عيد المرأة الكارثي 8 آذار

#عيد_المرأة_الكارثي 8 آذار

د. خولة مغربي
لا أدري لماذا نحتفل بعيد المرأة العالمي؟!
هل بسبب الخيبة التي تعاني منها المرأة العربية في المجتع التقليدي والانكسار، أم السلطة الذكورية التي تصادر حقها ابتداءً من السيطرة على الراتب، وانتهاءً بالحرمان من الميراث، وهذا الأمر حقيقة وليس خيالاً، حقيقة واقعية تحترق فيها النساء، أخوات وأمهات وزوجات،…، حتى من قِل الرجال الملتزمين دينياً، وهناك من الشواهد الكثير، فالمرأة مجرد خادمة صاغرة وأمَة مُكرّسة لخدمة الرجل الظالم الغاشم، إلاّ من رحم ربي وخاف الله بهن، نعم أنتِ وهي مُستعبدة بشكل مباشر أو مُقنّع، والمضحك المُبكي، أن المرأة تواسي نفسها، بل تسخر منها وتضحك عليها، بقولها ( أنا أحسن من غيري )، ومنذ متى كانت المقارنة بمن هو أسوأ، إن المقارنة الحقيقية تكون بالأحسن والأفضل، كي نرتقي ونلحق بركب الحضارة والتحرر والتقدم، نحن لا نطالب بالمساواة، فالذكورة عالم مختلف تماماً عن عالم الأنوثة، نحن نتطلع بألم حدّ الوجع للتعامل بإنسانية مع الأنوثة، وبعدم الاستغلال والاستغفال، تحت غطاء القِوامة، فالقِوامة للذكورة هي بالحماية والرعاية واللطف والإحسان، فما أكرمهن إلاّ كريم، وما أهانهن إلاّ لئيم، ورِفقاً بالقوارير، إلاّ أن هذه الأحاديث لا يحفظها الرجل ولا يكررها، في حياته، هو يحفظ ويكرر أنه لا يحق للمرأة الخروج من بيتها إلاّ بإذن زوجها وما شابهه من أحاديث موضوعة لا صحة لها إطلاقاً، تُكرِّس سلطته العمياء وتخلَّفه الأهوج!!!
لماذا نحتفل بعيد المرأة؟! والمرأة مسحوقة ومقموعة، مُكممّة الفم، ومسمولة العينين ومقطوعة اللسان ومشلولة اليد! فللمرأة فم يأكل ولا يتكلم، أما الرجل فإن الشارب يزينه مهما كان عيبه، المطلوب من المرأة أن تكون عمياء بكماء خرساء، لتحقق إرادة الرجل لا غير، وأن تكون خادمة بالمجان، في أي وقت وأي مكان، نعم بالمجان، إن عمل المرأة في بيتها من تنظيف وطبخ وغسيل وتدريس للأبناء، كلّ هذا تقوم به المرأة دون أجرٍ ماديّ أي بالمجان، بينما لو استعان ربّ البيت بخادمة فهو يدفع لها راتباً شهرياً وهو صاغر ولا يناقش، لأنه يعرف أن هذا حقها مقابل خدمته وخدمة بيته، وكذلك إذا غسل ثيابه وكواها في مغسلة الثياب، فهو يدفع ثمن ذلك دون نقاش أيضاً، ولكن وللأسف الشديد، فإن المرأة لا تعرف حقوقها، على الأقل الحق المعنوي النفسي، كلمة بسيطة شكراً، إننا نحن الأمهات نقوم على شؤون بيوتنا بطيب خاطر، حتى ونحن نعمل خارج المنزل بوظائف طويلة الدوام ومرهقة، وبعض الوظائف تتطلب منّا العمل في البيت بعد الدوام، ولكن هل يُقدّر الرجل ذلك؟!
مشهد: يعود الرجل وزوجته من العمل في الوقت نفسه، يدخلان البيت، الرجل يجلس أو يستلقي ويدخن ويشاهد التلفاز، بينما المرأة تتوجه فوراً وهي بملابس الوظيفة إلى المطبخ تحضّر طعام الغداء، وتأتي به أمام الرجل، فيعتدل في جلسته، يتناول الطعام ويتجشأ، ثم يعود إلى الاستلقاء وينام، هي تكمل رحلة الشقاء، من تنظيف وغيره، وانتهاءً بتدريس الأبناء، وأن تحافظ على الهدوء المُطْبِق لعدم إزعاج الوحش النائم، لأنه إذا استيقظ من نومه لأقل نأمةٍ، فستقوم الدنيا ولا تقعد، يصحو الرجل من نومه، ويجب أن تكون القهوة جاهزة للملك الحاكم بأمره!!! ولا ننسى أن هذه الزوجة قد استيقظت منذ الفجر لتحضير الطعام، والإفطار وساندويشات الأولاد وملابس مدرستهم، ثم تشرف على إيقاظهم وارتدائهم لملابسهم وتحضير حقائبهم، ثم تحضير القهوة لسي السيد!!! كل هذا دون حقّ معنوي نفسي، أي كلمة ” شُكراً ” !!!!!!!
لماذ نحتفل بعيد المرأة وعيد الأم؟؟ ألئن هدايا عيد الأم كلها تُكرِّس الدور الذي يمتهن مكانة المرأة، فالمحلات التجارية في تنافس محموم، لإعلان العروضات على الأدوات المنزيلة، من غسالات وثلاجات وأدوات مطبخية، للأسف هذا كله يعكس وجهة نظر تقليدية للمرأة ولا احترام فيها، فمكانها المطبخ!!! وخدمة الرجل والأبناء! لماذا! إن الجندرية لا تُقسِّم الأدوار الحياتية، ولم يرِد ذكر لهذا التقسيم في أية رسالة سماوية، أو قوانين وضعية، ولكنه قانون الذكورة المُتخلِّف في مجتمعاتنا، نعم قانون اجتماعي أعمى ودون عقل، فالرسول الكريم كان يكون في خدمة أهله في بيته، فلماذا لا يشارك الرجل في خدمة نفسه على الأقل، أم أن كأس الماء يجب أن يصل عنده دون عناء، قُم واشرب بنفسك، وإلاّ فلتجف عروقك من الظمأ، الرجال هم اليعاسيب، العالة على كتفي المرأة.
متى نصحو ونلحق بركب الإنسانية ، الإنسانية فقط ، فلا علاقة لها بالجندر.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى