هناك قاعدة مُبسّطة تفترض أنه عند التحدث بشأن الراتب؛ دائماً ما يسعى أصحاب العمل لتوظيف أشخاص يعملون مقابل الحد الأدنى الممكن من الراتب، أما الموظفون فيرغبون في الوصول إلى أقصى راتب بإمكانهم الحصول عليه.
وهناك نماذج قليلة مذهلة من شركات تتصرف بصورة جيدة فيما يتعلق بارتفاع سقف الرواتب لديها، ولكن؛ وبشكل عام؛ يمكن القول بأن هذا يحدث في ظروف خاصة.
ولن تكون لديك أبداً القدرة للتفاوض بشأن راتبك من موقع القوة أكثر من ذلك اليوم الذي يخبرك فيه صاحب العمل أنك أنت المُتقدم الذي يرغبون في توظيفه.
ولكن كثيراً جداً ما يرتكب الناس بعض الأخطاء، وينتهي بهم الحال بأخذ رواتبٍ أدنى مما يستحقون؛ إليك أهم تلك الأخطاء التي عليك تفاديها، بحسب صحيفة Business Insider:
1- أن تذكر رقماً عندما يُطلب منك ذلك في المقابلة الأولى
عليك أن تترقب التساؤل بشأن توقعاتك عن الراتب في أول مقابلة هاتفية تُجرى لتقلّد أي منصب في تلك الأيام.
ولا يهم الرقم الذي ستذكره، فهو خطأ على كل حال! فإذا كان مبالغاً في ارتفاعه فإنك تُحفِّز صاحب العمل للبحث عن مُرشّح أرخص، وإن كان قليلاً للغاية فإنك تقلل بذلك من قدر مهاراتك وخبراتك.
إذا؛ ما عليك فعله هو توجيه المحادثة لتبتعد عن الراتب الذي تريده، والتركيز بدلاً من ذلك على قيمتك، والحاجة لاستكشاف مدى المُلاءمة، فربما تقول “إذا لم أكن أنا المُرشّح الملائم تماماً لتلك الوظيفة، فلا يجب عليك أن تقدم لي أي عروض مادية، إذاً فلنقرر الأمر أولاً”.
وإذا كان مُجرٍي المقابلة مُصراً على الأمر، فبإمكانك التحدث عن راتبك الحالي أو الرواتب التي كنت تتقاضاها خلال تاريخك المهني، قائلاً إن ذلك قد يُعد بمثابة إطار إرشادي بشكل عام، وفي الوقت نفسه، تأكّد من أن تشير إلى اختلاف تلك الوظيفة عن مهامك السابقة، وإلى فِهمك أنه بالمثل سيكون الراتب المُلائم لها مُختلفاً، ثم عد للتركيزعلى المهام والمهارات ذات الصلة والخبرات والتعليم.
2- أن تُعطي متوسطاً من (أ) دولاراً إلى (ي) دولاراً
من مُنطلق البحث عن وظيفة؛ فإن أي متوسط ستذكره سيكون بلا معنى، فصاحب العمل على الأرجح سيقول “إن كان هذا الشخص سيقبل بالمبلغ (أ)، فلماذا على أن أنفق المزيد عليه وأقدم أكثر من الحد الأدنى؟”
وبطبيعة الحال؛ أنت تفضل أن تحوز الحد الأعلى من المُتوسط الذي تذكره، ولكنك على الأرجح لن تراه إن كُنت على استعداد للعمل نظير مبلغ أقل منه!
3- أن تقبل “رقماً تقريبياً” من صاحب العمل قبل أن يُقدّم لك عرضاً
يحدث هذا عندما يقدم صاحب العمل راتباً أقل من الذي جرى المُناقشة بشأنه قبل إتمام العرض الرسمي، فإحدى الباحثات عن وظيفة تعرّضت لهذا الموقف مؤخراً، إذ قال لها صاحب العمل إن عرض العمل يأتي نظير مبلغ أقل بآلاف الدولارات من توقعاتها السابقة.
“هل هذا سيكون مقبولاً” كان ذلك هو التساؤل الذي قاله صاحب العمل، وشعرت أنها إن ضغطت أكثر في هذا الوقت، قد تخاطر بخسارة الوظيفة.
وكان عليها الرد بواحدٍ من هذه الردود:
“أشكرك لإخباري بما تفكر به بشأن الراتب، ولكني أرغب في التأكد من أن كلينا يلائم الآخر، قبل أن نقترب من تحديد أي رقم بوجه خاص، وبعد كل شيء؛ إن لم تكن هذه هي القضية؛ فالراتب يصبح قضية خلافية، أليس كذلك؟”.
أو “أقدِّر إخباري بشأن الراتب، هل بإمكانك أن تطلعني على معايير تقديرك وتحديد هذا الرقم؟”.
أو “أنت حقاً في المتوسط الصحيح، ولكني أتساءل ما إذا كانت هناك إمكانية لمناقشة هذا الأمر لاحقاً، وهل هناك ثمة مجال لتقديم أعلى من ذلك الرقم؟”.
فتلك هي النقطة: أنت لا ترغب في أن تكون سلبياً، وبالتأكيد لا ترغب في إغلاق باب العمل نظير هذا الراتب (إذا كنت مُستعداً لذلك، في الواقع)، ولكنك بالتأكيد ترغب في تحويل المحادثة إلى وقت تحوز فيه قوة أكبر.
وبينما قد يكون المبلغ المطروح نقطة افتتاحية للمناقشة حول الأمر من جانب صاحب العمل، قد يكون أيضاً أقصى ما يمكنه تقديمه، نظراً لمجموعة من العوامل الداخلية. وبدلاً من جلب أي رقم يبتعد عن الإطار الذي يتم مُناقشته، حاول معرفة المبرر الذي يعتقد لأجله صاحب العمل أن ذلك هو “الرقم الصحيح”.
وتأكد كذلك من أنك ترجع إلى متطلباتك، بتعبير آخر “هل هذا هو المبلغ الذي تحتاجه لنفقات الحياة”.
4- لا تبالي بالبحث عما يتقاضاه الآخرون نظير نفس الوظيفة أو أُخرى بمهام مُشابهة.
مالم تقم بالبحث، فكيف إذا ستعرف ما إن كان ما يُقدم إليك نظير العمل عادلاً وفي إطار السعر التنافسي؟ تحقق من مؤسستك المهنية كي تري ما إن كان لديهم مسح للرواتب بمقدورك الوصول إليه، واستشِر بعض المواقع مثل Salary.com، Glassdoor، PayScale، و CareerOneStop.
وبقدر ما ستحصل عليه من بيانات موضوعية تستند عليها، ستفهم في المقابل العرض العادل لك ولصاحب العمل، وعندما تقدم مسألتك بشكل هادئ ومعقول، فمن الأرجح أنك ستحصل على الراتب الأعلى الذي تستحقه بحق.