المرياع / رائد عبدالرحمن حجازي

المرياع
بعد عملية ولادة متعسرة ها هي نعجة زيدان تضع مولودها , ولكن حالتها الصحية راحت تزداد سوء , فهي غير قادرة على التحرك وسرعة التنفس في ازدياد . هذه المؤشرات جعلت زيدان يتخذ قراراً صعباً , ألا وهو ذبح النعجة الأم . مما جعل ابنه أنور (الأهتر) يتدخل قائلاً : يابا لويت بدد تدبحها بلتي انها تابت من هون للتُبح (يابا لويش بدك تذبحها بلتشي انها طابت من هون للصُبح) .
زيدان ودون أن يُعير أنور أي اهتمام نادى على أم أنور قائلاً : هو يا حُرمة ناوليني الخوصة تا ألتّها (اذبحها) قبل ما تُفطس وتروح من بين أيدينا . ليعاود أنور قائلاً : تيب وتلون بده يعيت التلي بلا أم ؟ (طيب وشلون بده يعيش الطلي بل أم ؟)
زيدان : بعيش يابا لا تخافش عليه , وإن شفته بده يغلبنا بلتّه هو الثاني . هنا أنور دُهش من جواب والده وبنفس الوقت تملكه شعور حزين على الخروف الصغير .
بعد أن ذبح زيدان النعجة الأم وقطعها قال لزوجته : غد اطبخي لينا منسف وباقي اللحمّات ملحيهن ونشفيهن للخزين . الملفت للنظر بأن أنور غاب عن الساحة واختفى ومعه الوليد , ليعود عند الغروب كالمعتاد خالي اليدين وتناول طعام العشاء وتوجه بعد ذلك لفراشه . لكن في صبيحة اليوم التالي صحى أنور على صوت والده وهو يقول : يا حُرمة وين بده يروح مهو بعده لا فت ولا غمس والله شغلة بتمخول المخ . عندها خرج أنور لفناء الدار وهو يفرك عينيه بيديه الإثنتين وقال : تو في يابا ؟ ( شو في يابا ؟) فرد عليه زيدان وقال : ولك شفت الطلي ؟ مش مبين ؟ هنا أنور المسكين لم يعرف ماذا يقول وتلعثم بالكلام وقال : ما تف .. تف .. تفته (ما شف .. شف .. شفته).
زيدان : ولك شلون ما شفته , مهو أنت من يومنه انولد وأنت حاطه بحظنك وداير بيه , إحتشي ولك وين رحت بيه أحسن ما أمصع رقبتك.
أنور : ود .. ود .. وديته عند محتن متان بدرتهم تردعه (ود .. ود .. وديته عند محسن مشان بقرتهم ترضعه).
زيدان : أُبله تُبليك هسع ذُبت حنية على الطلي
أنور : مهو تمعتت بتدول بدت تدبحه متان هيت وديته لمحتن (مهو سمعتك بتقول بدك تذبحه مشان هيك وديته لمحسن).
زيدان : أي روح انقلع جيبه من عند محسن بيك , لا ألتّك بداله .
هم أنور بالخروج لإحضار الطلي والدموع تنهمر من عينيه , ليستوقفه زيدان وهو يقول بلهجة النادم : لا حول ولا قوة إلا بالله , ولك يابا يا أنور أنت مصدق أني بدي أذبح الطلي ؟
دُهش أنور مما سمع من والده وقال له : لعاد تو بدت تتوي فيه ؟ (لعاد شو بدك تسوي فيه ؟)
زيدان : أنت جيبه وبنخلي جحشتنا ترضّعه وبس يكبر بنبيعه لمفظي المقحمش بلتشن أخظه مرياع لحلاله , وهيتش بتظلك تشوفه على طول .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى