جوري
سالم محادين
* هل الأبوّةُ مُرهِقَة ؟
_ نعم ولا شكّ في ذلك !
* لماذا وكيف ؟
_ سؤالك من الأساس إجابة !
* نعم ولكنني أرغبُ منك تفصيلًا لا يحضُرني !
_ ممممم من أين أبدأ ؟
* من حيثُ شئت !
_ حسنًا يا صديقي أتودُّ أن أخبركَ عن ذلكَ المزيج المتأتي من براءة ( جوري ) وخوفي عليها ؟
* نعم نعم أو عن القلقِ الذي يتسربُ داخل المساماتِ بحثًا لها من الآن عن مُستقبلٍ مُشرق !
_ كإنسانٍ طبيعي من الواضح أن براءةَ الطفل تثيرُ لديكَ مجموعةً من المشاعرِ الفطريةِ البهية المُبهجة فكيفَ لو كان الطفلُ طفلك !
* أين الإرهاق إذًا ؟
_ أخبرتُك بأنَّ هذهِ البراءةَ تمتزجُ مع قلقكَ عليها وخوفكَ على مشاعرها واستمتاعك الآني بما تبرزهُ من مهاراتٍ جديدة وعبرَ هذا المزيج يتأتى الإرهاقُ حتمًا وقد يكون إرهاقًا بمعناه اللطيف المُحبب أيضًا !
* وماذا عن قلق طموحك لها بالأفضل ؟
_ هذا ما عليك أن تكافحه بضراوة فكل ما حولنا من مُعطياتٍ يُشيرُ للأسوأ فهدئ من روعِكَ وتمهل وابذُل ما بِوسعكَ أو ما يجب ولا تنظر لغدٍ ليسَ بيدنا حياله شيئًا البتة !
* أخبرني : هل تختلف نظرتك لأبيك وأمك بعد أن تصبحَ أبًا ؟
_ ستدرك بصدقٍ منذ صرخة طفلك الأولى فلاحقًا كم بذلوا لأجلك ، وستشعر بحزنٍ شديد لو لم يكونا على قيد الحياة !
* ما السبب ؟
_ وصولهم لرؤية أحفادهم منك يُشكِّل متعة وفرح بإنجاز عظيم لم يتسنَ لهم نيلهُ ثم أنك ستتمنى لو حظيت طفلتك أو استلذ طفلك : هذا الحنان المُدهش !
* أنت تغوص في الأعماق التي أبحث عنها !
_ ليتني أغوص فيها بذات الزخَم !
* وكيف لك الحديثُ فيما لا تُتقنه ؟
_ كلنا يا صديقي نجيدُ النظريّ من الأمور و في العملي كثيرًا ما نسقُط تحتَ وطأةِ واقعٍ لا يُعينك دومًا على نقلِ ما تملك إلى أرضِ المُواجهة !
* لستُ أدري أنصحتني بالزواجِ أم أبعدتَني ؟
_ بل تَزوج في أقربِ فُرصةٍ فليس في هذه الدُنيا من أحدٍ مرتاح فاجعل معكَ شركاء يُخففونَ عنكَ من أتعابِها : حتى لو زادت !