ذهبية أردنية في اولومبياد طوكيو 2020 / محمد الدويري

ذهبية أردنية في اولومبياد طوكيو 2020
محمد الدويري

صفق الليبراليون وأنصار العلمانية المتطرفة، للتغييرات الجديدة على المناهج التدريسية التي “حكت لهم على جرب”، بمجافاتها لنصوص القرآن الكريم وأحاديث السنة النبوية، وهتفوا لـ”عون” الذي رافق أباه الى المسبح، وسجله في دورة للسباحة يرتادها مرتين في الاسبوع، واستمرت لستة أسابيع متتالية، ليصبح ذو بنية جسدية قوية، يمكن لها أن تمكنه من الحصول على ميدالية ذهبية في اولومبياد طوكيو 2020 إن قدر الله، ليرفع علم الاردن للمرة الثانية على التوالي أمام العالم أجمع !!!

مرافقة عون لأبيه للمسبح بحسب الدرس ( السباحة )الذي وضعته التغييرات الجديدة في المناهج التدريسية، عوضاً عن السورة القرأنية “الليل”، التي تحث على إنفاق المال في أعمال الخير، والابتعاد عن الكذب والبخل، خوفاً على أخلاق “عون” قبل الاولومبياد، ليبقى على قدر من المسؤلية، ويبقى في تركيز يمكنه من الوصول الى نهائيات المنافسة، بعيداً عن الإنشغال في الإنفاق على أعمال الخير التي لا يطوله منها الا خسارة الذهبية !!!
ليس هذا فقط، فخوض “عون” دورات تدريبية في السباحة، جاء بدلاً عن إفشاء السلام واطعام الطعام وصلة الأرحام، وصلاة الليل والناس نيام، كما كان وارداً في المنهاج القديم، في حديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، بحيث لا يشغل “عون” نفسه بزيارة الأقارب، ولينام ليله الطويل بعد تمرينات السباحة المهلكة !!!

دعونا من فنون السباحة التي دونها نشقى ونُذل، ولنأتي على ما يمكن له أن يخدم التلقي والتفكير والتعلم والتحليل في المناهج الجديدة من أجل حياة أفضل للبشرية، من خلال فرحة الحمامة الصغيرة بعودة أمها الى العُشّ لتسألها عن الطعام، لتحبطها الاخيرة وتقول لها طيري واعتمدي على نفسك.
هل هذا ما تريده المناهج الجديدة من طفرة هذه الدروس الهشة ??!! .. في أن يطير أبنائنا عن علوم العدد في القرآن الكريم المحذوفة من المنهاج بطبعتها، لتفتح المجال للحمامة الكسولة، ويحطوا على غصن الجهل والانحراف وغياب الوعي والادراك في التفكير، ويعتمدوا على كشّ الحمائم ليمتهنوا الشهادة زوراً لتضيع حقوق الناس !!!

مقالات ذات صلة

مالنا ومال السباحة وكشّ الحمائم .. فهل هنالك ما هو أهم من إشارة المرور الضوئية ؟؟..التي تٓعْدِلُ لا تَجورْ، لا تعرف الغني والفقير، وتوزِّع الخطوط وتنظم المسير، أحمَرُها قفوا وأصفرها تهيّؤوا وأخضرها تقدموا، كما أوردت المناهج الجديدة في دروسها الانفتاحية النهضوية !!!

فإشارة المرور، يمكن لها أن تنظم أخلاقيات الطريق، وتمنع الزامور فور لمعان ضوئها الأخضر، لتغنينا عن حديث نبوي شريف حُذف من المناهج الجديدة، وهو الذي يحثنا على عدم الجلوس في الطرقات لنعطيها حقها، بغض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
القصص الهشة في المناهج الجديدة كثيرة والتي لا تقدم وانما تؤخر، لا يمكنني حصرها في هذا المقال، والتي حلت بدورها مكان منطق البشرية وروعة الانسانية في نصوص قرآنية وأحاديث نبوية شريفة شُّذبت عنوة عن أبنائنا، ليندثروا في ظلام الجهل كما يبغي لذلك انصار نهج العلمانية الاستعمارية، الذين يخافون صحوة الأجيال ويحرصون على ردم العقول الفتية.

يبيت الدور هنا على الأسرة، فهي عَصّب القوة للمجتمعات المتماسكة، فلا تبخلوا على أطفالكم في دروس العلوم القرآنية والسنة النبوية، لتصنعوا أجيالاً تربت على السلام للبشرية وحب الأخر واحترام الأديان، والعدالة والمساواة بين الناس، ليعم الخير أرجاء المعمورة، ونبتر معاً نهج العلمنة المتطرفة، وكسر الغزو الثقافي على مجتمعاتنا الطيبة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى