حقّا نشامى

حقّا نشامى

#جمال_الدويري

لقد كتبتم تاريخا ومجدا كرويا سوف تذكره الأجيال.
على قدر أهل العزم كنتم أهل بأس وعزم وفوح طيب وخزامى، وعلى قدر النشموية كنتم نشامى، وعلى قدر الأردن العظيم كنتم عظاما.
لقد كسرتم خاطر الأصدقاء الكوارنة بقيمة فريقهم من ١٧٠ مليون دولار، وجبرتم بالإرادة والعزيمة خاطر وطن، أغضبتم منافسا كبيرا محترفا عنيدا، وأسعدتم أمة من أقصى محيط حسين عموتة الى أدنى خليج دوحة قطر.
نعم…لقد قارعتم الكبار، كبارا أندادا أفذاذا فقرعتموهم، ولم تكتفون بالعنب فحسب، بل صارعتم الناطور فصرعتموه.
ورغم كرم الأردنيين وترحابهم بالضيوف، فقد كنتم شوامخ راسية راسخة عند تخومكم، ورفعتم عليها شارة ممنوع الدخول، تتحولون إلى عواصف هوج صاخبة في هجومكم، تمخرون العباب وتفرقون الصفوف، وتصلون الى قصب السبق ونيل المراد.
هجومكم الأول المروع الصادم في الدقيقة الأولى للمنازلة، كان الدرس الأول الذي أربك الخصم، لكنهم لم يستوعبوه، واستمرار الزخم والطوفان طيلة الواقعة، كان الدرس الثاني الذي لم يصدقه كلينزمان وجماعته، حتى كان درس الختام الثالث وصافرة الحَكم تؤكد الحُكم القاطع غير القابل للطعن، حيث وقف الكوارنة ومدربهم كمن على رؤوسهم الطير بذهول وضياع، وعيون متسعة مليئة بالحزن، ولسان حالهم يقول: مش معقول…ليتنا لم نصحو من الكابوس.
ولم تكن ضربة حظ أو ليلة نصيب، أو رمية من غير رامِ، ولكنها أرواح وأجساد ونفوس منتمية واثقة مصمّمة على فرحة وطن…وقد تمت.
بورك النشامى وعمّوتهم (النشمي الجديد)، ومن دعم وشجّع، وهنيئا للوطن هذا الفوز التاريخي الثمين.
وليتنا نستوعب درس الأمس ونوظفه في المستقبل، بأن كرة القدم قوة وروح، وأنها لعبة جماعية ليس للأنانية بها مكان.
وفالكم الكاس إن شاء الله.
أما أنت يا عموتة الخير، فقد أحسنت وأنت تقنع النشامى أن الكوارنة مثلنا بشر يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق،
وقد أحسنت مجددا وقد حرقت السفن ويممت بالأسطول شطر الفوز، والفوز فقط، وأحسنت تحضيرا وتكتيكا، عمّقت ثقة الفريق بنفسه، ونزعت من مجموعتك التردد والخوف أمام أي أحد، وتوفقت وأنت تقول: لا يجب أن نحترم الكوريين، كرويا، أكثر من اللزوم.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى