خبراء يحذرون من تأثير مواقع التواصل الإجتماعي على الحياة الإجتماعية

سواليف _ تساهم شبكات التواصل الاجتماعي في تقليل الوقت المخصص للتواصل الاجتماعي بشكله التقليدي، وتؤثر عموما على العلاقات الاجتماعية والأسرية، وتتسبب عند البعض بمشاكل تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية كاضطرابات النوم والقلق والتوتر وغيرها.

وتقول الموظفة سناء سلام لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان العديد من الدراسات تشير الى ان استخدام الهواتف الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي قد يسهم في “قتل الحب” بين الزوجين، واصبحنا نسمع يوميا عن مشاكل عديدة وزيادة في نسبة الطلاق.

ويشير الطالب في الجامعة الأردنية فيصل غنام الى ان الكثير من الأشخاص وخاصة من فئة الشباب مدمنون على الشبكات الاجتماعية وهم الأكثر شعورا بالتوتراً وإلاجهاد،والسبب أنهم على إطلاع دائم ومستمر على الأحداث المؤسفة التي يمر بها المقربون منهم حيث انهم يشاطرونهم مشاعر الحزن والأسى من خلال هذه الوسائل ، اضافة الى ان الإدمان على شبكات التواصل الاجتماعي يساهم في الاحباط والاكتئاب، حيث يتفق العديد من الدراسات على أن غالبية مستخدمي الفيسبوك يقارنون حياتهم مع لحظات السعادة التي ينشرها الآخرون من أصدقائهم على الشبكة العنكبوتية.

ويضيف أن الأشخاص الذين يقضون معظم أوقاتهم على الهواتف الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي أكثر عرضة لخطر الإصابة بالاضطرابات وفقدان الشهية والشعور بالقلق وقلة النوم.

وتبين المعلمة في مديرية عمان الثانية وفاء سلمان ان المراهقين الذين يمضون أكثر من ساعتين يومياً على الشبكات الاجتماعية أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بالأمراض، وخصوصا النفسية، وهم دائما بحاجة الى اهتمام ودعم نفسي اكثر من غيرهم ، ويبحثون دائما عن الاعجاب( اللايك) على شيء كتبوه او صور نشروها .

وحذر رئيس قسم العمل الاجتماعي في الجامعة الاردنية الدكتور خليل هلالات من مخاطر شبكات التواصل على الأسرة العربية بصورة عامة، موضحا انه وبحسب دراسات فإن الإصابة بالأمراض النفسية والمجتمعية والتي تبلغ نسبة الإصابة بها حوالي 50 بالمائة ف يالبلاد العربية، تعود في جزء كبير منها إلى زيادة فترات الجلوس أمام هذه المواقع، مبينا أن النسبة العظمى لظهور أعراض المرض النفسي باتت من نصيب الشباب الأكثر نشاطًا على شبكات التواصل، “وهو ما يجب الوقوف عنده بعناية ودقة”.

كما حذر في لقاء مع وكالة الانباء الاردنية من مخاطر شبكات التواصل على العلاقات الأسرية، مشيرا الى أنها من أكثر أسباب اتساع الفجوة بين أفراد الأسرة، وقد ساهمت في زيادة معدلات الطلاق في الآونة الأخيرة.

واشار الى أن علاقة المواطن العربي مع هذه المواقع باتت أقرب لـ “الإدمان” الذي يمثل خطورة على نسيج الأسرة وعلاقات أفرادها، فضلاً عن ما تتسبب به في تهديد تماسك المجتمع حين تقوم بتفتيت الجمهور وتقليص العلاقات الحية الواقعية الحقيقية بين الأفراد إلى العلاقات الافتراضية.

ويضيف الدكتور هلالات ان العديد من الدراسات تؤكد ان “الادمان على شبكات التواصل الاجتماعي ومنها الفيس بوك لها نفس تأثير جرعة الكوكايين على الدماغ”، مشيرا الى تاثير شبكات التواصل الاجتماعي على ضعف الجهاز المناعي، وكلما امضى الفرد وقتا اطول على الانترنت يكون اكثر عرضه للمرض .

ويقول الأستاذ المشارك في علم الاجتماع الإعلامي والسياسي والخبير في دراسات وسائل التواصل الاجتماعي الدكتور يوسف ضامن خطايبه أن الدراسات أظهرت ان نسبة استخدام الانترنت تفوق 93 بالمئة عند الشباب الجامعي الاردني، وكان موقع الفيسبوك اكثر المواقع استخداما وانتشارا يليه الواتس ثم يوتيوب وتويتر والانستغرام وجميعها باتت تشكل اداوات سحرية سرعت من عمليات التغيير والتغير الاجتماعي في مختلف جوانب الحياة الثقافية والسياسية والدينية والقيمية.

ويتابع:” لقد مكنت هذه الوسائل الحديثة الشباب وكثير من باقي فئات المجتمع من تلبية حاجات متنوعة ابرزها اجراء عمليات الاتصال والتواصل مع الاقارب والاصدقاء والمعارف وتناقل المعلومات والأخبار الشخصية والعامة فيما بينهم بمنتهى السرعه والآنيّة ودون كلفة تذكر مختزلة المسافات والحواجز أيا كان شكلها، فقد مكنت هذه الوسائل الأفراد من تلبية طموحاتهم ووصولهم لما يريدون وتأمين سلعهم وما يناسب رغباتهم في اَي وقت يريدون من ذويهم سواء كانوا في الاسواق أو أماكن العمل أو من هم خارج البلاد ومرافقتهم لحظة بلحظة اثناء عودتهم سفرهم لحين وصولهم سواء ذهابا أو ايابا وهذه من نعم تلك الوسائل فضلا عن تأثيرها ودورها في تسهيل وصول بطاقات المعايدة وتنسيق المواعيد والزيارات وتنظيمها خلال ايّام الأعياد، وتوفير الوقت والجهد”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى