لبستني وطنية وشلحتني البنطلون / علي الشريف

لبستني وطنية وشلحتني البنطلون
علي الشريف
لو اردنا ان نتكلم عن حكايات نمر بها يوما لربما من بعضها اغرقنا في البكاء ومن بعضها الاخر افرطنا بالضحك الهستيري ولكننا في بعض الاحيان نمر منها وكان الامر لا يعنينا ولا يهمنا بشيء.
ولان هذا الواقع الذي نعيشه بات مزريا حد الثمالة فلربما يكون الكلام خطيئة كبرى ان تكلم احد ولربما يكون الصمت خطيئة اكبر لانه يعطي المجال لبعض الذين غرقوا في وحل عقولهم ان يهرفوا بما لا يعرفوا حتى ان البعض بات يقيم حكومات ويستشرق المستقبل حسب مخيلته.
دعونا نترك الكلام فالحديث ان كان في السياسة فانه متعب وان كان في الاقتصاد فانه ممل وان كان في الرياضة فانه مقرف حد الغثيان وان تحدثت عن بعض الاقارب فانك ستغوص في وحل الخطيئة حد الكفر ولذا دعوني احدثكم اليوم عن قصة بنطلوني .
بالامس كنت مارا في السوق لفت انتباهي حجم التنزيلات وحجم العروض والاسعار خصوصا على البضائع التركية التي باتت الاكثر شهرة ورغبة عند الناس ومن فرط انشداهي بالامر قررت ان اغامر واشتري بنطلون جديد لان اخر بنطال لبسته كان ايام العيد الصغير.
دحلت للمحل استقبلني الموظف بما لذ وطاب من الترحيبات والكلام المعسول قلت له اريد بنطولون لون اسود ولم يتاخر احضر طلبي وقال لي نصيبك اخر واحد ثم طلب مني ان اشلح.
دخلت الى غرفة القياس وعليم الله كانت رائحتها تكاد تقتل فاخر شخص دخلها ربما لم يغسل قدمية من ثلاثة اشهر واكثر المهم شلحت ولبست بلمح البصر وخرجت ليراني الموظف.
وبلش القالب غالب ..يخزي العين .لابسك لبوس … صدقني نصيبك واخر قطعة تركي بالمحل طبعا انحنى لياخذ مقاس الطول وانا كنت لا زلت اشعر اني بغيبوبه من رائحة غرفة الملابس .
طلب مني ان اخلع البنطلون يا للهول ساعود للدخول الى غرفة المقاس ولنقس الرائحة دخلت شلحت ولبست وخرجت اكثر اختناقا لتبدا رحلة المعاناة مع السعر.
اه يا معلم قديش السعر
الموظف :25 دينار لعيونك
انا: يا رجل قول وغير هيك كثير
هو : والله تركي واخر قطعة والتالي للغالي:
انا يا عم ما بزبط معي هيك انا اكثر من عشرة ما بدفع:
– قول وغير بخسر هيك والله العظيم راس ماله علينا 22 بحسبك اياه براس المال
– ومنه كلمه ومني كلمه حتى استطعت ان انتصر عليه واتحصل على البنطلون التركي باثني عشر دينار والتقصير عليه.
– اخذته وغادرت منتشيا بالنصر وبتحقيق سعر خيالي وباشفاء غروري بانني قد تحصلت على قطعة ممتازة بسعر جيد ..دخلت البيت فقلبت البنطلون ذات اليمين وذات الشمال لاجد النمرة التي عليه تتحدث بانه صناعة اردنية والبضاعة التي تباع لا ترد ولا تستبدل.
– خوزقني ابن الحرسة باعني بنطلون سعره 5 دنانير بضعف السعر وانا اخر انشكاح وشعور بالنصر حتى هزمني بورقه صغيرة في عقر بيتي.

قصة البنطلون تماما مثل السياسة تجعلك غاليا وفي الحقيقة انت ارخص ما لديها…. ومثل الاقتصاد تعتقد انك وصلت مرحلة سداد المديونية تدفع ومن ثم تجد انها زادت ومثل الرياضة تشتري المحترف على اساس انه مهاجم فتجده يلعب مدافع وهو مثل القرايب كلما حاولت ان ترفعهم يدفعونك للسقوط.
وفي خلاصة الامر انا مثل الشعب والبياع مثل الحكومة خنقني بغرفة القياس وقال لي ان القالب غالب غالب وخزاة العين ولبيس وجنتل واوهمني انه يقدم لي افضل منتج وفي النهاية لبسني خازوق اطول من البنطلون الحكومة لبسني وطنية شلحني البنطلون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ذكرني هذا الموضوع….بخازوق كنت على وشك ابتلاعه…وملخصه ما يعرف بالتسويق الشبكي…حيث اقنعني احد الاشخاص لحضور دعوة في احد الفنادق..وهي دعوة مبطنة بفرصة عمل…وملخص الموضوع اني يجب ان ادفع 800 دينار لشراء مجموعة من المكملات الغذائية ومواد التجميل والتخسيس ولعانة الحرسي…واطل علينا في هذه الندوة مجموعة من ما يسموا انفسهم بخبراء التنمية البشرية, وتتلخص دعوتهم بشراء منتجات غالية الثمن واستخدامها ومن ثم شراء مجموعة اخرى وبيعها واقناع خمسة اشخاص ليتورطوا بنفس الورطة وهكذا ….حتى اصل الى الثراء واستخدام الناس الاخرين ليعملوا لي……الحمد لله نفدت بريشي….الله يعين الذين تورطوا….وعسى الحكومة تنتبه لرعاياها لكي لا يتورطوا بمثل هذه الطرق الاحتيالية…….

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى