حماس .. حذار من منظومة أوسلو
تواجد قيادة حماس جميعها، دون استثناء، في غزة، بما فيهم العاروري، هذا يعني ان ثمة قرارات هامة ستصدر بشأن غزة وعلاقتها بإسرائيل “الهدنة”، وايضا بشأن المصالحة.
حماس تعيش ضائقة لا يمكن نكرانها، بالتالي المنطق السياسي يقول انها يجب ان تعمل على كسب الوقت اكثر، وتكريس وجودها بشكل اعمق، وانقاذ قطاع غزة من وضع لا يطاق، يصعب تحمله.
كل ذلك له محاذير وكلف يجب حسابها بدقة متناهية، فخبرة اسرائيل كبيرة بتحويل المقاومات الى سلطة مدنية وظيفية، مختنقة بخطوط حمراء وبحاجاتها التنموية.
كل الحذر من تحويل عنوان غزة النضالي، المقاوم، المنتج لأدوات خلاقة في الردع الى يافطة انسانية تطلب مطارا وميناء، مع تقديري لصعوبات الحصار، وإدراكي لمنطق “اللي بوكل العصي مش مثل اللي بيعد فيها”.
ايضا، اخشى على حماس ان تتورط في مشهد الدخول الكامل الى معايير منظومة اوسلو، بل يوجد اصرار على ادخالها لتلك المنظومة، وهناك إلحاح غير بريء من اسرائيل والرباعية ومصر وآخرين.
حماس تعرف ذلك، لكنها تراهن على دخول حذر استثماري يخدم المقاومة، وتعتقد انها قادرة على الحفاظ على هوامش للحركة والرفض والقبول داخل المنظومة.
لكن ما اخشاه ان تفقد حماس السيطرة، وتغرق، كما فعلت فتح في الادارة والحكم والرواتب، وان يصبح تنفسها مرتبطاً بقرارات ومنح اجنبية.
مع ذلك لا بدائل لدينا نقدمها لحماس غير النصيحة والحذر، وندرك الاكراهات حجما وكثافة، لكننا نأمل ان تكون الخطوات مدروسة، وان يبقى الحلم حلما، وان تظل البندقية بخير.
قادم الايام ستتضح الصورة، فالهدنة ليست عيبا ما دامت تحفظ للمقاومة مفهومها الاجرائي، والهدنة ليست خطأً ما دامت لن تجعل من غزة ضفة غربية بطعم السلطة.
سيقال الكثير عن التوافقات القادمة، وستظهر حكومة نتياهو بمظهر المنتصر، وعلى حماس ان تستعد لتلك الرقصات بتوضيحات غير مرتبكة، وبخطاب لا يغادر الثوابت النضالية.