الأستاذ عبدالرحمن الدويري يكتب: بيان وشكر وعرفان

بيان وشكر وعرفان
“ولولا رهطك لرجمناك”
مع يقيننا بأنَّ أقدارَ اللهِ -عز وجل- من خيرٍ وشرٍّ، جاريةٌ في الخلائقِ، بأفعالِ الخلائق، فقد طالتني وسبعةً من الأخيارِ الشرفاء –كما ظهر لي منهم- ولم تكن تربطني بهم علاقة مسبقة مطلقا، طالتنا يدُ الظلمِ، بتهمةٍ مُعلّبةٍ جاهزة، لإسكاتِ كلِّ صوتٍ يذُبُّ عن الحقِّ، ويُنبّهُ الخَلقَ لِحقوق الخَلق، أدخلتنا وأهلًنا، وكل الأحرار، في محنةٍ قاسيةٍ، قرابة شهر من الزمنِ، تنقّلنا خلالها بين ثلاثة سجون، ثم جاءتنا بشائره سبحانه بكشف الغُمّة، ورفع الكُربة، وإنهاء المظلمة بحق الشرفاء، بفضل من اللهِ وحدة لا شريك له، فإنني من هنا أحب أن أُأَكِّد على ما يلي:
أولا: أن تكميمَ الأفواه، وقمع الحريّات، واستهداف النخب الفكرية والاجتماعية، وإرهاب الناس، لا يُنهي أزمة الوطن، ولا يُخرجه من محنته، ولا يُعالج مشكلاته، بل يضاعفها، ويعاظمها لما هو أسوأ -لا قدّر الله- وهو ما لا يتمنّاه أحد، من النظام ومسؤوليه، ومن النشطاء السياسيين، والنّخب الفكرية، ومن عموم الشعب المسحوق، تحتَ وطأة الحاجة والتضليل، وإنما ًيُنهيها الحركة الرسمية الجادّة، بالاتجاه الصحيح، في المستوى الإداري بكل مناحيه: السياسية والاقتصادية والقانونية، بشكل موضوعي عادلٍ، بعيدا عن التدليس، أو الانتقاء، أو التحريف.
ثانيا: أن إدراك خطورة المرحلة، وحجم التحولات السياسية، والاجتماعية، والنقلة الهائلة بتكنولوجيا المعلومات، وما رافق ذلك من وعي عام بالحقائق، توجب على حكوماتنا، أن تراجع نهجها الذي اعتادت عليه في سياسة الناس، وتسيير الأمور، وأن لا تُطيل دفن رأسها في الرمال، والإغماض عن الواقع الصادم، الذي صنعته سياسات الحكومات المتعاقبة، لما لهذا النهج من آثار سلبية خطيرة على الوطن كله: نظامه ومؤسساته.
ثالثا: أنّ حاجتنا لمؤسساتنا الأمنية الأمنيّة بكل أجهزتها، والقانونية والقضائية بكل كوادرها، حاجة ماسة وضرورية، لا تستقيم حياة الناس دونها، وأن دعمها وتعزيزها، واجبٌ شرعي ووطني ناجز، لا يحتمل التأجيل، لكن على قاعدة العدل المطلق، والاحترافية والمهنية، والتجرد الكامل، والاستقلالية التامة، بعيدا عن التسييس أو التداخل أو التّدخُّل في الصلاحيات بالانتقاص منها، أو الإلغاء والتعطيل من أيّ جهة، وبأي صورة من الصور.
رابعا: أنني وأسرتي الصابرة، وأبناء العمومة، نقفُ شاكرين ومقدرين ومثمّنين، جهودَ كلِّ الأخيارِ، لوقفتِهم ومؤازرتهم وتعاطفهم، مِن كل أرجاء الوطن وخارجه، سواء بالسؤال، أو الاتصال، أو السعي، أو الكتابة والنشر، أو الاجتماع في ديوان العشيرة، والوقفات المتعددة، أو التهنئة بالسلامة بعد الإفراج، بالحضور الشخصي، أو بالمهاتفة، خاصا بالشكر عشيرتي الصغيرة “آل الدويري” الكرام جميعا، في كلِّ مدن المملكة وخارجها، وأهلي وعشيرتي الكبيرة، من أهالي بلدة “كتم” الكرام، وعشائرها، وبيوتاتها الشريفة، بلا استثناء، على ما حاطوني به من التفاف، واحتضان، ومعاضدة، ومناصرة صادقة، ومعهم كل إخواني في الحركة والحزب، والأخوات الفاضلات، وشرفاء الوطن وأحراره، متحاشيا ذكر الأسماء لكثرتها، كما أشكر هيئة الدّفاع الكريمة، ونواب التحالف والوطني للإصلاح، والصحف ووسائل الإعلام المحلية، والمنظمات الإنسانية الدولية لحقوق الإنسان، في وقفة لا تُستغرب من أمثالهم، وكلهم رهطي وعشيرتي، ملتمسا العذر للذين حالت ظروفهم دون ذلك، أو المخالفين في تحليل الموقف، لأن هذا حقهم الخالص، ضمن دائرة الحرية في الرأي والتعبير، الذي نناضل من أجل تثبيته ليكون نهجا عاما، يحكم العلاقة بين كل مكونات المجتمع.
شكرَ الله لكم، وبارك بكم جميعا، وحمى الله الأردن حرا مستقلا وآمنا بإذن الله تعالى.
a_dooory@yahoo.com
11/ 2 /2017م
أ. عبدالرحمن الدويري

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى