ثغرات الحدود ترفع عدد شهداء مكافحة المخدرات

ثغرات الحدود ترفع عدد شهداء مكافحة المخدرات
فايز شبيكات الدعجه
ارتفاع عدد شهداء إدارة مكافحة المخدرات بعد مقتل الشهيد الملازم احمد الرواحنة رحمة الله الأسبوع الماضي في ذروة عطاء إدارة مكافحة المخدرات، وفي ظل توظيف كل إمكانياتها المادية والبشرية في التعامل مع تسونامي المخدرات الذي يفتك بالمجتمع الأردني . ارتفاع عدد الشهداء يدل دلالة قاطعة على ان مشكلة المخدرات مشكلة حدودية ،ويشير الى الظاهرة ستستمر في الاندفاع نحو المملكة ما لم يتم ضبط الحدود ،والقيام بإعادة نظر جذرية في الواقع الحالي للرقابة على التهريب، وتحصين الجهة الشمالية التي تعتبر المصدر الأهم ولربما الوحيد لدخول المادة القاتلة .
اعتقد كمتابع للشأن الجنائي ان المسألة لم تعد مسالة امن عام وان الأمور خرجت عن السيطرة رغم ان تأهيل الإدارة ودعمها وصل إلى مستويات متناهية من العبث الإضافة اليها.
ما لفت انتباهي وأنا أطالع آخر عدد من مجلة ( أردن بلا مخدرات )الصادرة عن إدارة مكافحة المخدرات بداية هذا العام ، هو أن كل شهداء إدارة مكافحة المخدرات السبعة استشهدوا خلال السنوات السبع الماضية خلال الفترة ما بين 2010 -2018 باستثناء الشهيد النقيب احمد السخني الذي استشهد عام 1990 م.
حقيقة مرعبة تستحق التوقف عندها مطولا ، وتستوجب إجراء دراسة علمية متعمقة وعاجلة لحراسة الحدود لوقف تسارع الظاهرة وحقن دماء رجال مكافحة المخدرات وحماية أرواحهم ، وإعادة الأمور الى ما كانت عليه قبل عام 2010 م.
انفلات الحدود ضاعف حجم المشكلة داخليا ونجم عنه هذا العدد المفزع من القتلى في صفوف رجال المكافحة، وارتفاع نسبة جرائم المخدرات خلال العام 2017 ، والتي بلغت 21920 جريمة حسب تقرير منجزات الحكومة السنوي الذي تسلمه جلالة الملك بداية هذا العام.
إدارة المكافحة لم تعد تمثل الجدار الوطني العازل لحمايتنا من شر الآفة القاتلة كما كانت سابقا أمام هذا الواقع الحدود المأساوي ،وما نجم عنه من نتائج دموية مؤسفة ذهب ضحيتها كوكبة الشهداء الذين دفعوا أرواحهم ثمنا لحمايتنا .
لقد أصبحت واجبات رجال المكافحة واجبات خطرة وحان وقت توفير الوسائل الاحترازية بسد ثغرات الحدود لحمايتهم، واتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على أرواحهم ،فلم تعد إجراءات الملاحقة والضبط الداخلية التي تقوم بها مديرية الأمن العام بعد دخول المخدرات مجدية في كبح جماح الظاهرة،فرغم كل التضحيات وقافلة الشهداء إلا أن المملكة ممتلئة الآن من بابها الى محرابها بكل أشكال هذه المادة المميتة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى