جيل الشباب Z.212 بين الاحتجاجات الواقعية وتوظيفات الهاتف الخلوي التغييرية تساؤلا…؟

#جيل_الشباب Z.212 بين #الاحتجاجات_الواقعية وتوظيفات الهاتف الخلوي التغييرية تساؤلا…؟.
ا.د #حسين_محادين*
(1)
جيل Z.212 هو الذي يوصف بانه جيل الشباب الذي ولد مع بداية 1990اي مع ظهور العولمة باذرعها التكنولوجية والاقتصادية المعولمة ونهوض اتفاقيات حقوق الانسان الدزدولية في الدول النامية تزامنا مع تسيّد نظام القطب الواحد في عالم ما بعد الحداثة بقيادة امريكا وحلفاؤها الغربيون بدرجات متفاوتة.
(2)
هذا الجيل كان تأثيره السياسي والمطلبي واضحا في مسيرة الربيع العربي بالضد من انظمة رسمية اعتقدت انها مستقرة بحماية اجهزتها الامنية والعسكرية كما حصل في مصر، وتونس ، وليبيا مثلا، ولعل اللافت للراصد والمحلل الاكاديمي ،هو إعادة احياء وتأثير هذه الحشود الشبابية حاليا في احداث المملكة المغربية المفتوحة على كل الاحتمالات للآن..ولعل الاكثر فرادة هو تبني هذا الجيل”التكنولوجي” من الجنسين وعبر سلوكه الجمعي الذي اعلن سلمية الاحتجاجات وأنه بالضد من الصِدام مع السلطات الرسمية، اقول تبنيه لمطالب إصلاح كل نظامي التربية والصحة ابتداء ، وهذان العنوانان استقطبا جزء مؤثر من الشرائح الاخرى غير الشبابية كما تشير اخبار وتحليلات وكالات الاعلام العالمية.
(3)
من منظور علم اجتماع السياسة ولغايات الرصد والتحليل العلمي للكاتب، فأن احتجاجات هذا الجيل الذي تجمع وتحرك بصورة متنامية ودون إعلانه كحِراك عن عدم انتمائه لاي حزب كان، أو اية قيادة لحِركاته التي اندلعت في العديد من المدن في نفس التوقيت خالقا في هذه الحالة اللافتة ما يُعرف علميا ب”الضمير الجمعي” لهذه الحشود عبر توظيفهم التواصلي لحظيا للهاتف الخلوي والانترنت عموما ، إن مثل هذا النوع من الاحتجاجات يُشير الى ان ادوات وبداية الحركات المطلبية انما يشير علميا لإحتمالية ظهور العدوى الاحتجاجية في مناطق اخرى يجب الانتباه اليها والتفكر بفرادتها خصوصا وان الذاكرة الجمعية العربية تحديدا يمكن ان تستدعي في لحظة سيكولوجية/اي نفسية، ما تحقق من تغييرات او نجاحات شبابية منذ عام2011 “بداية الربيع العربي الذي ربما مازال مستمرا ” وما بعدها في دول عربية كأحتمال وارد علميا.
(4)
يخطئ من ينظر الى ان شعبية انتشار ورخص اسعار الحصول والتداول العام للادوات التواصلية التكنولوجية بانها محايدة خصوصا وان واحدا من اهداف العولمة السياسية هو تعميم” الرقمنة” بكل عناوين الحياة خصوصا وان اسرائيل قد وظفت هذه التكنولوجيا لاغراض عسكرية تجسسية وتوسعية للافكار المختلفة وعلى حساب البلدان والحركات المسلحة التي تعاديها كدولة محتلة ، وما تفجيرات البيجر او غيره من ادوات التكنولوجيا كمثال في الحرب مع ايران عنا ببعيدة..
ان عودة ظهور تأثيرات هذا الجيل الذي يشكل النسبة الكبرى من سكان بلداننا العربية انما يثير الكثير من التساؤلات والاحتمالات في الراهن والمستقبل..الامر الذي يدفعنا اكاديميين وسياسين ،اعلاميين وصناع قرارات رسمية الى التمحيص العلمي في واقع ومآلات عودة هذا النوع من الاحتجاجات..فهل نحن فاعلون..؟.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى