جسد المرأة ليس عورة بل زينة

#جسد #المرأة ليس #عورة بل #زينة

د. عبدالله البركات

الحديث الوحيد الذي يصف المرأة بأنها عورة لم يرد في صحيح البخاري ولا في صحيح مسلم وان صححه بعض المحدثون وهو مخالف لقوله تعالى (ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها) ولم يقل تعالى ولا يبدين عوراتهن. ولم يرد في القران الكريم لفظ عورة الا في وصف الجماع. قال تعالى: ( او الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء) قال المفسرون اي لم يكشفوا عن عورات النساء للجماع . كما ورد لفظ العورة في وصف العيوب في البيوت ووصف الاوقات الممنوع الدخول على الزوجين فيها دون استئذان . فوصف المرأة بالزينة أوجب لاحترامها وأدعى في المحافظة عليها. وطلب الله تعالى منها ان لا تبدي زينتها أبلغ من طلب غيره ان لا تبدي عورتها. ولفظ العورة يخص ما سماه الفقهاء العورة المغلظة وهي القبل والدبر في الرجال والنساء. ولم يسمي الله حتى العورة المغلظة بالتعبير الفقهي عورة بل سوءة. فقال تعالى عن الشيطان (ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوأتهما) وقال جل ذكره (فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة) ولم يقل عوراتهما. فلفظ العورة دخيل على التعبير القراني بهذا المعنى وهو يوحي بالتشوهات والاصابات البليغة . وبالغ بعض الفقهاء ان جعل أظفر المرأة عورة بل وخفها. والزينة قسمان : ما يجوز اظهاره وما لا يجوز اظهاره الا للاصناف الواردة في الاية ( ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها) وقد حدد النبي صلى الله عليه وسلم والفقهاء المعتدلون من بعده مما فهموا من القران الكريم والاحاديث الشريفة ما يجوز أظهاره من الزينة بالوجه والكفين والكحل والخاتم والاسوارين ونصف الذراع او قبضة منه. ان التشدد يفضي الى الخروج عن الاعتدال. هذا مع غض البصر عن كل ذلك ما أمكن ذلك . فتأمل.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى