لعبة سحاجية / د. عبدالله البركات

لعبة سحاجية

قال لي صديقي حزينا:اشتريت لحفيدي الصغير حاكم – انت تعرفه طبعا-لعبة سحاجية. واللعبة السحاجية يا سادة يا كرام هي التي تصفق كلما ضغظ زر في سلك موصول بها. وقد سر بها حفيدي كثيرا إلا انه لم يحافظ عليها كما يجب. فقد ركلها برجله فارتطمت بالحائط فهلع هلعاً شديدا ظاناً انها لم تعد تصفق . ولكنها لحسن الحظ حالما ضغط على الزر اخذت بالتسحيج كأن شيئا لم يكن، ولكننا لاحظنا ان عينها قد انقلعت. ولعل منظرها الجديد ازعج حفيدي فأراد ان يحدث بها توازنا فقلع عينها الثانية. ولم يؤثر ذلك على عملها الاصلي وهو التصفيق والتسحيج. بل اصبح منظرها وهي تسحج اجلب للمتعة والانبساط والقهقهة. وخطرت لحفيدي فكرة . فأخذ ينزع منها اعضاءها الواحد تلو الاخر ليكتشف ما الذي سيوقف عملها الاصلي. خلع رجليها واجلسها على مقعدتها وسند ظهرها بثقل وضغط الزر فقامت بعملها دون تلكؤ. القاها على ظهرها وضغط الزر فصفقت بحماس زائد. وكلما اصرت على التصفيق أصر حفيدي على التجارب. وكإجراء حاسم قام بقطع راسها وضغط الزر فصفقت تصفيقا لم يسبق ان فعلته. وأخير قطع أحد يديها وضغط الزر فقامت بمحاولات عابثة مضحكة للتصفيق. لم يصدر عنها اي صوت. ولكن منظرها أدخل العائلة في نوبة ضحك هستيرية. أزداد حماس حفيدي للتجارب فأخرج من جوفها شيئا صغيرا ابيضا على شكل قلب, لم ندر ما هو وضغط الزر. ولكن اللعبة لم تستجب هذه المرة. ذهلنا جميعا وحزن حفيدي. وقام بإعادة الشيء الابيض الى جوفها ولكنها لم تستجب للضغط على الزر. أعاد رأسها وجرب فلم تستجب. أعاد يديها ورجليها ولصق عينيها. ولكن هيهات فقد ابت اباء شديدا. كانت تنظر اليه بمحاجر عينيها الملصقتين معاتبة متشفية حزينة. قام حفيدي حزينا وقمنا معه. شعرنا بالذنب وبأننا المسؤولون عن تلك الجريمة. كان علينا ان نوقف عبثه مبكرا قبل فوات الاوان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى