغتون، فقد اعلنت وفاتهما ثورة الاتصالات والمواصلات والمعرفة الافقية وانهيار النظم الهرمية.
العولمة بنسختها التي افتتحها كورونا، كأحد المخاطر الناجمة عن الانتقال البشري الكثيف النابع من ثورة المواصلات، وازدحام المدن (التحضر الكثيف)، وغياب الشفافية والمعايير الدولية الكليانية.
هذه العولمة لن يحددها كفاءة هذا الطرف او ذاك في الاستجابة لكورونا. ولن تحددها اجراءات مؤقته وقوانين دفاع، ولن تؤول بالضرورة لانكفاء جيوبوليتيكي داخل حدود الدولة الوطنية.
الاجراءات هي خطوات ادارة معركة وليست مٱلات.
كورونا اعطى درسا بضرورة اعادة تعريف وتحديد الكثير من المفاهيم وعلى راسها الدولة الوطنية التي ستتراجع امام الدولة (المدينة)، والجغرافية والحدود التي لا تحدد ولا تحد المخاطر، ووظيفة الدولة التي ستتراجع فيها مقولة المركزية نحو اللامركزية وفدراليات المدن، وتتحول فيها وظيفة الدولة الى ميسر وليس مهيمن، والامن الجماعي الذي سيلغي مفهوم توازن القوى، والحوكمة الرشيدة، ومفهوم السيادة الذي سيتراجع حين اصبحت المخاطر أكثر عمومية منها خاصة.
العولمة واقع وليست بحاجة لاستشراف، ولا يستطيع التصدي لها طرفا مهما عظمت قوته، فتحديات الثورة الصناعية الرابعة ستتكفل بتقليم مخالب قوته.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى