عمان- سميرة عوض – اختارت القاصة بسمة النسور أن تقرأ لجمهورها قصة من جديدها بعنوان «أوجاعي الكثيرة»، تلتها بقصة أخرى عنوانها «اليوم التالي للزفاف»، وكان ذلك امس الثلاثاء في منتدى الرواد الكبار في امسية ضمن برنامج المنتدى مبدع وتجربة»، أدارها مدير المنتدى الشاعر عبدالله رضوان، وقدم الناقد حكمت النوايسة شهادة عن مجمل تجربتها.
من جهتها رحبت البشير بجمهور منتدى الرواد الكبار، «الذي يغتني بحضور هذه الثلة من الأصدقاء والصديقات، لنحتفي معاً بتجربة مبدعة، أردنية، معروفة، ومتميزة، وهي الصديقة الأستاذة (بسمة النسور)، كما ونحيي ضيفنا لهذا المساء الشاعر والناقد الأستاذ (حكمت النوايسة)، وذلك ضمن برنامج ثلاثاء المنتدى الثقافي «مبدع وتجربة» حيث سيعرّفنا الأستاذ النوايسه على نقاط ومفاصل رئيسية في تجربة (بسمة النسور) القصصية فأهلاً بكم وبضيوفنا في هذه الأمسية الأدبية.»
ويذهب الناقد حكمت النوايسة في شهادته المعنونة «بسمة النسور: التجربة الجريئة الحذرة « للقول: «حقّقت النسور إنجازا مهمّا في مجال القصة القصيرة في الأردن، والوطن العربي، وكانت مثالا للانحياز لهذا الفن الصعب، الأصيل.. وفي اطلالة عامة على تجربة بسمة النسور القصصية نجد أنها قد جمعت بين ضدّين: الجرأة والحذر، فالتجربة جريئة في أنّها رهنتها للذهاب إلى ذلك القريب، البعيد، القريب الذي نكاد نلمسه بأيدينا، والبعيد فرط الألفة، أو المخافة، أو ابتعاده عن ما هو رسميّ ومعمّد ومعبّد… «.
ويتساءل النوايسة: «كيف عالجت بسمة النسور هذا المتاح؟ وكيف كان عجينة التجربة القصصية الممتدّة في خمس مجموعات؟ ذان السؤالان هما اللذان يقوداننا إلى مفهوم الجرأة، إنها إذا ليست الجرأة في الطرح، رغم وجودها، وعلى أهمّيتها، وإنما الجرأة في ارتياد مساحات جديدة من مغالبة هذه الشخصيات، تحت هاجس الحب والموت والحياة، بما هي ثيمات الوجود، وبما هي أسئلتة التي يفتي فيها كل مفت، وتبقى عصيّة على الإحاطة: هل الحب قيمة مطلقة أم قيمة مقيدة؟ وهل الحياة أن نحياها أم أن نستطنها؟ وهل الموت إجابة أم تساؤل؟».
معتبرا كل ما سبق أسئلة افتتاحية لما أسماه «مفتاح التناول الجريء، الذي يحسب لبسمة النسور، التي سلّمت نفسها من المسلّمات، وذهبت في الحالة إلى أقصى مدى في ترسّم معالمها المتأتية من ما يشبه الانطباع، تذهب إلى الحب ليس بوصفه شعورا بل بوصفه شغورا، شغور مكان ما دائما في مساحة يجب أن تكون ممتلئة… إذ إن ثمّة فقدا مقيما له ظلاله في الحياة.. الفقد بالموت والفقد بالعيش ليس كما ينبغي والفقد بالحب الذي لن يكتمل.»
ويرى النوايسة أن «المدوّنة الرؤيوية لدى بسمة تبدأ في الموت منذ لحظة الولادة، عندما نقف مع ذلك الطفل لحظة ولادته في قصّة (إنذار) وتقول القصّة:
«كان على أحد ما أن يفسر له سبب كل تلك البهجة العارمة، التي صاحبت مراسيم طرده من بيته بلا سابق إنذار.»
وأختتم النوايسة ورقته بالقول: «هذه تحيّة لبسمة النسور في تجربتها المهمّة، وفي قلقها المزعج والجميل، وفي رؤيتها المتقدّمة للحياة، حيث لا وثوقيّة، ولا أجوبة يركن إليها القارئ الكسول، ويغفو».
ويذكر أن بسمة النسور ولدت في الزرقاء عام1960، وتعلمت في مدارسها، حصلت على ليسانس حقوق، عملت محامية في عمان، وهي عضو رابطة الكتاب الأردنيين، وعضو اتحاد الكتاب العرب، وعضو نقابة المحامين الأردنيين، شاركت في العديد من المؤتمرات المحلية والعربية والدولية، منها: المؤتمر الثامن عشر للأدباء والكتاب العرب المنعقد في عمان عام 1991، وفي المؤتمر الحادي والعشرين للأدباء والكتاب العرب المنعقد في المغرب عام 1996، وفي مؤتمر الأدب العربي المنعقد في دمشق في العام 1996.
صدر لها خمس مجموعات قصصية هي: نحو الوراء (مجموعة قصصية) المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1991. اعتياد الأشياء (مجموعة قصصية)، دار الشروق، عمان، 1994. قبل الآوان بكثير (مجموعة قصصية)، دار الشروق، عمان، 1999. النجوم لا تسرد الحكايات (مجموعة قصصية)، دار الشروق، عمان، 2002. مزيداً من الوحشة (مجموعة قصصية)، دار الشروق، عمان، 2006. ولها نص مسرحي بعنوان لوثة التفاح. تتولّى بسمة النسور رئاسة تحرير مجلّة تايكي والتي تعنى بالابداع النسوي، والتي تصدر كل شهرين عن أمانة عمّان الكبرى، وأدارة بيت تايكي المعني بالنشاطات الثقافية.
أ.ر