” حرب إستنزاف متصاعدة “
مهند أبو فلاح
أسبوعان انقضتا على بدء الحرب الروسية الأوكرانية و الرؤية اتضحت لدى العديد من الخبراء العسكريين المراقبين لهذا الصراع المسلح الدامي بما يؤشر إلى أن الأمور قد أخذت منحا تصاعديا لجهة استنزاف القوات المسلحة الروسية و استدراجها إلى معركة طويلة الأمد وفقا لمخططات غربية موضوعة سلفا .
المخططات الغربية تتطلب توفير أسلحة نوعية للقوات الأوكرانية من قذائف صاروخية مضادة للدروع و الطائرات على حد سواء و هذا ما تكفل به حلف شمال الأطلسي ” الناتو ” منذ اللحظة الأولى لاندلاع النزاع مراهنا على إمكانية تحويل اوكرانيا إلى مستنقع موحل لسيد الكرملين ” فلاديمير بوتين ” .
المستنقع الموحل لقيصر موسكو الضابط السابق في جهاز الكي جي بي لا يتطلب في نظر الدوائر الغربية مجرد توفير العتاد الحربي المتطور للقوات النظامية الأوكرانية بل إمدادها بأعداد كبيرة من المتطوعين إن جاز التعبير أن لم نقل المرتزقة من المقاتلين المحترفين الخبراء في حرب العصابات و القادرين على تمريغ انف الروس على غرار ما أصابهم خلال حرب أفغانستان في الربع الأخير من القرن الماضي و هذا مؤشر آخر على تصاعد وتيرة الاستنزاف الغربي المدروس بعناية للدب الروسي .
الدب الروسي الذي يعاني الأمرين الان في ساحة القتال الأوكرانية رغم تمتعه بتفوق ناري كاسح في مواجهة الجيش الأوكراني و ممارسته لسياسة الأرض المحروقة يسعى جاهدا و بكافة الوسائل و السبل لتحقيق انتصار سريع بأقل قدر ممكن من الخسائر البشرية لكنه اصطدم فعلا بمقاومة عنيفة شرسة حتى هذه اللحظة أربكت كافة حسابات الرئيس الروسي و جعلته في موقف محرج أمام الرأي العام المحلي في بلاده في ظل استنزاف اقتصادي لا يقل خطورة عن الاستنزاف العسكري من خلال حزمة من العقوبات الاقتصادية الصارمة التي ألحقت اضرار بالغة بمعيشة الشعب الروسي و التي ستسهم في تأليب قطاعات واسعة من الشعب الروسي على بوتين على نحو يسهم في تقويض دعائم و اركان نظام حكمه على المدى المنظور إن لم يستطع إنهاء هذه الحرب بأقصى سرعة ممكنة حتى لو اضطره الأمر إلى تقديم تنازلات مؤلمة في سبيل الخلاص من كمين محكم تم نصبه بعناية لرجل طموح من طينة القيصر سيد الكرملين .