
حنين القرية
في جعبتي
اليوم حنين لقرية لبلده جميلة لربيع لعكوب وخبيزة وشماليخ لصياح ديك وزقزقة عصافير لنومه تحت سنديانة لرائحة الربيع من زهر ليمون ونرجس ومنثور لهواء نقي يزيل سواد الأخبار وضباب المدينة وأفران الطابون تنادي الصباح وتغذي الأنفس لعيون ماء ونبعات حيث شبابة الراعي ومواويل وعتابا وجرار الماء وجميلة ترد عيون الماء ويبدأ الحبيب يرسل حمامه الزاجل رسائل للحبيبة ويعدها بجاهة يطلبها زوجة فمن نبع الماء ومن صوت الخرير تزداد دقات القلب سرعة وحنو. نعم في جعبتي حنين لوهج القرية وكبارنا وتاريخنا وللعقود والكروم وكواير القمح والبيادر وعراس القرية والدبكة والفرس والسيف والترس وغناء تلولحي يا دالية / وشامم ريحة حندقوق / ويا لقاطات العكوب / وعريسنا زين الشباب / وهيه هيه يا ظالمني / وجمال الربيع المتدلي من زيزفونتها وزهراتها وورداتها وحكاياتها …حتى حكايات جداتنا كانت حلوة…حتى روايات الضبع كانت جميلة… وسواليف ونكات وألقاب وحارات حارة تحتا وحارة فوقا ورائحة القهوة على الفحم وهي تتحمص ورائحة تتن وصورة لقداحة على الكاز ترفض أن تطلق نارها برغم عدد المرات التي يكبس عليها وغربال قمح يزيل الزوان والشيلم ورائحة السمن البلدي والتي توضع على خبز شراك ساخن يرش عليه قليلاً من السكر ولا دونات هذه الأيام دوناتنا كانت تسمى لزاقيات . وتعاليل ليلة مع شجو ربابة وسراج يضىء ليل السهر . في جعبتي حنو لحكايا القرية والجدات لرذاذ بئر ماء لكروم عنب ورائحة لزاب لسهول خضراء ومقاثي ورائحة هويسة حمص وفريكة من يعيد لنا حلاوة قريتنا من يمنع الأسمنت أن يغزوها قريتنا في طعم ماءها حكايات ومن بيادرها كنا نجني الذهب والعبير وتزودنا بحنو وحنين …