قراءة في مصطلح الفقر الاردني / محمود الشمايلة

قراءة في مصطلح الفقر الاردني

ما زالت الحكومات الأردنية تعتقد أن الفقير هو الذي ستجدة متلبسا وهو يطبخ الحجارة بالماء ليتحايل على أطفاله الجياع لحين يداهمهم النوم،ثم يأتي الملقي وهو يحمل على اكتافه الطحين والتمر بعد أن ابتلت لحيته.

هذا الأمر لن يحدث لغاية تاريخ الأول من رمضان وبناء عليه ستمارس الحكومة مزيدا من التغول لتحصيل أكبر قدر ممكن من جيوب الأردنيين.

في ذات الوقت يعاني النشمي ابو الضرائب من فائض في الفقر والقهر حين يجوب الأسواق والمحال التجارية وكلما ملأ عينيه بالأشياء عرف أن أمامه مزيدا من الحرمان..

مقالات ذات صلة

الحمد لله كل شيء متوفر في الأسواق حتى الكاشو والفستق وأسماك الفيله،وحتى المخدرات..
لماذا يشكو الأردني من الفقر اذن؟

عندما يقف المواطن البسيط أمام الصيدلية ويلقي ببعض دمعه لانه لا يستطيع شراء علبة دواء لولده المريض بعد أن اكتشف عدم وجودها في صيدليات الحكومة.
هو ليس فقير لو دفع جزء من دخله ولكنه حتما سيطبخ بعض الحجارة لاطفاله وينتظر قدوم المخلص ابو شوال.فيما لو اقدم على شراء الدواء فعلا.

لست فقيرا حين تطلب من ولدك ترك الدراسة الجامعية والالتحاق بقوات الدرك كي تتمكن من تدريس بناتك معتمدا على راتب ولدك الدركي الذي صار خبيرا في قمع الجياع الذين يقفون في الساحات العامة محتجين على ظلم ابو شوال.

لست فقيرا حين تعجز عن دفع إيجار بيتك لانك وببساطة قررت أن تدفع فواتير الكهرباء المتراكمة وتشتري ما لذ وطاب من البسطات الرخيصة المنتشرة على أطراف الشوارع حتى لو كانت البضاعة رديئة….

لست فقيرا أيها النشمي وأن تصطف مع عائلتك على مائدة ربما تتسع لصحن شوربة عدس او مجدرة ولكنها لن تتسع لاحزانك……

قد تختلف وجوه الفقر في وطني ولكل منا حكايته الموجعه معه ولكننا حتما لسنا فقراء بطبخ الحجارة وننتظر قدوم الملقي لنمسح الدمع عن لحيته ……
وسلام علينا حتى مطلع الفجر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى