[review]الأحد 1-8-2010
على شرفتهم .. تعبث الريح المسائية بأوراق المسرحية، مثل موج يقلّب الصفحات..
وعن ظهر قلق ، تقرأ الريح ذاكرة الورق.. عند هذا السطر دخّنَ عاصي سيجارته، وعند هذه الفاصلة تبخّرت الحروف بزفرة منصور..أما فيروز فما زال احتكاك أصابعها على الورق حاضرا..واحتكاك صوتها بشال الليل شاهدا..هه، اسمعوا معي ..هنا بدأ ينحني خشب المسرح لقدميها،لصمتها ، لوقفتها ، لتواريها السريع خلف الكواليس..
***
ثم تقرأ الريح من ذاكرة الورق…هنا بعض من شغلها ..شوق..شتاء.. ايلول..قهوة ..مفرق..ثلج..لوز..لبنان..و«كنزة لعاشق لم ياتِ»..كم «نطرتْ» أصابعك يا فيروز وبيّاع الخواتم لم يأتِ..
على شرفة الرحابنة.. كانت تحبل الكلمة العذراء من مقام اللحن ، فتولد «الأسطورة» من غير أب..
على شرفة الرحابنة .. كان الليل أطول والعشاق أكثر نقاءً، والمترهبنون بصوت فيروز أكثر بقاءً..على شرفتهم كان العمر أسهل ، والحياة أجمل.. كان الإبداع أبتر.. لا وريث له الا «الحب»..وحروفهم كل حروفهم تهتف لفيروز الصبية «لزيون.. وهالة «: «تعيش ..تعيش» .. تعيش تعيش..شمس الفصول و سيدة المَشَاهِد..
***
فيروز.. المخبأة في ذاكرتنا مثل الورد المجفف.. الممزوجة بقهوة وحدتنا ، بثلج لوعتنا «بأشرطة العاشقين» المتبادلة سرّاً..بسقوط الورق أواخر ايلول..بتعرق تمّوز، فيروز ذلك القلب المرسوم على ضباب النوافذ..ذلك الزفير المتصاعد من أفواه المتواعدين في كانون..يجب أن «تعيش..تعيش»..
فيروز، أعظم ملكة في أصغر مملكة..»دولتها قلب عاشقٍ» وشعبها نبض يتكاثر بالطهر والمحبة..
**
ترى هل تُمنع الشمس من الطلوع بقرار محكمة ؟..
ahmedalzoubi@hotmail.com
احمد حسن الزعبي