.امريكا جمل المحامل

[review]
 

 

مقال الثلاثاء 17-4-2012

 

مقالات ذات صلة

النص الاصلي

 

لا أحد يعرف كم يعاني الكاتب – حتى يجد فكرة لمقالته اليومية ،تناسب مقاس الحدث، تبوح بما يفكر فيه الناس ، أو تساهم في حل مشكلة ،  غير مطروقة وغير مسبوقة، توصل رسالته  ببساطة وسهولة وخفة ظل ّ، طازجة وشهية مثل خبز الطابون-  الا الكاتب نفسه او من مارس عملا مشابهاً لعمله  مثل رسام الكاريكاتير والفنان الكوميدي ومقدم البرامج الحية …
هذه المعاناة التي قد تصل الى النزف الحقيقي ، يستقبلها أحياناً رئيس التحرير بحفاوة شديدة عندما يلقي بها في "سلّة مهملاته "الكبيرة جنباً الى جنب مع باكيت دخانه الفارغ واعقاب سجائره وفنجان قهوته البلاستيكي ومحارمه "مبرومة" الرأس التي استخدمها للتو  "لتشيش" انفه الكريم ..فيكون شعور الكاتب هنا ،مطابقاً لشعور عامل بناء سُكب على قفاه ماءً مثلجاً في يوم شديد الحرارة..
**
قبل سنوات ، كتبت مقالاً ، اشكك فيه بصدق "الحكومة" وانتقد وعودها الإصلاحية و"مطمطتها" لحل المشاكل وتأجيل البت فيها لــ"تلبيسها" لحكومة أخرى تأتي من بعدها ..وكنت قد استهلكت في تلك الليلة ابريقاً كاملاً من الشاي بالميرمية و5 مقطوعات موسيقية مكررة للموسيقار طارق الناصر، أثناء نحت المقالة ، فكلما أنهيت فقرة ..أعدت قراءتها ، ثم قمت بتشذيبها ، وإعادة ترتيب جملها، حذف المكرر من أدوات الربط وتخفيف المصطلحات الثقيلة او الصعبة ..ثم أعود لأربط تلك الفقرة  في الفقرة التي تليها بتسلسل وروية حتى ختمتها  بقفلة "اخت أختها"..ثم ارسلتها الى الجريدة في صباح اليوم التالي وأنا على ثقة انه اذا ما تمّ نشرها..فستكون "قرصة" موجعة للحكومة آنذاك!!..
في يوم النشر ، تفاجأت أن إدارة التحرير أضافت كلمة "الأمريكية" بجانب كل كلمة (حكومة).. ليصبح كل انتقادي وسخطي وغضبي منصب تجاه الحكومة الأمريكية وليس حكومتنا ..وعندما اتصلت برئيس التحرير وقتها – الله يسهل عليك ويذكره بالخير- عن سرّ هذا التحول الغريب في متن مقالتي ..قال لي (( يا اخي الأمريكان بتحمّلوا بس جماعتنا لأ))…

يبدو هذه الأيام ..ان حتى أمريكا "جمل المحامل"..لم تعد تتحمل ما نكتب ..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى