.فيزا"كماج"

[review]
 

الخميس 25-8-2011

أكيد قرأتم كما قرأنا أن الحكومة تدرس بجدية إصدار بطاقة اليكترونية ذكية لدعم الخبز للأردنيين ، وأكيد فهمتم كما فهمنا أن هذه البطاقة ستستثنى الوافدين والمقيمين والضيوف والسياح و"مرّاقين الطريق"…

 

مقالات ذات صلة

لا أعرف كم ستوفّر هذه "الحركة" على الخزينة ، فنحن بحاجة الى اقتصادي محيط رأسه 3000 متر ،  حتى يحسبها بالورقة والقلم والآلة الحاسبة ليخرج لنا بصافي  التوفير النظري ..لكن ما يهمني في هذه الخطوة ، أثر هذه النقلة "الاليكترونية" على ثقافة الناس وسلوكهم "الفرّاني" اليومي، سيما وانها تمس أكثر سلعة شعبية تداولاً واستهلاكاً وقدسية…

مثلاً: كيف سيحلف الناس بعد إصدار البطاقة الذكية ؟ وقد اعتادوا منذ مئات السنين..ان يمسكوا الرغيف ويقولوا وحياة هالنعمة!!…هل يجوز لهم أن يمسكوا البطاقة الآن ويحلفوا عليها بنفس الطريقة ،وحياة هالبطاقة الذكية ؟..طيب ماذا لو اراد شخص ان يمالح ألآخر..هل يستطيع ان يدفع عنه ببطاقته..ليصبح بينهم "بطاقات وملح بدلاً من عيش وملح"..

طيب بلاش هاي ،اذا "غصّ" احدهم بلقمة خبز، هل يدقوا على ظهره  كالمعتاد ام يراجعوا أقرب مكانة في مخبز لتسوية الأمر..

طيب ، وماذا اذا نسي أحدهم بطاقته الاليكترونية وكان مضطراً للشراء هل يحضر معرّفين من الحارة ..ام يكتفي الخباز ومن "يرقّ العجين" والشاب الذي على الميزان ان يهزّ أحدهم رأسه للآخر كما في البنوك ويقول:"معروف لدينا"…

ماشي، وهل سيكون هناك على ماكنة الفيزا "اوبشنز" تزمّر عند طلب المشتري: "بيب..2 مشروح..طوووووط: 3 وردي..بيب..واحد كماج..ديييد: واحد شراك"..

 

طيب بلاش هاي ايضاَ،اذا ما استنفد المواطن حصته من الخبز ماذا ستجيبه الماكنة: عذراً لقد شارف "رغيفك" على الانتهاء يرجى الافطار فيما بعد..

 

صدقوني المسألة برمتها عصية على الفهم…يعني ، ماذا يا اخوان لو وجد أحدنا بطاقة مرمية على الأرض..هل "يبوسها" ويضعها في شق "سنسلة" أو ثقب "بلوكه" كما يفعل مع كسر الخبز..

**

زمان كان يقول ختياريتنا: اذا خلص الزاد من أمام الضيف..يعتبر بخلاً من المعزّب…واذا خلص الخبز من امام الضيف قبل الزاد..يكون شراهة بالضيف..وذلك كدليل واضح  أن الخبز لا يمكن ان يبخل به المعزّب على ضيفه مهما كان الرجل شحيحاً…ونحن لا نريد ان نكون كذلك..الوافدون والمقيمون والسياح سيحرقون "خبزنا" هنا في بلدنا سواء من خلال اقامتهم أومصروفهم أو مساعدتهم في بناء وعمران البلد..ثم ان ثمن البطاقات والمكائن الخاصة ونظام الربط والموظفين الذين سيشرفون على "بوطقة الخبز" ..قد تفوق ثمن التوفير المنتظر لسنوات طويلة ناهيك عن التزوير و"اللفلفة" التي نعشقها ..

ومن يدري ربما تكون دعوة انسان بسيط فقير مغترب عن عياله بحق هذا البلد ترفع عنا الف بلاء وترزق ميزانيتنا  من حيث لا تحتسب..

رجاء لا تضيّقوا على فقراء الناس فيضيّق الله علينا.. ان الله سيرزقنا واياهم..ان الله على كل شيء قدير.

**

 

(بس نفسي أعرف مين اللي بطلّع "مراقع هالفقّس "!!)

 

 

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى