ديوان محاسبة عالسريع

ديوان محاسبة عالسريع
من أين لك هذا؟
رائد عبدالرحمن حجازي

بعد تناول فطوره ها هو محسن يهم بالخروج للقاء صديقه انور ليُمضيا نهارهما باللعب والتسلية كالعادة , وما أن وصل لعتبة الباب وإذ جدته زريفة تناديه , يتوجه لجدته زريفة ويقول لها : صباح الخير جِدة لتجيبه : يصبحك ويربحك يا بعد جِدتك , هو يا حبيبي قبل ما تطلع لملّي البيظات من الخم أني والله ماني قادرة اطمن صبح ظهري شقفة وحدة خوف الله انها عين وصابتني
محسن : سلامتش يا جِدة هساعيات بلم البيظات وبجيبلتش اياهن
زريفة : لا يا بعد عمري لُمهن وحطهن بالسلة ووديهن لعبدالله الدُكنجي لأنه بي عندنا بيظ من إمسات وجيب بحقهن سكر وأشتري ليك بتعريفة اي اشي بدك اياه .
يفرح محسن بهذا العرض السخي من جدته كيف لا وهو لا يعرف المصروف اليومي او العملة إلا بالأعياد وبعض المناسبات . يخرج مسرعاً ومعه ما يقارب الثلاثون بيضة ، وفي الطريق عرّج على دار زيدان والد صديقه انور (الأهتر) … ينضم أنور لمحسن وهو متهلل الوجه وفي غاية السعادة ,فيسأله محسن : مالك اليوم مبسوط عالأخر وشّو مالك؟ فيجيبه أنور : ابوي إمتات حلت وتايات مفدي المدحمت واخد اداله نيلتين ودام اعتاني نُت دلت حلوان (ابوي إمسات حرث وطايات مفظي المقحمش واخظ اجاره نيرتين وقام اعطاني نُص قرش حلوان).
وفي الدُكان وبعد عد واحد وثلاثون بيضة في السلة من قِبل عبدالله يقول لمحسن : ها وشو بدك هساعيات بحقهن ؟ فيجيبه محسن : بدي سُكر وبنص قرش تشعتشبان . فيسأله عبدالله : ونص القرش هاظ جدتك معها خبره؟ … فيرد محسن وبغضب : اه لعاد وشو مفكرني !
يعتذر عبدالله وبسخرية من محسن ويقول له : له يا عمي سلامة قيمتك ، وهنا يأتي دور أنور ليُقدم لعبدالله التعريفة وهو يقول له : وأني إعتيني بنُت دلت حبل متعم حامد حلو (وأني إعطيني بنص قرش حبل مطعم حامض حلو ) . يستغرب عبدالله من طلب أنور ويقول له : هاظ امر الله جدته إعطته نُص القرش (يقصد محسن) وإنت منهو إللي إعطاك ؟
فيجيبه أنور أيضاً وبغضب : أبوي إمتات حلت وتايات المدحمت واعتاني حلوان نُت دلت (ابوي إمسات حرث وطايات المقحمش واعطاني حلوان نُص قرش) . يتبسم عبدالله بعد أن تأكد من صدق أنور وذلك من ردة فعله البريئة ويمد يده على حبل الحلوى(الملبس) ويقطع كمية من حبات الملبس الملونة ويلفها ويضعها بيد أنور , وكذلك بالنسبة لمحسن الذي حصل على السكر والتشعتشبان.
يخرج الإثنان ليجلسا في ظل الجدار الغربي للمسجد وهو مكانهما الدائم لتبدأ عملية الإحتفال بما لديهما , إلا أن المفاجأة كانت لأنور حيث كان عدد حبات الحلوى لديه تسع حبات والمعروف عن عبدالله أنه يبيع سبع حبات بنص قرش . هنا نهض أنور وقال لمحسن : ئي عبدالله غلتان معي لادم الدعله حبتين ( ئي عبدالله غلطان معي لازم ارجعله حبتين) . يعودا للدكانة وفوراً يقول أنور : عمي انتا غلتان ومعتيني حبتين ديادة (عمي انتا غلطان ومعطيني حبتين زيادة ) . يضحك عبدالله ويقف بين محسن وأنور ويضع يده على كتف أنور واليد الثانية على كتف محسن ويقول لهما: اني زودت المطعمات والتشعتشبانات لأني بحبكوا مثل اولادي .
شعور عبدالله بالذنب كونه سأل الطفلين من أين لكما هذا (التعريفة) وبعد ان تأكد من صدقهم أحب أن يُكفّر عما ارتكب بحقهما فقام بزيادة الحلوى كنوع من الإعتذار غير المباشر .
تعريفة لفتت الأنظار لكل من محسن وأنور , وبعد سين وجيم تبين أنهما صادقان وتم إطلاق سراحهما بعد أن تم معرفة مصدر هذه التعريفة , وانتوا بتعرفوا قيمة التعريفة في نظر البعض وخصوصاً هذه الأيام , أما من لهط ويلهط وسيلهط ملايين التعاريف معقول إنه ما حدى شايفه !
يا تُرى لو سألنا البعض وهم كُثر بين ظهرانينا من أين لك هذا ؟ هل تتوقعون زيادة ام نقصان حبات الحامض حلو والتشعتشبان معهم ؟ وكيف ستكون ردة الفعل لديهم ؟

#رائد_عبدالرحمن_حجازي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى