كتب .. ا.د #حسين_طه_محادين*
اسم الكتاب: #حفريات_في_ذاكرة_النساء،دراسة سوسيولوجيا المراة الاردنية ط ١؛240ص.
-المؤلفة: سعادة د. ميسون وائل العتوم- الجامعة الاردنية، مختصة في انثوربولوجيّة الجسد والنوع الاجتماعي ودراسات المرأة العربية.
-الاصدار بدعم من وزارة الثقافة الاردنية- عمان.
(1)
لقد تفردت هذه الدراسة الريادية والغنية بمضامينها ونتائجها في الحقل الاجتماعي، وهي بالاصل أطروحة دكتوراة في علم الاجتماع من الجامعة الاردنية باشراف ا.د المميز اكاديميا ابراهيم عثمان الذي كتب مقدمة هذا الكتاب ص 4 .
اقول كمتخصص في علم الاجتماع ؛لقد تفردت دراسة الزميلة العتوم الجريئة والتأصيلية فكريا وعلميا في كل من :-
أ- موضوعاتها التفصيلية المتنوعة والمتراكمة التي نجحت في تحقيق الوحدة البنائية لموضوع الدراسة .
ب- عمق منهجيتها “النوعية/الانثربولوجيا” الراشحة من المقابلات الوجاهية للمبحوثين التي قامت بإجرائها الباحثة مع عينات من شرائح اجتماعية ومهنية متنوعة الخلفيات الذهنية وبالتالي الفكرية والحياتية في آن.
ج- تميز مجتمع دراستها وهو؛ عينة من النساء في عمان شرقها وغربها بالتوازي، وذلك تحقيقا لاهداف الدراسة ، ومن هنا تجلت مِكنة الباحثة في نجاحها بتفكيك وتعريّة بنية واتجاهات الثقافة المجتمعية الغالبة لإنسانية المرأة الاردنية وحريتها المضغوطة نتيجة لأنماط التنشئة الاجتماعية التي تلقينها او تشربنها النساء المبحوثات، انطلاقا من إسرهن كأول محطة للتنشئة ” البطريركية، فكرا ممارسة حسب اطروحات العالم هشام الشرابي كما اجتهد” ووصولا بالتالي الى ثمثلهن حكما لثقافة المجتمع الذكورية كعينة نسائية للدراسة في مجتمع عمان شرقها وغربها كما أظهرت بعض نتائج الدراسة .
وبناء على ماسبق، اصبح بامكان الباحثين من الجنسين الاتكاء على نتائج هذه الدراسة الحصيفة والعمل العلمي نحو استشراف مستقبل واقع وآفاق تطور وتحديث واقع المرأة العمانية في العاصمة الحبيبة والتي ما زالت العلاقات فيها كعاصمة تتسم بتريفها الحضري للآن باجتهادي، دون ان ننسى بان مجتمع هذه الدراسة يصلح ان يعمم كأنموذج رئيس ضمن بنية ومآلات موقف وثقافة المجتمع الاردني العربي المسلم في كيفية تعامله وتحديده لمكانة ومنسوب تأثير المرأة الاردنية بالمعنى الدستوري في شتى عناوين الحياة فيه والتي تتطلب من باحثين اخرين دراسة واقع المرأة الاردنية ضمن ثقافاتنا الفرعية وهي؛البادية، الريف، المخيم-وهذا ما نفتقده للآن- لتعم الفائدة والمعطيات العلمية كي تتشكل لدينا كأكاديمين وصناع قرار خريطة علمية موثوقة بواقع وآفاق نصف مجتمعنا الذي هو بمسيس التمكين والتحديث بكل مفرداته .
(3)
مقتطفات تشخيصية لافتة من الكتاب..
ا- ..دور الام في تنشئة ابنتها لتكون امراة خاضعة طائعة، مستسلمة، او امراة مقبولة حيب معايير القرية والعشيرة، وبهذا تكون ناجحة إجتماعيا.
ب- علينا العمل على تفكيك مفهوم الانوثة ونقوم بإعادة تركيبها جزءا جزءا، وان نقوم بتحليلها ومساءلتها حتى تبوح لنا باسرارها وتعلن عن الشروط والظروف التي انتجتها وعن تاريخ ميلادها وحدودها واستراتجياتها ومناوراتها وانصارها واتباعها ومعارضيها .. وضدثولا الى التيقن بان الانوثة في مجتمعنا. هي نتاج للصراع الاجتماعي ونتيجة لتاريخ وثقافة المجتمع في زمن وظروف ورهانات معينة.. ص 24-25.
ج- إن ما هو طبيعي في حياة الفرد ينتهي بمجرد دخوله عالم اللغة ليترك للثقافة مهمة رسم الادوار وتوزيع المعاني وتحديد الهويات.. وترى المؤلفة بان الفوارق الجنسية كما اسسها المجتمع هي التي تتحكم في رؤيتنا للاشياء ص 35-37.
د- هوية المراة مفهوم ملغما يتجلى الصراع فيه بين الرؤى التي تصنع الهوية الذكورية والانثوية وما يمكن ان يرتبط بهذه الرؤى من تجذير للأدوار والمكانات والتصورات والتمثلات لكلا الجنسين ..ص 61.
اخيرا…
“عمان..بدت منتصف القرن الماضي كمصنع كبير فيه يُعاد إنتاج الاصالة من حداثة مهيمنة وفيه يفبرك مفهوم الفرد ويُعاد تشكيل مفهوم الجماعة وتحديدا فبركة الانوثة في علاقتها لالرجولة وكيف يتم صناعة المراة بمقارنتها بصناعة الرجل..ص104.
شكرا للباحثة المُجدة والمغالبة الاكاديمية المغالبة د ميسون وائل العتوم التي رفدت المكتبتين الاردنية والعربية بهذا الاصدار الطليعي …والدعوة مفتوحة لكل القراء الجادين من الجنسين لقراءة هذا الاصدار التأسيسي لموضوعات المراة الاردنية كجزء من العلوم النبيلة التي تؤكد على ان يبقى الانسان انسانا.
- قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.