
بسم الله الرحمن الرحيم
الكارثة على الابواب
وعدنا النظام باصلاح نفسه قبل 6 اعوام خلت ، لكن لم يفِ بوعده حتى الآن بشهادة اجماع شعبي ظهر جليا بعودة الشعب بقوة إلى الشارع و بشكل غير مسبوق حيث خرجت مدينة الكرك عن بكرة ابيها إلى الشارع احتجاجا في مشهد لم يحدث من قبل ، ثم توالت الاحتجاجات الشعبية في كل المحافظات .
و يقول الاجماع الشعبي ان الحكومات المتعاقبة تمادت في الفساد و الافساد و تجرأت إلى حد ان مدت يدها في جيب المواطن لحساب رفاهية الطبقة الفاسدة ، وانها تنتهج سياسة افقار للشعب الاردني ممنهجة و مخطط لها حيث طالب المحتجون صراحة بتغيير النهج قبل تغيير الحكومة .
ومما يثير القلق و الاستغراب ان يشهد بذلك شهود من أهل الحكومة على غير العادة، فهذا فهد الخيطان المنعم و المرفه و المتخم بوظائف الدولة ينتقد الحكومة علنا لانها منعت بالامس القريب فلم المسّاد ” ان شاء الله استفدت ” الذي يمس هيبة الدولة حسب زعمها، وقال فهد الخيطان بالحرف ” ان ثقافة المنع سقطت في كل مكان في العالم ” وهذا مروان المعشر ابن النظام يقول ” لم ار اصلاحا في الاردن منذ 60 عاما ” .
وهذا عريب الرنتاوي الذي يقدم برنامجا على تلفزيون الحكومة وهذا طبعا لا يكون إلا لمن تعرفون ، كتب مقالا قبل ايام يقول فيه ” نعم لحكومة انقاذ وطني ” .
وهذا عدنان ابو عودة رئيس ديوان سابق ابن النظام يقول عن الاردن ” نحن في سفينة تغرق “.
أنْ تتقافز الضفادع من وادي الحكومة إلى السفوح للنجاة بنفسها ، او تتقافز الثعالب من حضن النظام للتمشي على الرصيف الموازي لشارع الاحتجاجات الشعبية فهذا أمر يدعو إلى القلق و الاستغراب و يعني لنا انّ حدثا خطيرا على الابواب .
يبدو ان الحكومة مصرّه على ان تمضي قدما لتحقيق الاهداف الاجرامية التي عمل ولا زال يعمل من أجلها فريق الديجيتال الذي بدأ عمله في الاردن منذ عام 2000 بالنهب الواسع لما يمكن نهبه من ثروات الاردن و شركاته و السلب الواسع لكل ما يمكن سلبه من اموال الشعب سواء كان بالبورصات الوهمية او بالقوانين الضريبية حتى أخر فلس و تكديسها في حساباتهم الخاصة في البنوك الاجنبية التي اصبحت بعشرات المليارات ثم لافقار الشعب الاردني عبر سياسة الجباية حتى أصبح معدما ثم إلى الهدف الاخير المتمثل بانهيار الاقتصاد الوطني إلى الحد الذي تعجز معه الحكومة عن دفع مرتبات الموظفين العاملين و المتقاعدين .
وكانت الحكومات قبل ذلك قد انتهت من ايصال الاردنيين إلى الحال البائس الذي لم يعد يخفى على أحد بدءاً من ضنك العيش و المعاناه بسبب الفقر و البطالة و ارتفاع الاسعار و سجن النساء بسبب عدم قدرتها على تسديد قروض ربوية ثم ضعف القدرة الشرائية حتى توقفت نهائيا في أكثر المجالات و خصوصا في الاراضي و السيارات و العقارات ثم انتشار المسكرات و المخدرات و حدّث ولا حرج عن تدمير المناهج و تزوير الانتخابات و نهب الصناديق و عدم مساءلة الناهبين و المزورين ثم منع النشر و الاعتقالات بالجملة للسياسيين و خصوصا الاسلاميين لمجرد كلمة هنا او هناك، واصبح الشعب يتسول في الشوارع و المساجد وعلى الفضائيات ،وقد عمّق هذا الحال البائس سياسة اضعاف الوازع الديني التي ادت إلى الانهيار الاخلاقي و كثرة حالات الانتحار خدمة للولاء السلطاني على حساب الولاء الرباني وكلها مظاهر تنذر بقرب الكارثة .
لقد تأكد الآن لكل ابناء الشعب الاردني ان النظام لن يصلح نفسه ولن يستجيب لمطالب الشعب المشروعة بمحاكمة الفاسدين و استعادة الاموال المنهوبة ولن يسمح لهم حتى بحكومة انقاذ وطني وانه مصرّ على المضي قدما بطريقته التقليدية مع علمه و ادراكه التام بان سياسة الجباية هي الطريق الحتمي للانهيار الاقتصادي .
وبما ان الشعب الاردني قد وصل إلى طريق مسدود ولم يعد ينتظر من النظام حلا لمشكلته فهذا يعني ان الوطن مقبل على الكارثة الاقتصادية والحلقة الاخيرة من المخطط الاجرامي المتمثلة بالانهيار الاقتصادي الذي سينتج عنه عجر الحكومة عن دفع مرتبات الموظفين العاملين و المتقاعدين مما سيدفع الشعب إلى حالة من الفوضى و الثأر و الانتقام و السلب و النهب من أجل لقمة العيش لهم و لإطفالهم و ستتوسع دائرة الفوضى و الثأر و الانتقام و السلب و النهب حتى تشمل الشركات و الاسواق العامة و المؤسسات و ربما الملكيات الخاصة و قد تتعرض الارواح للخطر ايضا .
اظن ان ليس بوسعنا نحن الشعب الاردني ان نفعل شيئا لمنع هذه الكارثة المقبلة التي اراها رأي العين من حولي بمشاهد دالّة ،ولكني فقط اقدم اقتراحا بسيطا كمحاولة للتقليل ما أمكن من الاضرار الناتجة عن وقوع هذه الكارثة و لتضييق دائرة الثأر و الانتقام و السلب و النهب ، وذلك بتشكيل مجلس انقاذ وطني شعبي عام يتوافق عليه الشعب الاردني من كل المحافظات او مجلس انقاذ شعبي لكل محافظة يتشكل من الشرفاء و الاحرار من المتقاعدين من الجيش العربي و الامن العام و الدفاع المدني ثم من الشرفاء و الاحرار من شباب الحراك الشعبي و خاصة اصحاب التضحيات السابقة و اللاحقة الخبراء في السياسة و الاقتصاد للنهوض بالوطن فور وقوع الكارثة للسير به نحو شاطئ الامان بأقل الخسائر .
استدرك هنا لاستثني من امكانية حدوث هذا المصير الكارثي امرا واحدا او سببا واحدا وهو ان يقطع الشعب الطريق على فريق الديجيتال قبل ان يلقي به في التهلكة ، وإن كان هذا في نظري من شبه المستحيلات إلا اذا اراد الله شيئا فهو يقول له كن فيكون ، مع علمي بان قوانين الله في الارض و الكون هي سنن ثابتة لا تقبل التغيير او التبديل .. اللهم سَلّم و انت الاعلم و انت الاعز الاكرم .