في النمط السياسي

في النمط السياسي
يوسف غيشان

نعرف أن سياسة النمط الزراعي التي اعتمدتها حكومات سابقة فشلت في الأغوار، بعد أن خذلها أصحاب النفوذ الذين احتكروا النمط في الغور كما احتكروا السوقين الداخلي والخارجي، وكان هؤلاء من كبار رجالات الحكومة التي أقرت النمط الزراعي وأجبرت المزارعين الصغار على إتباعه.
نمتلك التجربة والخبرة معا، فإذا أردت ان تسأل مجربا فنحن لها، وإذا وثقت بالخبراء فقط فنحن لها أيضا، فما رأيكم دام فضلكم ان نقنع الحكومة بأن تعلن سياسة النمط السياسي حتى نلغي إمكانية التنافس والصراعات الحزبية ولعبة شد الحبل بين الأحزاب والنقابات من جهة و(الحتشومة) من جهة أخرى، كما أن سياسة النمط السياسي سوف تغطي على فشل بعض قيادات الأحزاب في أن تضع نفسها على القائمة الوطنية وتحولها إلى فاكسات أو صحف لا يتصفحها احد. كما أنها تغطي على الفشل الحكومي في تنفيذ وعودها بالتنمية السياسية. يعني الكل كسبان.
نعم ان النمط السياسي هو تنمية سياسية مستدامة يمكن تنفيذها فورا بتعليمات خاصة تحدد النسب المئوية للتيارات السياسية حسب المحافظات والمناطق، تماما مثل درجات الحرارة المتوقعة، ونسب تفشي مرض الكورونا بين المحافظات.
يمكن تحديد وتجديد هذه النسب وإعادة توزيعها بين الأحزاب كل فصل (ثلاثة أشهر) أو حسب المستجدات وطرق الاستجابة للأحداث في دول الجوار وانسجاما مع النمط الشرق الأوسطي الجديد والنمط العالمي الجديد.
تماما، نحدد نسب مئوية للتيارات السياسية (يسار/قوميون/إسلاميون/حكوميون وغيرهم) كما كنا نحدد مساحات زراعة البندورة والخيار لكل مزارع. وهذا ما يمكن ان يؤثر في الضمير العاطفي للإنسان الأردني، فتصدر أغان وفيديو كليبات تقول مثلا:

نمط مع نمط ما بيلتقوا
وانشالله أنا وانتي بكرة بنلتقي

أو: نمطها نمط واعطيني شفطة
قبل ما تيجي تيجي علينا الشرطة

حتى لا نقع في ذات أغلاط النمط الزراعي علينا أن نسعى لتشريع آليات تمنع احتكار التنميط السياسي والتلاعب بالنسب.
وهكذا نصير دولة ديمقراطية فول أوبشن، دبل كبين جير أرضي زجاج كلون مع فتحة في سقف الحريات!!