حينما أسمع دعاء ( ربنا يوقفلك أولاد الحلال في طريقك) يقفز في ذهني باب المخالفة على طول الخط ؛ لأن في ذلك اعترافاً واضحاً بأن غالبية من يقفون في طريقك هم (أولاد الحرام) ..لذا يأتي الدعاء لك بأن تختلف أمورك هذه المرة و يقف أولاد الحلال لك و يأخذوك من يدك و يمطروك بحلالهم ..!
لن أدخل في جدلية (أولاد الحلال و الحرام ) ..لأننا في زمن من الصعب أن تثبت ذلك ؛ ولا أعتقد بأنك قادر على (جرجرة) كل خلق الله إلى فحص (دي إن ايه ) لتعرف ابن الحلال من ابن الحرام ..!
ولكن و أنت تعيش في الزمن الخانق ..و أنت تُقبل على الحياة و الحياة تهرب منك ..و أنت تتلمّس أن تعيش باستقرار و أمان ؛ دون خوف من تفاصيل يوميّة أو رعبٍ مما ستؤول إليه أمورك بعد قليل ..وأنت تحاول أن تحبس دموع ضياعك عن ضياعك لأنك تريد أبسط حقوقك و أساسيات وجودك لتنطلق في مشروعك الأكبر وهو إبداعك الذي يرفض أن ينمو (بعلاً) بل يحتاج إلى سقايةٍ ورعاية و إلى كل أدوات التطوّر الحديث ..!!
وسط كلّ هذا ؛ أنت لا تريد إلا أن تشعرَ شعوراً واحداً ..وهو : أن لك من يخاف عليك ..أن لك من يهتم بك فعلاً ..أن لك من يفكّر فيك و يفكر كيف ينجحك و يحقق لك أحلامك الصغيرة ..! في كل النوائب التي تمرّ بها ؛ ما يخفف عنك هو وجود (أولاد الحلال) الذين يظهرون فجأة في حياتك ليأخذوا بيدك و يخرجوك (طاهراً) إلى مبتغاك ..!
هم موجودون ؛ ولكنهم قلّة في هذه الأيام ..لذا اسمحوا لي أن أهنئكم بالعيد و أقول لكم : كل عام وأولاد الحلال في طريقكم ..وكل عام ولكم من يخاف عليكم ..!
kamelnsirat@yahoo.com
