” حكاية حفرة !!”
استيقظ ابو العبد باكرا و كله حماسة ونشاط فقد طلبه مدير المدرسة الابتدائيه عن طريق صديقه ” أبو محمد ” الحارس لمقابلة قد تكون وظيفة محتمله…..
كانت ام العبد تجهز طعام الافطار و تحرص على ان يكون الشاي جاهزا في وقته …. فلربما اقترب الفرج و سيجد ابو العبد وظيفة بعد ذلك الجلوس الطويل في البيت بدون عمل ….
وصل للساحة الكبيرة و انتبه بان هناك اكواما كبيرة من الانقاض و الاتربة و الحجارة قابعة الى جانب حفرة عميقة تتمدد على مستوى الساحة …. كان يسير بتؤدة و حذر فلا ينزلق و يسقط فيها …. لاحظ ان هناك الكثيرون يسيرون بنفس دربه و في ذات الاتجاه …. و كلهم يسيرون بحذر و انتباه….
كانت المقابلة قصيرة جدا و تتكون من سؤال واحد …. لماذا تعتقد ان المدرسة بحاجة إليك بوجود هذه الحفرة ؟ و كان مطلوبا من كل المتقدمين جوابا من كلمة واحدة …. كان كل من يخرج من المقابلة يقول انه اجاب: نطمرها !! و لكنه كما يبدو ليس ذلك الجواب الصحيح مع ان المنطق يقول بذلك ….فخطر بباله ان يستشف الجواب المناسب من صديقه ابو محمد الذي كان منهمكا بتنظيم الدور … لكنه لمح صديقه من بعيد و همس له بكلمة السر ….
دخل بثقة بعد أن عرف ما سيقول …. كانت اجابته مفاجئة للجنة المقابلة … فقد أخبرهم بما أرادوا أن يسمعوه … قال لهم: نحرسها !!
طلب المدير منه ان يبقى ليكون موظفهم الجديد كحارس للحفرة …. ابتسم الجميع و فرحوا لان هذه الحفرة باتت معلما مهما و مميزا في ساحة المدرسة … اهتمت مديرية التربية و نواب المحافظة و المحافظ و الشرطة المجتمعية و التلفزيون بهذه الحفرة التي بدأ يعشقها الجميع … ستبدأ البلدية بدعم من وزارة الاشغال ببناء سور جميل حولها و بتعبيد شوارع مخدومة بالاضاءة و المجاري ليصل اليها الناس بدون عناء …و ستطرح وزارة الزراعة عطاء لتزيين محيط الحفرة بالاشجار و الورود … و ستهتم وزارة الصناعة و التجارة باقامة مشروع تجاري قد يخدم الزوار من اهالي القرى المجاورة … و ستعلن وزارة الثقافة عن مهرجان سنوي عن الحفرة يجتذب المطربين و الشعراء من كل حدب و صوب . .. و قد تكون الفرصة مواتية لوزارة السياحة لاضافة الحفرة كمعلم سياحي يستحق الزيارة و الاشادة ….
رجاء لا تنسوا ان تزودوا ابو العبد ب” بك اب” لكي يكون متوفرا لخدمة الحفرة في كل الاوقات …
في المساء … كان شريط الاخبار يذكر ان هناك مدرسة في قرية ما آيلة للسقوط ….لم يذكر احدا ان تلك المدرسة هي نفسها التي تقع الى جوار الحفرة المشهورة …
” دبوس عالحفرة ”
