حقاً هزلت

بسم الله الرحمن الرحيم
حقاً هزلت

ضيف الله قبيلات
أختلف نمط #الحكم_الاموي جذرياً عن #عهد_النبوة و #الخلافة_الراشدة .. فجعلوا الحكم مُلكا وراثياً مما حرم الأمة من حقها في #حرية_التغيير و #الشورى ، وكان لذلك مردود سيء على حال الامة بأسرها فأصبحت بلاد #المسلمين مرتعاً للفساد و الفرقةِ و الاختلاف و النزاع .
ومن الامثلة الحية الشجاعة ذات الاثر البالغ في التغيير و الإصلاح وهو واجب كل مخلص غيور مثل عمر بن عبد العزيز الذي كان مولده 61 هجريا بحلوان في مصر إذ كان أبوه عبد العزيز بن مروان واليا عليها و أمه ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب و ليلى هي بنت الفتاه الهلالية التي رفضت ان تغش بخلط الحليب بالماء التزاماً بأمر أمير المؤمنين فخطبها عمر لولده عاصم يومئذ .
نصح العالم رجاء بن حيوه الخليفة سليمان بن عبد الملك أن يخالف العاده التي درج عليها ملوك بني أمية بتولية أحد أبنائه الخلافة وأن يولي عمر بن عبد العزيز بدلاً منه لكن سليمان بن عبد الملك خشى ان لا يقبل أولاده و أعمامهم فلا بنفذون وصيته ودراءاً للفتنة سمى أحد اولاده من بعد عمر فكتب ( بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتاب من سليمان بن عبد الملك لعمر بن عبد العزيز .. إني قد وليتك الخلافة من بعدي و من بعده يزيد بن عبد الملك ، فاسمعوا له و اطيعوا و اتقوا الله ولا تختلفوا فيُطمع بكم ) ، ثم جمع أولاده و خاصته و طلب منهم ان يوقعوا على هذا الكتاب المختوم و يبايعوا و أبقى الكتاب مختوما موقعا مع رجاء بن حيوه بعلمهم .
عندما توفي الخليفة سليمان بن علد الملك جمع رجلء بن حيوه أهل بيت سليمان و خاصته في مسجد دابق و قرأ الكتاب عليهم .. فتغيرت وجوه بني مروان .
ذهب رجاء بن حيوه إلى دار عمر بن عبد العزيز ليبلغه الخبر و يأتي به لأخذ البيعة و الصلاة على الخليفة المتوفي .
أسرع صاحب الشرطة بخيله و رجله الى دار عمر بن عبد العزيز ليسير بين يديه بالحربه على عادته مع لوك بني أمية فقال له عمر :” مالي ولك ؟! تنح َّ عني ، ما انا إلا رجل من المسلمين ” ثم سار الى المسجد وقد اجتمع الناس و صعد المنبر فحمد الله تعالى و أثنى عليه وصلى على نبيه صلى الله عليه و سلم ثم قال : ” ايها الناس إني قد ابتليت بهذا الامر من غير رأيٍ كان مني فيه ولا طلبتةٍ له ولا مشورةِ من المسلمين و إني قد خلعت ما في أعناقكم من بيعتي فاختاروا لانفسكم “.
أجمع المسلمون في كل الامصار على البيعة لعمر بن عبد العزيز إلا بني مروان قد بايعوا كارهين لانهم بعلمون ان عمر سينظر في المظالم بالحق و العدل و سيعيد الأراضي التي اقتطعوها بكتب موقعة من الخليفة .
سنتان و خمسة أشهر فقط هي مدة خلافة عمر بن عبد العزيز التي عم فيها العدل و الخير كل بلاد الملسمين حتى فاضت الخيرات فتعدى عدله كفاية الناس حاجاتهم الى شعورهم بالقناعة و الكرامة حتى لم يجد عمر من يأخذ الزكاة فأمر بتزويج من كان من الشباب في سن الزواج .
أكرم العلماء و الفقهاء حتى يتفرغوا لتأدية رسالتهم في إرشاد الناس و تفقيههم بدينهم .جعل لكل أعمى قائدا يقوده الى المسجد و يقضي له حاجاته وقد قالوا رأينا الذئاب ترعى مع الاغنام لا تضرها إلا ما يلقى اليها .. فقلنا سبحان الله ذئب مع غنم لا يضرها فقال الراعي :إذا صلح الرأس فليس على الجسد بأس ، و لهذا سمي عمر بن عبد العزيز الخليفة الخامس .
كانت البلاد التي يحكمها عمر بن عبد العزيز في خلافته أوسع ربما مرتين من التي يحكمها الزعماء العرب جميعا الآن .. و حكم فيها عمر سنتان و خمسة أشهر فقط فملأها عدلا و خيراً .
ترى ما بال هؤلاء الزعماء العرب يحكم الواحد منهم بقعةً صغيرة لمدة عشرة أعوام أو خمسة عشر عاماً و بعضهم عشرين عاماً فيملأها فقرا و قهراً و جوراً و جرائم و دعارة و فسقاً و فجورا و عمالةً للموساد و خضوعاً لليهود و ضياعاً للمقدسات ..ألا يستحون على أنفسهم أو يستحون على أسمائهم التي يضعون أمامها سيلاً من ألقاب التفخيم و بعدها سيلاً من مفردات التعظيم. .. حقاً هزُلت .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى