الاسرار المفضوحة للنظام العربي !

الاسرار المفضوحة للنظام العربي !
بسام الياسين

قمم العرب، خشب على حطب، حبر على ورق، خطب ” اطقع ” من خطب.تاريخ يتساقط من رزنامة الزمن تدوسه خيول بني قريظة . قمم العرب، ركلات ترجيحية في الوقت الضائع، شعارات معلقة في الهواء غسلتها امطار الحقيقة، جرفتها لمناهل شوارع الغضب. قمم العرب، لعبة عدمية، للتحايل على الزمن، والاحتيال على الجماهير، قمم للمزاودات، ومشاريع ملغومة، لتحويل القضية القومية الى قضية «عشائرية» بين «الفلسطينية » والصهاينة، ومن قضية عربية / اسلامية الى قضية اسلوية،ومن جهادية الى خطابة منبرية،ومن قوة اسطورية الى قوة كسيحة تمشي على عكازتين من قش، لا تقوى على الحركة الا محمولة على نقالّة. ففقد النظام العربي هيبته بين شعوبه ورهبته عند عدائه فصار مكروهاً داخلياً ومنبوذا دولياً.

قضية فلسطين صراع ارادات.صدام حضارات بين مشروعين عربي وصهيوني . لايجوز مسخها على حجم عباس الذي اصبح كالعهن المنفوش، وجريمة لا تغتفر بتحويلها لمشاريع خيرية ” وكرت مؤن ” تختزل في عبوات حليب واكياس طحين ورسائل خلوية للتنديد والتهديد. لذلك فان توصيات القمم المستأنسة فاشلة،وما زال اوكازيون المبادرات والتنازلات والمزايدات مفتوحا على اقصى مداه للتخلي عن القدس والاقصى ولم نسمع لا صريحة من احد. اللافت في العربان انهم منذ تأسيس وكر الشر في فلسطين ارض المحشر والمنشر لم يقدموا سوى الكلام كأنهم في سوق عكاظ او مهرجان المربد.

قمم عربية، لم تنقذ طفلاً من تحت الانقاض،لم تحرر زيتونة.لم توقف هدم خيمة بدوي في النقب بل بلغ الادب والتأدب، بفرقة « العرب المرتجفة» ان اصبحت رغبة العدو مطاعة، والسكوت على نزواته فضيلة بينما «الخوارج الامة » التزموا الصمت بانتظار «يزيد» اليهودي ان يرفعالفلسطيني على اسنة الرماح ويطوف به في عواصم بلاد عجائب العرب الغارقة في خدر النعاس وكأنها في منأى عن المد الصهيوني، ولديها المناعة الكاملة ضد «فيروسات» الوعي العربي الذي يغلي على مرجل تستعر تحته نيران جهنم.

فلسطين منذ بدء البدء صابرة على خط الموت، وتحت خط الفقر لكنها فوق خط الاعجاز البشري وفيها اكبر خزان للشهداء اما العرب اصحاب المال والسلاح الذي يعيشون تحت مظلة الحماية الامريكية،ويتدثرون بلباس التقوى يعتبرون القضية الفلسطينية «جنابة قومية» يجب الاغتسال منها والتطهر من ادرانها لشراء بقاءهم من الامريكان والصهاينة، فخطوطهم مفتوحة مع الشيطان على مدار الساعة من فوق الطاولة وتحت الطاولة وبلادهم مخترقة كالغربال.في السياق نستدعي حكاية من التاريخ تجهلها الاكثرية ان حُجة الاسلام الامام الغزالي، شهد سقوط القدس و وقوع الاقصى الشريف بايدي الصلييبين لكنه آثر الصمت ولم يستنكر الغزو ولم يتناول هذه الفجيعة في خطبه ودروسه ومجالسه ولم يسجل موقفا واحداً لنصرة اخوانه ومقاومة الغزاة.

ومن طرائف العرب ما يبعث على العجب. فقد تنادى اقطاب الصوفية ابان الحرب الصليبية ، عندما كان الافرنج يغيرون على المنصورة في مصر عام ٦٤٧ هـ / ١٢٤٩هـ ويذبحون اهلها لعقد «قمة» دروشة يعقبها جلسات ذكر لاستمطار اللعنات على الصليبيين وقراءة الادعية والاوراد لرد العدوان، والاستعانة بكرامات قبور الاولياء لابادة الاعداء تماماً مثلما يفعل عربان اليوم في تكية الجامعة العربية.حقا التاريخ يعيد نفسه على شكل مسخرة،خاصة ان عباس يقود اعقد قضية اممية تواجه العالم منذ مائة سنة وهو عملياً اعجز عن ادارة بقالة في حارة منسية.

الاكثر طرافة ان كرامات الاولياء لم تظهر، وخوارق الاقطاب لم تسفر في قتل صليبي واحد،وقد تناسوا انهم بركونهم للتواكل قد عطلواا نصوصاً قرأنية واوامر ربانية تحض على الجهاد :ـ «انفروا خفافا وثقالا…» «يا ايها الذين امنوا ما لكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم…» «كُتب عليكم القتال وهو كره لكم..» «واقتلوهم حيث ثقفتوهم..» « لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أُولي الضرر والمجاهدون ».
التمدد الصهيوني بحاجة لغضبة عربية استشهادية اما اللغة الانشائية لوزراءالخارجية العرب في تكية القاهرة لا تختلف عن موقف اقطاب الصوفية من احتلال المنصورة.فالشعب الفلسطيني يُذبح وكرامة الامة تستباح بينما “عربان السلام ” يتبارون في الخطابة وعلك الكلام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى