نشرت مجلة “ #ذي_نيشن ” الأمريكية مقالا لجاك #ميركنسون علق فيه على التقارير الإخبارية التي تحدثت عن غضب الرئيس الأمريكي جو #بايدن من بنيامين #نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي.
ففي يوم الأحد، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا بعنوان دراماتيكي زعمت فيه أن العلاقات بين بايدن ونتنياهو رهيبة، وجاء فيه: “وصل الرئيس جو بايدن وفريقه إلى حافة القطيعة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأكثر من أي وقت مضى منذ بداية #الحرب في #غزة، ولم يعودوا ينظرون إليه كحليف مثمر يمكنهم التأثير عليه من خلال الأحاديث الخاصة، حسب أشخاص على معرفة بالنقاشات الداخلية. وأدى الإحباط المتزايد من نتنياهو بعضا من مساعدي بايدن لحثه على نقد علني لرئيس الوزراء بسبب العملية العسكرية في غزة، وذلك حسب ستة أشخاص على معرفة بالنقاشات، ممن طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لعدم السماح لهم بمناقشة المداولات الداخلية”.
نشرت محطات التلفزة والصحف الرئيسية هذه القصص المرة بعد الأخرى بعد شهر من بداية القصف الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر
ويعلق الكاتب أن استخدام الصحيفة لتعبير “القطيعة” و”أكثر من أي وقت مضى” منذ بداية الحرب في غزة و “تزايدا في الإحباط” يعطي القارئ العادي انطباعا أن تحولا كبيرا في موقف الإدارة سيحدث قريبا. وربما افترض القارئ العادي الذي لم يقرأ عن غزة قبل تقرير واشنطن بوست، أن تحولا جار في المدخل الأمريكي لهجوم إسرائيل على غزة.
ولكن القارئ العادي الذي يتابع تغطية غزة، يمكنه اكتشاف ما أصبح متوقعا في التقارير التي تتحدث عن مظاهر الغضب التي ظهرت في مرحلة ما بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر “خلف الأضواء، بايدن غاضب جدا على نتنياهو”. ومشكلة هذه التقارير أنها لا علاقة لها بالمطلق في طريقة إدارة بايدن للحرب.
وقد نشرت محطات التلفزة والصحف الرئيسية هذه القصص المرة بعد الأخرى ومنذ بداية القصف الإسرائيلي على غزة. ففي 7 تشرين الثاني/نوفمبر وبعد شهر من بداية الحرب، نشرت شبكة “إي بي سي نيوز” على موقعها أن “هناك خلافات متزايدة” بين بايدن ونتنياهو.
وفي 15 تشرين الثاني/ نوفمبر نشرت أن بي سي تقريرا قالت فيه إن “مسؤولي إدارة بايدن على تناقض مستمر مع حكومة بنيامين نتنياهو“. وفي 16 تشرين الثاني/نوفمبر نشرت “الغارديان” البريطانية تقريرا قالت فيه “تتصاعد التوترات خلف الأضواء”. وفي 14 كانون الأول/ديسمبر وصفت شبكة سي أن أن الأمر بأنه “توترات غير مسبوقة” بشأن الحرب. وبنفس السياق، نشر موقع “ذي هيل” في 18 كانون الأول/ديسمبر ما وصفه بالبيت الأبيض “الناقد بشكل متزايد”. وفي 21 كانون الأول/ديسمبر كتب أن بايدن ونتنياهو “الحدة تتزايد في #الخلافات بينهما”. ولم تتخلف صحيفة “نيويورك تايمز” عن الركب، ففي 31 كانون الأول/ديسمبر كتبت أن الأمور محفوفة بالمخاطر “بين البلدين”. وفي 14 كانون الثاني/يناير نشر موقع “أكسيوس” تقريرا قال فيه إن بايدن “أصبح محبطا وبشكل متزايد” من نتنياهو. وفي 17 كانون الثاني أشارت شبكة أن بي سي نيوز إلى “الإحباط المتزايد لإدارة بايدن” . وفي 19 كانون الثاني/يناير نشر الراديو الوطني العام، أن بي أر ما وصفه بـ “الصدع المتعمق” وكتبت وكالة أسوسيتدبرس أن “العلاقات بين الزعيمين تكشف عن توتر متزايد”. ونفس الكلام ورد في تقرير نشره موقع “ذي هيل” في 24 كانون الثاني/يناير. وفي 8 شباط/فبراير نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن “العلاقات بين إدارة بايدن ونتنياهو أصبحت وبشكل متزايدة محفوفة بالمشاكل”.
وتميزت هذه التقارير بنفس النبرة، حيث نقلت عن شخصيات مجهولة. وتتباين في مصادرها، مثل عدد من المسؤولين الذي رفضوا الكشف عن هويتهم في تقرير 17 كانون الثاني/يناير على شبكة أن بي سي. واستندت “نيويورك تايمز” في تقريرها يوم 31 كانون الأول/ديسمبر على “شخصيات أمريكية وإسرائيلية بارزة”، وتحدث موقع “أكسيوس” في تقريره يوم 14 كانون الثاني/يناير مع أربع شخصيات. ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” في تقريرها المنشور يوم 11 شباط/فبراير عن 19 شخصية داخل الإدارة وخارجها، وكلها تحدثت بطريقة غير رسمية وعبرت عن خيبة أمل إدارة بايدن بنتنياهو. وربما أضافوا بعض التعبيرات مثل تخفيض عدد القتلى بين المدنيين، وقال مسؤول لشبكة أن بي سي في 15 تشرين الثاني/نوفمبر ” نحن قلقون من أنهم لا يعملون الجهد الكافي لتقليل أعداد الضحايا المدنيين”. وقال واشنطن بوست في تقريرها يوم 11 شباط/فبراير ” حذر القادة الأمريكيون من أن مستوى القتل العالي بين المدنيين سيؤكد من أن شعبا متشددا سيعيش قريبا من إسرائيل وعلى مدى العقود المقبلة”. وربما ألمحوا للمكالمات الباردة بين بايدن ونتنياهو أو إحباط المسؤولين الأمريكيين الوافدين للمنطقة من نتنياهو.
من ينظر إلى ما يجري على واقع #العلاقة #الأمريكية- #الإسرائيلية يرى أن الإعلام هو وحده الذي صدق فكرة الإحباط والتوتر
وأكد الكاتب أن كل التقارير تخبرنا أن الإحباط في تصاعد وأن المخاطر زادت وأن #التوترات أصبحت أكثر توترا وأن الخرق اتسع على الراقع بين بايدن ونتنياهو. وبالنظر إلى هذه التقارير فإنها تعطي صورة عن رئيس نفذ صبره وان التوتر وصل إلى درجة الإشتعال.
ومن ينظر إلى ما يجري على واقع العلاقة الأمريكية- الإسرائيلية يرى أن الإعلام هو وحده الذي صدق فكرة الإحباط والتوتر.
ففي العالم الحقيقي لم تتوقف عمليات الذبح الإسرائيلي. ففي نفس اليوم الذي أقسمت فيه إي بي سي نيوز بوجود “تباعد” بين بايدن ونتنياهو كان عدد القتلى الفلسطينيين هو 10,812. وبحلول 8 شباط/فبراير وعندما أكدت “نيويورك تايمز” أن الأمور باتت سيئة بينهما وصل عدد القتلى في غزة 27,840 شخصا.
وزاد الكاتب أنه في العالم الحقيقي، واصل بايدن والمشروعون معه عمليات تسليح إسرائيل. وقامت القيادة الديمقراطية باستدعاء المشرعين في يوم لعبة “سوبر باول” للتصويت في يوم الأحد على رزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل والتي وصفت بأنها “مساعدة أمنية”. وفي العالم الحقيقي منع بايدن التحركات باتجاه وقف إطلاق النار في الأمم المتحدة ورفض وضع ضغوط لإسرائيل كي توافق على واحد. وأشار الكاتب إلى انه في تقرير لـ”نيويورك تايمز” يوم الجمعة عن المبعوثين الذين أرسلهم بايدن إلى ولاية ميتشغان لخفض التوتر مع المجتمع العربي الأمريكي، رفض مساعدو الرئيس التعليق إن كانوا قد نصحوا الرئيس أم لا بشأن الدعوة لوقف إطلاق النار والتي طالب به المشاركون. وقال مسؤول لصحافي “لن تحصل على إجابة”. وفي العالم الحقيقي، رفض بايدن وضع أي شروط على المساعدة العسكرية الأمريكية لإسرائيل. وفي الأسبوع الماضي، أصدر بايدن أمرا رئاسيا “يمنح الصلاحية بقطع سريع للمساعدات العسكرية للدول التي تخرق الحماية الدولية للمدنيين”، حسبما ورد في تقرير لوكالة أسوشيتد برس. وسارع الديمقراطيون لتصوير الأمر بأنه تاريخي وقوي، وقالت السناتورة الديمقراطية إليزابيث وارن “هذا تغير كبير فيما يتعلق بالطريقة التي تتعامل فيها الولايات المتحدة مع الدعم العسكري وأثره على المدنيين.
لكي يتخلى الصحافيون عن فكرة ممارسة بايدن أي ضغط على إسرائيل، فعليهم البدء من الآن بدلا من مواصلة الترويج للخيال الأجوف حول غضبه من نتنياهو، المرة تلو الأخرى.
ولكن الكاتب لفت إلى أن المتحدث الإعلامي للبيت الأبيض سارع للتوضيح أن الأمر لا يشمل الدعم الأمريكي لإسرائيل وأن الولايات المتحدة “لا تفرض معاييير على الدعم العسكري” وأن إسرائيل أكدت للبيت الأبيض التزامها بحماية المدنيين وهو ما لم تعترف به الصحافة، بل وقدمت مبررات.
وذكرت واشنطن بوست المنشور يوم الأحد وفي الفقرة السادسة “في الوقت الحالي، رفض البيت الأبيض الدعوات لتعليق الدعم العسكري لإسرائيل أو فرض شروط لأن هذ سيزيد من جرأة أعداء إسرائيل”. لكن ـ يشير الكاتب ـ البعض لم يذكر هذا، بل وواصلوا مساعدة البيت الأبيض على تصوير بايدن بالغاضب في مكالماته الهاتفية وتصريحاته الغامضة في المؤتمرات الصحافية وأنها مهمة أكثر من دعمه المفتوح لإسرائيل بالأسلحة التي تستخدم في ارتكاب مجازر.
ويؤكد الكاتب لن يكون هناك أي أثر لغضب صديق في السر على حليف يقدم له الأسلحة ويعلم أنها تستخدم لارتكاب عنف. ولا يحدث هذا إلا في السياسة الخارجية. ويضيف أنه في الوقت الذي يحضر فيه نتنياهو لعملية عسكرية كارثية في رفح، وهي المنطقة المصممة كمحاور آمنة، يعبر بايدن عن عدم رضاه بدون العمل على وقف آلة الحرب. ويشدد الكاتب على أنه ستكون هناك عدة فرص أخرى لكي يتخلى الصحافيون عن فكرة ممارسة بايدن أي ضغط على إسرائيل، ولو أرادوا محاسبة بايدن، فعليهم البدء من الآن بدلا من مواصلة الترويج للخيال الأجوف حول غضبه والخرق الواسع بينه ونتنياهو، المرة تلو الأخرى.