حقيقة تدمير الأوكرانيين لدبابات بوتين بالزجاجات الحارقة

سواليف

“زجاجات الفودكا تدمر #الدبابات_الروسية”.. انتشرت على الإنترنت #فيديوهات تظهر #الدبابات_الروسية تتعرض للتدمير بواسطة قنابل المولوتوف يلقيها مدنيون أوكرانيون، فما هي حقيقة هذه المشاهد، ولماذا كانت المدرعات الروسية تاريخياً ضعيفة مقارنة بمنافساتها الغربيات وخاصة في حروب المدن؟

وانتشر على الإنترنت مقطع فيديو يظهر أوكرانيين وهم يدمرون دبابات روسية بزجاجات المولوتوف.

فمع تقدم القوات الروسية في كييف، شجعت وزارة الدفاع الأوكرانية السكان على الدفاع عن عاصمتهم من خلال إعداد زجاجات المولوتوف، مما أدى إلى ارتفاع في عمليات البحث على Google للحصول على إرشادات حول كيفية صنع هذا السلاح حتى من زجاجات الفودكا.

قنابل المولوتوف تدمر الدبابات الروسية.. ما حقيقة هذه المشاهد؟

“المواطنون الأوكرانيون يدمرون مركبة مدرعة روسية بزجاجات مولوتوف”، هذا ما جاء في التعليق على مقطع فيديو على فيسبوك في 26 فبراير/شباط 2022 حصد أكثر من 9000 مشاهدة في أقل من أسبوع.

تُظهر اللقطات التي شاركها مؤخراً عدد من مستخدمي فيسبوك وتويتر، حشداً كبيراً في الشوارع ليلاً وهم يصرخون خلف حاجز وهم يقذفون أشياء على سيارة غارقة في النيران والدخان.

كتب أحد المستخدمين في تغريدة بتاريخ 25 فبراير/ِشباط 2022 مع مقطع فيديو آخر، حصد أكثر من 79000 مشاهدة: “أشخاص يلقون مولوتوف على الدبابات الروسية ليلاً في كييف بأوكرانيا #BreakingNews”.

قنابل المولوتوف
دبابات روسية من طراز تي 72 في جنوب البلاد/رويترز

لكن الفيديو لا علاقة له بالغزو الروسي لأوكرانيا. بل تُظهر هذه اللقطات متظاهرين أوكرانيين يشتبكون مع شرطة بلادهم خلال احتجاجات عام 2014، كما نقل موقع Usa Today الأمريكي، عن منظمات مستقلة لتقصي الحقائق.

 بدوره أكد تقرير لموقع وكالة الأنباء الفرنسية لتقصي الحقائق Fact Check AFP أن الصور المنشورة تحت عنوان أن المدنيين الأوكرانيين يستهدفون الدبابات الروسية وهي تغزو البلاد بواسطة قنابل المولوتوف، التقطت أثناء احتجاجات مناهضة للرئيس الأوكراني السابق الموالي لروسيا فيكتور يانكوفيتش في كييف عام 2014، عندما رفض التوقيع على اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.

وجاء في إحدى التغريدات التي نُشرت في 26 فبراير/شباط 2022 “مواطنون أوكرانيون يدمرون دبابتين روسيتين بزجاجات مولوتوف (بنزين) في كييف. إنهم يستخدمون تكتيكات حرب العصابات لمواجهة الجيش الروسي في عاصمتهم. تحية لشجاعتك #Ukraine #RussiaUkraineWar”.

لماذا تراهن أوكرانيا على المولوتوف؟ 

ولكن بالفعل، دعت الحكومة الأوكرانية، مواطنيها لحمل السلاح للدفاع عن مدنهم. شجعت وزارة الدفاع الأوكرانية في منشور على فيسبوك سكان إحدى ضواحي كييف على “صنع زجاجات مولوتوف” لتدمير المحتل. وأظهر مقطع فيديو أسلحة نارية وهي توزع على مدنيين في نفس المنطقة، حسبما ورد في تقرير لموقع قناة France24.

وانتشرت صور لمواطنين أوكرانيين يصنعون قنابل المولوتوف بواسطة المشروبات الكحولية، ومصانع للمشروبات الروحية تتبرع بزجاجات مشروبات لهذه المهمة.

وأصبح المواطنون المتطوعون جزءاً رئيسياً من المقاومة الأوكرانية.

في 25 فبراير/شباط  2022، حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المواطنين في جميع أنحاء البلاد على التعبئة ضد الغزو الروسي الشامل، واصطف الآلاف من الناس للتجنيد في الجيش.

اسمها روسي ولكن المدرعات الروسية كانت أولى ضحاياها!

المفارقة التاريخية أن قنابل المولوتوف اخترعت لمواجهة الدبابات الروسية وأن اسمها الروسي الواضح، هو مجرد تهكم على واحد من أشهر ساسة البلاد وهو وزير خارجية الاتحاد السوفييتي فياتشيسلاف مولوتوف.

كما أن الجيش السوفييتي تاريخياً تعرض لواحدة من أكبر هزائمه بسبب قنابل المولوتوف، إضافة إلى أنه بصفة عامة الدبابات الروسية والسوفييتية مشهورة بتعرضها لهزائم كبيرة داخل المدن بسبب عيوب هيكلية بها ترجع إلى مشكلات في فلسفة الدبابات الروسية.

 وتم اختراع زجاجة المولوتوف في الأصل كسلاح مضاد للدبابات للمتمردين ولا يزال بإمكانها أن تلعب دوراً في القتال الحضري ضد الدروع الحديثة المحمية بشكل أفضل- لكن استخدامها بشكل فعال يتطلب الشجاعة والتنسيق.

إن كوكتيل المولوتوف عبارة عن زجاجة مليئة بمزيج قابل للاشتعال، يعتمد عادة على البنزين مع مصدر اشتعال، عادة ما يكون فتيلاً ملتهباً. وهناك العديد من المتغيرات والإضافات، وعادةً ما تكون المكونات مثل زيت التربنتين والمطاط والسكر لجعل الخليط يحترق لفترة أطول، وينتج المزيد من الدخان، ويلتصق بشكل أكثر فعالية، حسبما ورد في تقرير لمجلة Forbes الأمريكية.

هذه التسمية جاءت للسخرية من السوفييت من قبل الفنلنديين

لم يتغير التصميم الأساسي لقنابل المولوتوف منذ أن شاع استخدامه لأول مرة في الحرب الأهلية الإسبانية في عام 1936.

في ذلك الوقت، استخدمت القوات القومية الإسبانية التي قادها فرانكو (القوات الفاشية اليمينية التي انقلبت على الحكومة) السلاح لمواجهة دبابات T-26 الروسية التي قدمها الاتحاد السوفييتي للحكومة اليسارية، وحققت بعض النجاح.

ثم تم استخدام قنابل المولوتوف في حرب شتاء عام 1939، عندما غزت روسيا فنلندا. كانت أهداف الفنلنديين أيضاً هي دبابات T 26 السوفييتية، والتي ثبت أنها معرضة للخطر من قبل هذه القنابل، كما كان حدث في إسبانيا بسبب بعض الإخفاقات الأساسية في تصميمها.

ضرب المدافعون الفنلنديون ما يقرب من 2000 دبابة روسية خلال الغزو السوفيتي، وبحسب ما ورد دمر نحو 400 من هذه الدبابات بالنيران، معظمها بواسطة قنابل المولوتوف.

وكان الفنلنديون هم الذين أطلقوا على هذا المزيج اسم “كوكتيل أو قنابل المولوتوف” خلال حرب الشتاء التي انتهت بهزيمة جزئية للروس، ونجاة هذا البلد الصغير من الوقوع فريسة للاحتلال الروسي، حتى لو فقد بعض أراضيه.

قنابل المولوتوف
أوكرانيا تدرب مواطنيها على استخدام قنابل المولوتوف/رويترز

كان هذا الاسم الذي أطلقه الفنلنديون إشارة ازدراء لوزير الخارجية السوفييتي فياتشيسلاف مولوتوف، الذي كان أحد مهندسي ميثاق “مولوتوف-ريبنتروب” الموقع في أواخر أغسطس/آب 1939، والذي تقاسمت به ألمانيا النازية والاتحاد السوفييتي بولندا وسمح للسوفييت بمهاجمة فنلندا.

جاء أصل الاسم رداً على الدعاية التي أطلقها مولوتوف خلال حرب الشتاء، وبشكل أساسي إعلانه على إذاعة الدولة السوفييتية أن عمليات القصف فوق فنلندا كانت في الواقع شحنات غذائية إنسانية محمولة جواً لجيرانهم الجائعين.

نتيجة لذلك، أطلق الفنلنديون ساخرين على القنابل العنقودية السوفييتية “سلال خبز المولوتوف” في إشارة إلى نشرات مولوتوف الدعائية. عندما تم تطوير الزجاجة الحارقة المحمولة باليد لمهاجمة الدبابات السوفييتية وتدميرها، أطلق عليها الفنلنديون اسم “كوكتيل المولوتوف”، للتندر بأنه “مشروب يرافق طرود طعام مولوتوف”.

وخلال الحرب العالمية الثانية، في إطار استعدادات بريطانيا لمواجهة غزو ألماني محتمل، أعدت لندن حملة لتدريب مواطنيها على استخدام قنابل المولوتوف لمواجهة المدرعات الألمانية.

هل تستطيع تدمير الدبابات الروسية الموجودة في أوكرانيا حالياً؟

وبينما أظهرت قنابل المولوتوف قدرات كبيرة ضد المدرعات السوفييتية في إسبانيا وفنلندا في ثلاثينات القرن العشرين، ولكن منذ ذلك الحين، أصبحت المركبات المدرعة والدبابات أهدافاً أكثر صعوبة بالنسبة إلى قنابل المولوتوف، حسب تقرير مجلة Forbes.

إذ تحتوي معظم الدبابات والعربات المدرعة على أنظمة حماية (نووية، كيميائية بيولوجية وإشعاعية)، تحميها تماماً من الغلاف الخارجي، والعديد منها أيضاً لديها أنظمة إخماد حريق أوتوماتيكية.

ولذا بعيداً عن الدعاية على الإنترنت، تعرف الحكومة الأوكرانية بالطبع كل هذا، وينعكس ذلك في الإرشادات التي وزعتها لطرق استخدام قنابل المولوتوف والتي تركز على مركبات مصفحة من أنواع محددة، وليس الدبابات أو آليات المشاة القتالية (عربات مدرعة مجنزرة أقل قليلاً في تدريعها من الدبابات، مما يجعلها أهدافاً صعبة مثل الدبابات إلى حد كبير).

فهناك توجيه حكومي أوكراني يركز مثلاً على استخدام المولوتوف ضد حاملة أفراد مدرعة روسية من طراز BTR وهي مركبة خفيفة التدريع وتكون في الأغلب غير مجنزرة، وتستخدم بالأساس لنقل الجنود، وهي مجهزة للمعارك الخفيفة فقط لأنها يمكن استهدافها بالأسلحة الرشاشة و”الأر بي جي” نظراً لضعف تدريعها وتحركها على عجلات مطاطية.

التوجيهات الحكومية الأوكرانية تركز على استخدام المولوتوف ضد حاملات الأفراد المدرعة الروسية مثل طراز BTR/ويكيبيديا

وحتى مع مثل هذه المركبات فإن قنابل المولوتوف لن تدمرها، ولكن هناك عدة طرق أخرى لتوظيف هذه القنابل يتم من خلالها إلحاق الأذى بالجنود داخل مثل هذه المدرعات وحتى المركبات الأشد تدريعاً.

إذ يفضل سائقو المركبات المدرعات والقادة التجول وفتحات عرباتهم مفتوحة كلما أمكن ذلك، لأن الفتحة المفتوحة توفر رؤية أفضل ووعياً عاماً أفضل بكثير من الرؤية المحدودة للغاية من خلال المناظير ومساحات الرؤية الداخلية.

إن إجبار الجنود على إغلاق النوافذ بسبب الخطر المستمر لهجمات قنابل المولوتوف يقلل بشكل كبير من قدرتهم على اكتشاف التهديدات الأكثر خطورة والتعامل معها.

ستؤدي ضربة زجاجة مولوتوف أيضاً إلى تقليل الرؤية من المركبة إذا واجهت سحابة كثيفة من الدخان، وهو أحد أسباب المواد المضافة لقنابل مولوتوف مثل المطاط. 

من الصعب تعمية قائد مثل هذه المدرعات تماماً نظراً لوجود أجهزة رؤية متعددة، ولكن العديد من الضربات سيكون لها تأثير تراكمي.

في العديد من الصراعات السابقة، استخدم الثوار مثل هذه التكتيكات للاقتراب بدرجة كافية من المدرعات لتعطيلها عن طريق وضع الحواجز في المسارات أو غيرها من الأساليب المماثلة. ولا يزال هذا ممكناً، ولكنه يتطلب شجاعة ومهارة هائلة. بشكل أكثر واقعية، حسب المجلة الأمريكية.

المولوتوف يمكن أن يمهِّد للأسلحة القاتلة فعلاً للدبابات

وتعتبر المركبة المدرعة العمياء جزئياً الواقعة تحت الحصار هدفاً أسهل بكثير للفرق المضادة للدبابات المسلحة بقذائف آر بي جي أو غيرها من الأسلحة الموجهة التي يتم توفيرها الآن لأوكرانيا من قبل الغرب.

أي أن استخدام قنابل المولوتوف في الأغلب لن يدمر الدبابات الروسية، لكنه يسهل الظروف لحاملي الصواريخ المضادة للدبابات لاستهدافها.

ويساعد على ذلك أن المولوتوف سلاح شبه حربي، من يستخدمه يصبح في حالة وسط بين المقاتلين والمحتجين.

وبالتالي قد تؤدي طبيعة مستخدمي قنابل المولوتوف وظروف استخدامها في المدن إلى تردد الجنود الروس في استخدام النيران بقسوة ضد المهاجمين. 

وإذا فعلوا ذلك ستتحدث وسائل الإعلام الأوكرانية والغربية عن وحشية قادة الدبابات الروسية الذين يستخدمون مدافع الدبابات ضد المحتجين غير المسلحين، وبالتالي يكون ذلك مكسباً معنوياً للأوكرانيين.

كما سيكون لقنابل المولوتوف تأثير على الروح المعنوية الروسية، وتجعل من الصعب عليهم رؤية ما يحدث في الشوارع. وأي هجوم مولوتوف يمكن أن يكون بداية لكمين أكثر خطورة، حيث يعمل اللهب والدخان القريبان من الدبابة أو المدرعة على تشتيت الانتباه بينما يقف جندي أوكراني على مرمى البصر بسلاح مضاد للدبابات.

في الوقت نفسه، لزجاجة المولوتوف تأثير معنوي مهم. بتسليح أنفسهم يصبح الناس جزءاً من النضال الوطني. إنهم ليسوا ضحايا بل مقاتلين، حسب المجلة الأمريكية.

لن تدفع قنابل المولوتوف وحدها الروس إلى التراجع. لكن هذا السلاح المتواضع محلي الصنع إذ انتشر بين المقاومين في كل مكان يمكن أن يظل له مكان حتى في حرب القرن الحادي والعشرين كجزء من فريق أكبر لمواجهة الدبابات.

عيوب الدبابات الروسية التاريخية

كما سبق الإشارة يهيئ استخدام قنابل المولوتوف ظروفاً أفضل لحاملي الصواريخ المضادة للدبابات المحمولة على الكتف.

ولقد زود الغرب ولا سيما الولايات المتحدة أوكرانيا بأعداد هائلة تقدر بالآلاف من هذه الصواريخ وأشهرها الصاروخ جافلين الأمريكي المشهور بدقته وسهولة استخدامه مع تدريب قليل.

وما زالت أخطر أيام هذه الصواريخ على الدبابات والمدرعات الروسية لم تأتِ بعد.

فهذه الصواريخ تكون أكثر خطورة داخل المدن، فخارج المدن يسهل رصد حامليها، الذين سيجدون صعوبة في الاختباء في بلد سهلي مثل أوكرانيا، حيث يمكن رصدهم من قبل الدبابات أو الطائرات أو حتى الجنود المعادين.

ولكن داخل المدن، يسهل لحاملي الصواريخ الأوكرانيين الاختباء في بنايات أحيائهم التي يعرفونها جيداً، وإطلاق الصواريخ من مسافات قصيرة دون أن يراهم الروس.

غروزني تحمل أخباراً سيئة للروس والأوكرانيين على السواء

الروس أنفسهم استخدموا هذه الأساليب في مدينة ستالينغراد في المعركة الشهيرة ضد الألمان خلال الحرب العالمية الثانية التي تحمل اسم المدينة.

ولكنهم عانوا من ستالينغراد الخاصة بهم في غروزني، في حرب الشيشان الأولى حيث تعرضت الدبابات الروسية لمذبحة حقيقية بواسطة المقاتلين الشيشان الذين كان كثير منهم محاربين قدامى في الجيش السوفييتي في أفغانستان.

كانت إحدى المشكلات التي اكتشفها الروس في حرب غروزني أن زاوية حركة مدفعية الدبابات قصيرة، وبالتالي لا تستطيع استهداف أعلى أي مبني من مسافة قصيرة، وأحياناً كان قائد الدبابة يرى مصدر التهديد في الأدوار العليا ولا يستطيع قصفه بمدفع الدبابة الرئيسي.

لماذا تبدو الدبابات الروسية ضعيفة وصغيرة مقارنة بالدبابات الغربية؟

إذا كانت الدبابات بصفة عامة ضعيفة في حرب المدن خاصة أمام مثل هذه الصواريخ، فإن الدبابات الروسية أكثر ضعفاً من نظيراتها الغربية.

فالفلسفة السوفييتية للدبابات خلال الحرب الباردة قامت على إنتاج أعداد هائلة من الدبابات التي هي أخف وزناً وأقل تدريعاً من نظيراتها الغربية ولكن أكثر عدداً بشكل كبير

فارق الوزن، وصل إلى درجة أنه يعتقد أن الدبابات السوفييتية قادرة على عبور العديد من الجسور في أوروبا التي لا تستطيع الدبابات الغربية المرور عبرها بسبب وزنها الثقيل.

كانت خطة السوفييت أن يجتاحوا أوروبا بعشرات الآلاف، ولأنهم تقليدياً، أقل اهتماماً بسقوط ضحايا حتى في صفوفهم، فقد رأوا أن العدد الضخم كفيل بتحقيق المهمة، حتى لو سقط عدد كبير من الضحايا في صفوف جنودهم.

كما أن الدبابات الروسية أغلبها يعاني من عيوب في أماكن تخزين الذخيرة، وتقنيات الرؤية والتعمية، إضافة إلى أن محاولتهم لإنتاج دبابة سريعة مثل الدبابة “تي 80” (T-80) التي تعمل بمحرك توربيني بهدف اجتياح أوروبا بسرعة، تحولت لكارثة في حرب الشيشان الأولى، حيث كانت أسرع في الانفجار عند تعرضها للهجوم بسبب المحرك وضعف تدريعها لتكون خفيفة الوزن.

عوَّض الروس فشلهم في حرب الشيشان الأولى، بتدمير غروزني تماماً في حرب الشيشان الثانية قبل اقتحام المدينة.

كان أوضح نموذج لضعف الدبابات الروسية أمام نظيراتها الأمريكية تحديداً، في حرب الخليج عام 1991 (حرب تحرير الكويت) حيث دمرت الدبابات الأمريكية إبرامز الدبابات السوفييتية (ومنها دبابات T-72) التي يمتلكها العراق، دون أن تلحق بها خسائر تذكر، يقال إن هذه الحرب كانت درساً قاسياً للروس وتلامذتهم الصينيين، وإنهم حاولوا معالجة هذه المشكلات.

بطبيعة الحال أنتج الروس أنواعاً أحدث من الدبابات مثل الدبابة تي 90، ولكنها تظل مجرد تطوير للدبابة الرئيسية لدى الروس تي 72 والتي تعاني من المشاكل المشار إليها، ولم ينتج الروس أعداداً كبيرة من تي 90 حيث فضلوا انتظار الدبابة الشهيرة أرماتا والتي يقال إنها أكثر دبابات العالم تطوراً، وإنها تلافت كل العيوب التاريخية في الدبابات الروسية، ولقد دخلت الأرماتا الخدمة بأعداد قليلة، مما يجعلها غير مؤثرة.

وبالتالي فإن خليط الإرباك الذي قد تحدثه قنابل المولوتوف، مع الأعداد الهائلة من الصواريخ الغربية المضادة للدبابات في أيدي الجيش الأوكراني والمدنيين، إضافة للطبيعة الصعبة المتأصلة في حروب المدن، والعيوب الهيكلية للدبابات الروسية، قد تعني أن الروس لديهم جولة صعبة في المدن الأوكرانية.

المصدر
عربي بوست
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى