جذور الصراع وثقافة المغالبة في الشخصية الاردنية..دعوة لعقد مؤتمر.

#جذور #الصراع و #ثقافة_المغالبة في #الشخصية_الاردنية..دعوة لعقد مؤتمر.
ا.د #حسين_محادين*
كثيرا ما يتكرر معي كأكاديمي راصد ومحلل للعنف والجرائم في مجتمعنا، تساؤل واخز ومهم لوسائل اعلامنا المختلفة،
المتخصص منها مهنيا، او الشعبي أي الرأي العام الاردني ، لماذا يحدث كل انواع هذا العنف المتصاعد في يومياتنا :-
لفظي، سُباب ، اصوات نغمات هواتفنا الخلوية واثناء أحاديثنا عبرها،جسدي متوسط، قتل كامل، حوادث سير..الخ بين الافراد والجماعات من مختلف المنابت والاصول بالمعنى الدستوري في مجتمعنا الشاب وصاحب التعليم المرتفع النسب.

يقول العلامة ابن خلدون مؤسس علم العمران-وليس علم الاجتماع كما سائد وهو خاطىء بين المهتمين- يقول “تتاثر طبائع الناس بجغرافية أمكنتهم”.
من هنا اجد بين يدي كراصد ومحلل لجذور العنف وثقافة المغالبة وليس الحوار بالتي هي أحسن للأسف في مجتمعنا وهي المعطيات/ العوامل ذات الاثر والتأثير المتبادل في الشخصية الاردنية:-
1- تؤكد الدراسات العلمية ان جسم الانسان الطبيعي في تركيبته يتكون من 70-90% ماء، ويقابل ذلك علميا، واستنادا الى دراسة حديثة نسبيا لمنظمة اليونسيف الدولية ، بأن حصة الاردني من الماء حاليا لا تجاوز 100متر مكعب مقابل 500متر مكعب للفرد في المجتمعات الاخرى من العالم المتطور، ما يعني استنتاجاً بالنسبة لي كمحلل للشخصية الاردنية من منظور علم الاجتماع ، أن هذه اولى واعمق محطات الصراع والمغالبة المستمرة مع النفس والمحيط معاً بداخل كل نشمي ونشمية منا،وهذا المعطى العلمي يمثل في الواقع المعيش اليومي لحياتنا، طبيعة وواقع ومبررات اللاتوزن النفس اجتماعي الكامن بدواخلنا كأردنيين، الامر الذي سيولد حكما اشكالا متنوعة من التفكير والممارسة للسلوكيات العنيفة، انطلاقا من دواخلنا باتجاه الاخرين والمحيط البيئي ككل لنا افرادا وتنظيمات.
2- تأثيرات الصحراء والاراضي الجافة التي نعيش عليها وفيها كجزء اساس من مساحة وطنا، والتي تُشكل91% تقريبا من مساحة الأردن الكلية، ترابطا مع صغر مساحة الغابات الخضراء لدينا والتي لا تزيد مساحتها عن1,1% فقط من مجموع مساحة الاردن، كما تشير دراسة حديثة2020 لمنظمة الاغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.
3- المشتركات التاريخية الصراعية لتاريخ وبنية وانحدار الاردنيين الحاليين وهم اهلي بالمعنى القانوني المتمثل بتعدد منابتهم كمواطنيين مقدرين تحت مظلة الدستور، وكل منهم له تاريخ صراعي وليس حواري مع منبته الاصلي مثل :- الفلسطيني،الشركسي، الشيشاشني،الاكراد، الدروز، السوريين والعراقين الذين تجنسوا اردنيا…الخ.
4- تاثيرات العولمة والتكنولوجيا على الاردنيين كجزء من العالم بشكل طاغِ منذ تسعينيات القرن العشرين، اي بعد سيادة القطب الواحد وادماننا التعاطي مع وسائل التواصل الحيّ”لايف” وبرامج التكنولوجيا المتعددة والمتوالدة انتاجا واستهلاك ،فكثير منا يبقى أسيرا لما تبثه ثقافة الصورة الآسرة، والتي اصبحت تمثل “دكتاتورية البصر” في حياتنا وعلى شجرة حواسنا عبر ما تتضمنه من :-
فيديوهات ذات مضامين عنيفة وإجرامية احيانا،الالعاب العنيفة من تأثيرات وخطورة التقليد والمحاكاة لما يشاهده الشباب الاردني غالبا لمثل هذه الصور العنيفة مقابل تراجع قيم الحوار في العالم والاقليم المحيط بنا، وكلها عوامل تبادلية التأثير في الشخصية الاردنية والتي بحاجة الى دراسات علمية اوسع اعمق من حدود مثل هذا الطرح العلمي المكثف.
اخيرا هذه دعوة لاصحاب ومؤسسات الاختصاص من العلماء والجامعات ومراكز الدراسات لاجراء الابحاث المرتبطة بالشخصية الاردنية ، بنيتها، اوجاعها، تجهمها، سلوكاتها في الظروف الطبيعية والاستثنائية، سماتها المميزة ، منظومتها الثقافية الجامعة للأردنيين”منسوب الاندماج الاجتماعي الثقافي” بعد مرور مئة عام من عمر الدولة الاردنية المديد..إذ لا يعقل ان تبقى مكتبتنا الحياتية والعلمية تفتقر حتى الآن لمثل هذه الدراسات المرتبطة بهويتنا الانسانية النبيلة كاردنيين..وهل اكثر اهمية من ان نعقد مؤتمرا علميا وطنيا يبلور لنا ما هي السمات المميزة لهويتنا المعاصرة كابناء وطن نعتز به وبمنجزاته كبقية المجتمعات العربية الاخرى..فهل نبادر بالعمل على تحقيق ذلك خدمة لنا جميعا..؟.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى