كابوس وزاري / رامي علاونة

كابوس وزاري
وصل متأخرا بعض الشئ، حيّا زملائه ثم جلس في المكان المخصص له على الطاوله المستطيله. بدأ الرئيس اجتماعه بسؤاله عن الاوضاع العامه. رد بعض الزملاء و كانت الردود إيجابيه- الأمور على خير ما يرام و الحياة ماشيه مثل “الليره الذهب”.
شكرهم الرئيس على حسهم الوطني و جهودهم المبذوله في المحافظه على المصالح العليا لدولة “موزمبيق”. لكنه ذكّرهم بالتحدي الأكبر للحكومه و هو “المديونيّه”، ثم طرح جملة من الاقتراحات لرفع بعض السلع و الخدمات و أسهب في تبرير ضرورة الرفع.
هنا نظر صاحبنا الى زملاءه فإذا بالجميع “يهزّوا رؤوسهم”.
لم يتمالك نفسه، فقاطع الرئيس:
دولة الرئيس، اسمح لي بالمعارضه هذه المرّه! فأنا لا اعتقد أن هذه القرارات ستكون صائبه. لم يعد جيب المواطن يحتمل، فالوضع الاقتصادي للمواطن في الحضيض! كما أننا نعرف جميعاً يا دولة الرئيس أن “الطَفر” هو أساس كل المشاكل! لقد بدأنا نشعر بتغير منظومة القيّم المجتمعيه لدى الشعب الموزمبيقي. انا أستغرب من ردود الزملاء الذين يقولون ان الامور جيّده! لا يا ساده! الامور ليست جيّده! لقد أرههقنا المواطن حتى وصل الى أقصى درجات الإحباط و عدم الثقه بكل ما هو حكومي. الناس “مش ملاقيه توكل”! اصبحنا نسمع بجرائم غريبه عن مجتمعنا الموزنبيقي! اصبح الإنتحار ظاهره يا دولة الرئيس! شعبنا سيدخل في “الحيط” و نحن من نقوده الى ذلك!
حاول الرئيس بهدوءه المعهود و كلامه المعسول أن يُبرر له ان لا مجال أمام الحكومة سوى الرفع.
هنا استشاط صاحبنا غضباً:
دولة الرئيس، انا ،عندما قبلت الانضمام لفريقك، أقسمت على كتاب الله ان أخدم المواطن و أن اقوم بالواجبات الموكوله الّيّ بأمانه. و أنا لا أرى في هذه القرارات خدمه للمواطن، و تحتّم علّي أمانتي ان لا أقبل بها و لا بالنهج الذي تتبعه الحكومه.
حاول أحد الزملاء التهدئه فاحتّد النقاش معه.
نظر صاحبنا الى باقي الزملاء مستغرباً سكوتهم… ماذا تقولون أيها الزملاء؟ (لم يتكلم أحد!)
إذن تحمّلوا انتم وِزر الشعب و نتائج قراراتكم! أنا أُبرئ نفسي منكم أمام الله! دولة الرئيس، ستصلك استقالتي قبل انتهاء اجتماعك.
لمْلَم أوراقه و همّ بالمغادره. فتح الباب و خرج مُغلقاً الباب خلفه بشدّه. في هذه اللحظه، “نَقَزْ” من صوت الباب، فإذا به يفتح عينيه ليجد نفسه على سريره في غرفة نومه. نفث عن شماله ثلاثاً و استعاذ من الشيطان الرجيم ثم عاد الى النوم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى