جُدُر إسرائيل.. عقلية “كنتونية” متجذرة بذريعة الأمن

سواليف
مع مباشرة سلطات الاحتلال الإسرائيلي أعمال بناء الجدار الأمني على الحدود مع الأردن، يتجلى مصطلح الفزّاعة الأمنية من جديد بعد أن كاد يصبغ مسار إسرائيل تاريخيا، وقد بدأت بإقامة ثلاثة جدر فاصلة بينها وبين الضفة الغربية، وآخر في هضبة الجولان المحتلة، والجدار الإلكتروني مع مصر.

كان بيان لوزارة الدفاع الإسرائيلية قد أكد بدء فريق من دائرة البناء والهندسة بوضع الأجزاء الأولى من الجدار الأمني على الحدود مع الأردن بهدف حماية الإسرائيليين من أي تهديد أمني قادم من الأردن.

عقلية الغيتو
يوضح الخبير الإستراتيجي والعسكري اللواء المتقاعد فايز الدويري أن العقلية الأمنية الإسرائيلية ليست بالجديدة على سياق البعد الإستراتيجي، وهي امتداد للكنتونات الإسرائيلية (غيتو) المتعددة التي أقامتها إسرائيل حول العالم.

الدويري: الجدر العازلة امتداد

ويضيف الدويري للجزيرة نت أن معظم الجدر الأمنية المقامة حاليا قديمة، لكن إسرائيل ترغب في تحديثها بما يتماشى وتطورات العصر.

وأوضح أن الجدار الأمني الفاصل بين الأردن وإسرائيل موجود منذ ما قبل اتفاقية وادي عربة الموقعة عام 1994، وكانت تعمد سلطات الاحتلال حينئذ إقامة سياج شائك وطريق ترابي خاص، وحقول مختلطة من الألغام ضد الأفراد والمركبات، ثم مناطق ومرابط خاصة لبعض الأسلحة الفاعلة.

وأضاف الدويري أن سلاح الهندسة في جيش الاحتلال يقوم بعمليات تمشيط حثيثة منذ احتلال الضفة الغربية، خاصة في المناطق التي يكون فيها احتمال التسلل “عاليا” وبدوريات متحركة وكمائن ثابتة، مشيرا إلى أنها تعمل الآن على تطويرها وفق منظومة دفاعية جديدة تلائم التحديات الراهنة.

من جانبه، أكد مصدر حكومي رفيع المستوى في الحكومة الأردنية على العقلية الأمنية لإسرائيل، واعتبر أن هذه العقلية “لن تجلب الأمن” لها، وإنما ستؤدي بالضرورة إلى “إحقاق العدالة للشعب الفلسطيني وإبرام السلام معه”، في حين لم يغفل المصدر الحكومي اعتبار ما قامت به سلطات الاحتلال يخص “شأنا داخليا لا سيما وأنه داخل حدودها”، على حد وصفه.
الجدار الإسرائيلي بالجولان المحتل (الجزيرة)

إشارات خطيرة
بدوره، كشف المحلل السياسي والمتخصص في الشأن الفلسطيني فايز رشيد أن عقلية إسرائيل الحالية تعتبر الأردن جزءا لا يتجزأ من أرض إسرائيل، إلى جانب كونه “وطنا بديلا” للفلسطينيين.

وأشار إلى أن مناقشة الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) مشروع قانون التسلل خلال الأسبوع الماضي ألمحت إلى خطورة عمليات التسلل من جميع الدول العربية بأسمائها، في حين أغفل المشروع تسمية الأردن صراحة، واكتفى بالإشارة لها بشرقي النهر، وما يحمله ذلك من إشارات تدل على اعتبار الأردن وطنا بديلا للفلسطينيين يسمح بترحيلهم إليه في أي وقت تعرضت فيه إلى مخاطر أو عقلية توسعية مستقبلية.

وأشار رشيد إلى كتاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “مكان تحت الشمس” الذي أشار صراحة إلى أن الأردن “اقتطع من أرض إسرائيل”، وأن إقامة جميع الجدر الأمنية تأتي ضمن هذه الخلفيات الأمنية، داعيا الحكومة الأردنية إلى عدم الثقة في أي معاهدات سلمية مع إسرائيل بما فيها اتفاقية وادي عربة.

وكان بيان صادر عن الحكومة الإسرائيلية أشار إلى أن الجدار الأمني على الحدود الأردنية يشمل طرقات جديدة وأبراج مراقبة حديثة ومراكز عسكرية تقنية متطورة، وسيمتد الجدار على مسافة ثلاثين كيلومتراً بين منتجع إيلات في أقصى جنوب إسرائيل ووادي عربة بتكلفة تقدر بخمسة وسبعين مليون دولار على أن تنتهي أعمال البناء نهاية العام الحالي على أبعد تقدير.

الجزيرة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى