جرادات تكتب .. إلا الجيش العربي الاردني… خط احمر

إلا #الجيش_العربي الاردني… #خط_احمر

بقلم #سهير_فهد_جرادات

إلا #الجيش .. من غير المسموح أن تتم (عصرنته ) ليتواكب مع التطورات التكنولوجية ، ومنها وسائل التواصل الاجتماعي التي تسعى الى #تجهيل_الشباب وتقزيم فكرهم وحصره في ( التفاهات ) وتمجيد ( السخافات ) ، بعيدا عن الاعتزاز والافتخار بعراقة تاريخه وعروبته وبطولاته ورجالاته .. 

ما جرى من تصوير (برنامج ترفيهي ) في #متحف_الدبابات_الملكي يعد #جريمة بحق جيشنا المصطفوي ، ومن ارتكب هذه الجريمة هو من  وقع بالموافقة ، الى جانب شركة الإنتاج ، وهؤلاء يستحقون جميعا التقديم للمحاكمة لإساءتهم لتاريخ هذا الجيش وبطولاته ، بالسماح بتصوير ( سخافات ) لا تليق بعراقة المكان ، إضافة الى السماح بإقامة حفلات ( موسيقة ) في مكان عسكري له هيبته ورزانته ، والمشكلة تكمن في أن مجلس أمناء المتحف يُعينون ب( مرسوم ملكي ).. 

العذر غير مقبول ، الذي أشار إليه ( مصدر ) من المتحف ، أن سبب موافقة إدارة المتحف على التصوير هو لجذب الجيل الجديد لزيارة (متحف الدبابات الملكي ) ، والاستماع لقصص البطولات والتضحيات لجيشنا العربي في الحروب التي خاضها دفاعاً عن أرض الأردن ، ونظرا لاهمية “مواقع التواصل الاجتماعي ودورها الكبير في توجيه الشباب إلى ما فيه فائدة” ، لذلك وافقت إدارة المتحف لشركة الإنتاج ( المسؤولة عن المحتوى ) ، التي للأسف مؤسسها طبيب تخصص في الخدمات الطبية الملكية ، ومع كل الأسف لم يدرك أهمية دور الجيش الا في انتاج برامج ترفيهية، هذا إضافة أنه حاصل على وسام الاستقلال للتميز عن “متطوعو الأردن ” سنة 2019 .

هل وصلنا الى درجة أننا نبحث عن جمع ( لايكات ) و( ترويجات ) ، لحث الجيل الصاعد لزياة المتحف الذي الهدف من انشائه هو الاعتزاز بتاريخه وتعزيز وطنيته !! اليس هذا ما تقصدونه من أن السماح بالتصوير جاء لمخاطبة الجيل ( بلغة يفهمونها ) !! ان كنتم تريدون ( مجاراة ) جيل الشباب الذي ( لحست عقله ) التكنولوجيا ، دعوني أخبركم بأن الغالبية من الشباب مشغولون بالتفكير بالهجرة ولا يفهمون سوى لغة ( الإحباط ) ولا يؤمنون بوسائل التواصل الاجتماعي إلا لتمضية أوقات فراغهم لغياب المرافق الترفيهية المجانية ، كما لايكترثون بمتحف الدبابات أيضا لعدم غرسها لدى الشباب من خلال المناهج ، بحيث غيب تاريخنا الوطني والعسكري واعتزازنا به..  

موضوعنا ليس الملابس العسكرية ( أردنية أو للحرب العالمية الثانية ) ، وليس موضوعنا ( التطمينات ) بأن الدبابات التي تم تصويرها واستخدامها لم يستخدمها الجيش في حروبه مع العدو او حماية الوطن والدول التي احتاجت الحماية من الوطن العربي ، الموضوع مبدأ اعتزاز وتقزيم لكرامة كل اردني لانه الجيش يعنينا جميعا فهو أساس استقرار الوطن وحكمة..  

 لدينا استفسار أخير ، بمان أن ( مصدر ) صرح بأن “القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية _الجيش العربي  ليست لها علاقة بالموضوع باي شكل من الاشكال” ، هل  أعضاء مجلس الأمناء لديهم علم ، أم تم تمرير الموافقة دون علمهم ، علما ان هناك تمثيلا عسكريا في مجلس الأمناء ممثل في  ( مساعد رئيس هيئة الأركان المشتركة للتخطيط والتنظيم والموارد الدفاعية ) ، الى جانب امين عمان ، ومدير إدارة التراث في الديوان الملكي ، ومدير عام المركز الأردني للتصميم والتطوير ، وبالتأكيد الى جانب امين متحف الدبابات الملكي الذي من المفترض ان تتم مساءلته عن ملابسات الموضوع!!.. 

هذه ( الغضبة ) ليست كوني أنتسب لعشيرة كسائر العشائر الأردينة أغلب أبنائها من منتسبي الجيش الأردني ، ولا لأنني ابنة قائد عسكري وأعمامي وأخوالي من منتسبي الجيش بحيث عندما نتجمع كعشيرة تحيط بنا النجوم والسيوف والنياشين العسكرية ، نفهم (لغة القايش ) ، ونقدر (البسطار) الذي يدوس على تراب الوطن ، ونحترم (البيريه) ، ونعتز ب(شعار الجيش)،  ونؤدي المدنيين قبل العسكريين التحية العسكرية ، ونمشي المشية العسكرية التي تضرب الأرض بقسوة لتهزها مؤكدة لها أن هناك من يحميها..

أستهجن أن تثور ( ثائرتكم ) على المقال الذي ينتصر للعسكريين والمتقاعدين العسكريين للانتباه إليهم وتحسين أوضاعهم المعيشية ( أنين العسكر ) ، ولا تثور ثائرتكم على من يريد ( حتى ولو كان دون تفكير عميق لأبعاد الموضوع ) ان يسيء لتاريخ هذا الجيش بجميع منتسبيه وحتى لعائلات العسكر الذين يفتخرون بأن اباءهم وأجدادهم خدموا في هذا الجيش الذي يحمل اسم العربي ولا يحمل اسم الأردني !!..

من المفارقة العجيبة أن هناك قاسما مشتركا ( شخص بعينه ) بين هذه الحادثة وحادثة الاعتداء أيضا على تاريخ رئيس الوزراء الرمز الشهيد وصفي التل من خلال السماح ( أيضا ) بتصوير مسلسلات في منزلة لا علاقة بتاريخة الوطني  ، ونشر صور لانتهاك حرمة منزله .. 

هاتان الحادثتان ( متحف دبابات الجيش و منزل الشهيد الرمز ) تقودنا الى سؤال : هل هذا ( شغل ) مقصود ؟ أم هو سوء إدارة ؟! وكلاهما مر !!..

جيشنا .. هو سبب ثبات دولتنا ، و البلد ماشية بنفسهم وهمتهم ..ويجب عدم ( تتفيه ) تاريخه المشرف .. لأن هيبه الدولة من هيبة الجيش والعكس صحيح .. لا تقولوا لنا (مكبرين القصة) لان القصة عندما تتعلق بهيبة الجيش هي ( قصة كبيرة ) ومرفوض أن يتم تدمير هيبة الوطن ممثلا بجيشة الباسل وهويته ..

هالبلد مالنا غيرها .. ومالها غيرنا

صدقا الجيش خط أحمر..

 كاتبة وصحافية أردنية  

Jaradat63@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى